القاهرة-مصر اليوم
ظهرت موجة ثانية لفيروس كورونا في بعض الدول وعلى رأسها الصين، إذ أعلنت مؤخرًا عن حلول موجة ثانية لجائحة كوفيد 19، ما أدى إلى إعلان الطوارئ في البلاد، الأمر الذي أثار الخوف حول تفشي موجة جديدة من المرض بعد انحساره.في هذا الصدد كشفت منظمة الصحة العالمية، عن قدرة فيروس كورونا على التفشي سريعًا بين المواطنين وتصاعد الجائحة، فيما حذرت من احتمالية وقوع موجة ثانية للوباء خاصةً بعدما سجلت دولًا إصابات جديدة للفيروس بعد تعافيها وتسجيل صفرًا للحالات.
ورجحت المنظمةوجود موجة جديدة بحلول موسم الخريف القادم، على نفس وتيرة تسجيل الأنفلونزا الموسمية ذروة الحالات مع قرب انتهاء العام.اتساقًا مع ذلك أوضح محمد حسام، طبيب بمستشفى الحميات، أن بشكل علمي يمكن للفيروسات أن تتطور وتأخذ أكثر من شكل داخل جسم الإنسان ما دام وجدت الخلية التي تتعايش وتتكاثر بل وتتطور أيضًا داخلها، ومن هنا يبدأ دور الأجسام المضادة في مواجهة الفيروس داخل الجسم ومنع تطوره داخل أجهزة وأعضاء الإنسان.
ويضيف الدكتور حسام، أن الجهاز المناعي للإنسان قد ينجح في محاربة الفيروس أو المرض ومن ثم يتكون لديه أجهزة مضادرة لمحاربة هذا النوع من المرض حال إصابته به مرة أخرى، ومن هنا نجحت تبعض تجارب علاج الأشخاص ببلازما المتعافين؛ لأنهم لديهم الأجهزة المضادة القادرة على محاربة هذا الفيروس.
وأشار الدكتور حسام، إلى أن الخطورة تأتي من قدرة الفيروس المستجد على تطوره وتحوره بشكل آخر جديد، وهنا قد يكون هناك صعوبة في تعرف الأجسام المضادة عليه؛ لأنه قد تحور فعليًا وتغيرت سلالة المرض، مشيرًا أن هذا قد يحدث مع الفيروسات بشكل عام مثلما حدث في الأنفلونزا الأسبانية.
الدكتور يحيى مكي، أستاذ علوم الفيروسات، توقع حلول موجة ثانية لفيروس كورونا "كوفيد 19" المستجد خلال فصل الشتاء القادم، موضحًا أن مصر لا تزال في الموجة الأولى من المرض.أكد أستاذ علم الفيروسات، أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التي تضمنت الحظر الكامل والعزل قد ساهمت في تقويض انتشار الفيروس، مرجعًا ارتفاع الإصابات في البلدان إلى عدم الالتزام بتبيق الإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي.
أوضح أستاذ علم الفيروسات، أن الجهاز المناعي للإنسان سيستغرق نحو شهر لوقايته من الأمراض منذ تناول اللقاح، مشيرًا إلى أنه هناك دول تجرب دواء "ريميديسفير الأمريكي" الذي ثبت نجاحه بنسبة 70%، وأخرى تؤيد دواء كلوروكين.وفى هذا الصدد قال الدكتور حسام مسعود استشارى أمراض الصدر ورئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس الكورونا، إنه علميا فإن أنواع من الأوبئة خاصة أوبئة الأنفلونزا، تنتشر وكأنها «تسونامي»، حيث تظهر وتختفى في صورة موجات، فيمكن أن تنحسر أعداد الإصابة بعد مواجهة الموجة الأولى ثمّ تعود للزيادة من جديد على موجات وفترات متباعدة أو متقاربة.
وتابع "مسعود"، إن أخطر ما في الأوبئة والفيروسات هي قدرتها على الانتشار والتفشي بشكل سريع لاسيما أوبئة الإنفلونزا التي تحل في صورة موجات تأتي وتختفي، موضحًا أنه من الممكن أن تواجه دولة الفيروس بشكل جيد في الموجة الأولى وتصل إلى مرحلة الانحسار وعدم ظهور حالات جديدة، ولكن قد يحدث أن تعود موجة جديدة أعنف من الأولى تزداد فيها الإصابات أكثر من السابق.
وأرجع مسعود، حلول موجات أخرى من الأوبئة إلى تفسير علمي يقتضي بإمكانية الفيروس على تحوره جينيًا أي يمكنه أي يُحدث طفرة جينية، مشيرًا إلى أن حينها قد يفشل الجهاز المناعي والأجسام المضادة للإنسان في التعرف على الفيروس ومواجهته؛ لأن السلالة الجينية قد اختلفت وتغيرت.ذكر رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا أن من المتوقع أن يكن هناك موجة ثانية لفيروس كورونا المستجد، ولكن الأمر غير مقلق في حال التوصل إلى علاج فعال للفيروس المستجد وهو ما يسعى إليه الجميع في الوقت الحالي.
انتشرت الإنفلونزا الإسبانية التي وُصفت بأم الجوائح مع الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٨ على ثلاث موجات، وأُعلن وقتها عن ظهور أولى حالاتها في إسبانيا، ويقال إنها أكثر الأوبئة فتكا لضررها البالغ في ذلك الوقت إذ تسببت في وفاة ما بين ٤٠ إلى ٥٠ مليون شخص، وتفشت موجة وبائية أخرى عام ١٩٥٧، أُطلق عليها الإنفلونزا الآسيوية.
أرسل تعليقك