لندن ـ كاتيا حداد
وجدت تجربة أنه من المحتمل، أن يُساعد إعطاء مرضى سرطان البنكرياس علاجًا كيميائيًا وإشعاعيًا، قبل إجراء الجراحة، في العيش لفترة أطول بخمس أضعاف، هذا ما يعتقده الأطباء الذين اكتشفوا أملًا جديدًا، وحتى علاجًا للأشخاص الذين يتطور لديهم المرض المميت.
ويُعدّ سرطان البنكرياس، أحد أخطر الأمراض، حيث يقتل 80% من المصابين به في خلال عام، و97% في غضون 5 سنوات، ولكن بتغير بسيط لطريقة ترتيب العلاج الذي يقدم للمرضى، يعتقد الباحثون أنه قد يضيف أكثر من 4 سنوات لحياتهم.
وجرب الأطباء والباحثون في عيادة "مايو" في مينسوتا، طريقة العلاج الجديدة على 194 مصابون بالمرض في حالة ميئوس منها، وتبين أن البعض سيعيش لفترة أطول 18 شهرًا، أما الآخرين فكانت حالتهم ميئوس منها فعليًا، حيث أنتشر السرطان في أعضاء أخرى رئيسية في الجسم.
ووجد الفريق بقيادة الدكتور مارك تروتي، أن إعطاء جلسات علاج الكيماوي والإشعاعي، ومن ثم إجراء العملية، يسمح للمرضى للعيش لفترة أطول على الأقل لخمس سنوات، وبالتالي يمكن لأكثر من نصف المرضى البقاء على قيد الحياة.
وأكّد تروتي أن بعض المرضى في التجربة، ربما حتى تم شفائهم من المرض، وأوضح: "المصاب بمرض سرطان البنكرياس حتى وقت قريب كان محكوم عليه بالإعدام، كان ذلك وصمة سيئة لعقود ولكن الآن نحاول تغيير هذه الوصمة",
ويستخدم العلاج، كل من الكيماوي والإشعاعات، لتدمير أكبر قدر من الخلايا السرطانية، ومن ثم إجراء جراحة لإزالة ما تبقى من الخلايا وإعادة بناء أوعية الدم المدمرة، وقد عكس ذلك احتمالات البقاء على قيد الحياة للمرضى الذين فقدوا الأمل.
ولفت الدكتور تروتي، إلى أن 90% من المرضى يمكن أن يعيشوا لفترة أطول، وكان متوسط فترة الذين عاشوا بعد العلاج في العيادة 58.8 شهرًا، وأكثر من نصفهم لا يزال على قيد الحياة، وأضاف قائلًا: "أعطينا المرضى العلاج الكيمائي قبل الجراحة، ووجدنا أنه كلما حصل المريض على كيماوي أكثر، كانت نسبة العيش لفترة أطول أكبر".
وفيما يخص المرضى الذين أنتشر المرض في جسدهم، عرض عليهم إجراء العملية أولًا، لأنه بدا من الصعب إزالة الخلايا السرطانية، وجرت ترتيب العلاج الجديد على المرضى اللذين لم ينتشر السرطان في أعضاء أخرى من أجسامهم، وشكل ذلك ثلث المرضى الذين أجريت عليهم التجربة.
واعتمد النجاح المختلف بين المرضى، على طريقة استجابتهم للعلاج الكيماوي، فكلما كان الجسم مستجيبًا للكيماوي، زادت نسبة تدمير السرطان ومن ثم إجراء العملية، وبالتالي العيش لفترة أطول، ويؤثر سرطان البنكرياس على نحو 10 الآلاف شخص، في المملكة المتحدة سنويًا، و55 ألف شخص في الولايات المتحدة.
وردًا على النتائج، قالت آنا جيويل، مديرة أبحاث مركز سرطان البنكرياس في المملكة المتحدة: "لا نزال بحاجة إلى المزيد من الأدلة لتساعدنا في فهم أفضل طريقة لاستخدام العلاج الكيماوي والإشعاعي، ولكن النتائج الحالية تظهر فرصة حقيقية لتحسين فرص العيش في العموم".
أرسل تعليقك