مختلفون في كل شئ، حتى بفرص إصابتهم بالوباء المستجد، إنهم ملائكة الأرض أطفال "متلازمة داون"، الذين يعانون كثيرًا من اختلافهم منذ يوم الولادة، الذي في أحيان كثيرة يصبح سرًا لنجاحهم، إلا أن هذا الاختلاف يجد فرصته حاليًا أيضًا بعد انتشار فيروس "كورونا" لنجد أنهم أكثر من غيرهم عرضة للإصابة لضعف مناعتهم.
كيف لهؤلاء الملائكة أن يعيشوا ويتكيفوا مع الوضع الحالي، وما ينبغي فعله للحفاظ على تلك الأرواح البريئة ؟ هذا ما سنعرفه بالتقرير التالي.تؤكد الدكتورة نهى أبو الوفا استشاري أمراض الأطفال أن أطفال متلازمة دوان يعانون من "الكحة" مما قد ينتج عنه مشكلات بالجهاز التنفسي، تؤدي أحيانًا إلى التهاب رئوي، الأمر الذي يهدد العضو الرئيسي الذي يهاجمه كورونا وهو الرئتين لتصبح بذلك ضعيفة المقاومة بشكل كبير أكثر من رئتي فرد من لديه هذه المتلازمة.
وتنصح بضرورة حماية هؤلاء الأطفال أكثر من غيرهم وإبعادهم عن الأماكن المزدحمة، وإبعادهم عن مخالطة الأفراد نظرًا لضعف مناعتهم.وأشارت إلى ضرورة الحرص أيضًا على إطعام هؤلاء الأطفال بأغذية صحية تحتوي على فيتامين سي، موضحة أنهم يتجهوا إلى تناول أطعمة غير مفيدة تسبب السمنة وبالتالي ضعف المناعة أكثر من غيرهم.
ونبهت "ابو الوفا" إلى ضرورة تطعيم أطفال متلازمة داون منذ الصغر تطعيم الإلتهاب الرئوي، والذي يساعد كثيرًا على حمايتهم من الإصابة بفيروس "كورونا".وتواصلت "بعض وسائل الاعلام" مع أمهات بعض أطفال متلازمة "داون" لمعرفة كيف يتعايش أباءهن في ظل انتشار الوباء المستجد.
"أعيش في رعب ليل نهار خوفًا على ابني"، تقول سميرة محمد، 40عامًا، لديها ابنًا "خالد" 12 عامًا من أصحاب متلازمة "داون"، موضحة أنها تحرص على عدم اصطحابه لأي مكان خوفًا من إصابته بالفيروس، مؤكدة أنها تعلم تمامًا بضعف مناعته بسبب المتلازمة، وتعوض عدم خروجه بشراء الألعاب لتسليته.
وقالت ميادة إبراهيم 35 عامًا،والدة الطفلة مها 7 سنوات،: ادعو الله أن تمر تلك الأزمة التي يعيشها العالم بسبب هذا الوباء لتستطيع أن تسعد ابنتها بالتنزه في الحدائق، موضحة أن ابنتها تعشق التنزه وتجد به متعتها، ويصعب عليها كثيرًا أن لا تستسطع توفير تلك المتعة لها بسبب الفيروس، لتختم بقولها عن حال أطفال متلازمة داون: " كان الله في عونهم، وعون كل أسرة لديها طفل بهذه المتلازمة".
ومتلازمة داون (Down syndrome) أو المغولية هي مجموعة من الصفات الجسدية والنفسية الناتجة عن مشكلة في الجينات تحدث في مرحلة مبكرة ما قبل الولادة.ويميز أطفال متلازمة داون (المغولية) بعض الملامح في الوجه، شكلهم الجانبي (بروفيل) مسطح والرقبة قصيرة.ويعاني هؤلاء، غالبًا، من التخلف العقلي بدرجة معينة، وتتفاوت حدة علامات المرض من مريض إلى آخر، لكنها تترواح، بشكل عام، ما بين الخفيفة جدا والمتوسطة.
كما يعاني طفل داون من ضعف في العضلات ومفاصل مرخية، وفي مرحلة الطفولة المتأخرة يتحسن مستوى التوتر العضلي (Muscle tone)، عادة، وغالبًا تكون نسبة الذكاء (IQ - Intelligence Quotient) أدنى من المعدل العام.ويعد من أسباب تلك المتلازمة هي مشكلة ما في منظومة الصبغيات (الكروموزومات - Chromosomes) في جسم الجنين، قبل ولادته بوقت طويل جدًا.
فمنظومة الصبغيات هذه تشكل جزءا مهما في خلايا الجسم، إذ تحتوي على المادة والمعلومات الوراثية للإنسان الفرد. DNA"ففي العادة، يوجد في جسم الجنين السليم الطبيعي 46 كروموزوما في كل خلية جسدية. أما الجنين الذي يعاني من متلازمة داون (المغولية) فتحتوي خلاياه على 47 كروموزوما.
وهناك نسبة كبيرة جدا من الأطفال المصابين بمتلازمة داون يولدون وهم يعانون، من مضاعفات ومشاكل طبية أخرى عديدة، مثل:
المشاكل في القلب، وفي الأمعاء، وفي الأذنين، وكذا مشكلات في التنفس، وهذه المشاكل التي تؤدي بدورها إلى مشاكل أخرى، مثل الالتهابات في الجهاز التنفسي أو فقدان حاسة السمع.
ولا يعرف الخبراء، حتى الآن، السبب المحدد لحصول التغيير المذكور في الجينات، لكن هنالك عدة مسببات يمكن أن ترفع من خطر إصابة الجنين بمتلازمة داون، من بين هذه العوامل منها الحمل فوق سن 35 عامًا، فكلما تقدمت المرأة في السن يزداد خطر إصابة الجنين بمتلازمة داون، أو إذا كان سن الأب 40 عاما وما فوق، وكذلك إذا كان قد ولد في العائلة طفل آخر يعاني من المغولية.
أرسل تعليقك