القاهرة - مصر اليوم
تشكو معظم الأمهات من ميل طفلها إلى الحصول على كل ما هو في يد الآخرين، وأحيانًا يصر على أخذه، أو على الأقل الحصول على مثله، وقد يتحول الأمر إلى حالة من البكاء والصراخ إن لم يحصل على ما يريد، مما يصيب بعض الأمهات بالخوف من أن يستمر مثل هذا السلوك مع الطفل. توضح الخبيرة النفسية "سهام حسن" أنه لا بد أن تعي الأم أن حب التملك هو غريزة طبيعية في كل طفل، ولكنها تحتاج إلى التهذيب والتحجيم، من خلال اتباع النصائح التالية:
لا بد أن يحدد الوالدان للملكيات التي لدى طفلهما، ليعرف ما له من أشياء، وما لغيره من ممتلكات ليحترمها ولا يتعدى عليها. كذلك لا بد أن يمنح الوالدان طفلهما صلاحيات التصرف في أشيائه الخاصة كيف يشاء، ويفضل أن تكون تلك الممتلكات في حجرته الخاصة أو في خزانة تخصه وحده.
لا بد من إشباع رغبة الطفل في الامتلاك أيضًا، من خلال تملك النقود على سبيل المثال، بأن تعطيه المصروف اليومي أو الأسبوعي، على أن توجهه لأفضل طرق الإنفاق، وإفساح المجال له لشراء بعض ما يحب من ألعاب وحلوى أو غير ذلك، فإن ذلك يعني الكثير من القيم الإيجابية بالنسبة له، حول الشعور بالملكية الخاصة والقدرة على التصرف في حدودها، كما ينمي لديه ملكات التدبير والتوفير والادخار والكرم والعطاء للغير، كما أن ذلك من شأنه أن يجعل الطفل لا يتطلع لممتلكات الآخرين. يجب إعطاء الطفل فرصة للإدخار، وجمع بعض المال، ولكن مع ضرورة توضيح الفرق بين الإدخار المحمود والشح المذموم.
لا بد من توضيح المعنى الحقيقي للغنى وإبرازه في ذهن الطفل مع التلقين والتكرار، وذلك أن المندفع وراء حب التملك بدون عقل ولا روية لن يشعر بالغنى والاكتفاء مهما جمع، بل سيظل يطلب المزيد بلا حدود فهو في حقيقة الأمر فقير مع كثرة ما يملك، أما من رضى بما قسمه الله له فإن قلبه يمتلئ بالغنى والاطمئنان. وأخيرًا تنصح سهام حسن بالحرص على غرس الصورة الصحيحة للملكية، من خلال القدوة فلا بد أن يرى والديه يحافظا على ممتلكات وخصوصيات الغير.
أرسل تعليقك