القاهرة ـ مصر اليوم
أفاد مركز بحوث ألماني أن زلزالًا بقوة 5.49 درجة على مقياس ريختر ضرب إثيوبيا في الفترة الأخيرة، مما أثار القلق بشأن تداعياته المحتملة على المنطقة. وتعد هذه الحادثة جزءًا من سلسلة من الزلازل التي ضربت إثيوبيا في الأيام الأخيرة، حيث شهدت البلاد نشاطًا زلزاليًا غير مسبوق، بلغت حصيلته 23 زلزالًا خلال 9 أيام فقط (من 21 إلى 29 ديسمبر 2024).
وفي هذا السياق، أشار الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إلى أن هذا النشاط الزلزالي المتزايد في إثيوبيا يعكس ارتفاعًا كبيرًا في معدلات الزلازل مقارنة بالأعوام السابقة، مشيرًا إلى أن عدد الزلازل في عام 2024 بلغ 58 زلزالًا، وهو ما يعد أعلى معدل في العقد الأخير.
وأوضح شراقي أن السبب وراء تزايد الزلازل يعود جزئيًا إلى الضغط الكبير الذي تسببه كميات المياه المخزنة في سد النهضة، الذي يحتوي حاليًا على 60 مليار متر مكعب من المياه، ما يعادل 60 مليار طن من الماء. ويمثل هذا الوزن ضغطًا هائلًا على القشرة الأرضية الضعيفة في إثيوبيا، نظرًا لوجود الأخدود الأفريقي، أكبر فالق في القشرة الأرضية اليابسة، الذي يعد من أكثر المناطق في أفريقيا نشاطًا زلزاليًا.
كما أضاف شراقي أن تسرب المياه من بحيرة السد قد يؤدي إلى انزلاق الكتل الصخرية وتنشيط الزلازل في المنطقة، في حين أكد أن تأثير الزلازل الحالية على سد النهضة يعتبر محدودًا نظرًا للمسافة بين الزلازل وموقع السد. إلا أن تكرار الزلازل في نفس المنطقة قد يشير إلى إمكانية حدوث زلازل أقوى في المستقبل، وهو ما يزيد من القلق حول تأثيرات هذه الزلازل على السد ومنطقة النيل بشكل عام.
يُذكر أن سد النهضة يعد من أكبر المشروعات المائية في إفريقيا، وأن المياه المخزنة فيه قد تشكل تهديدًا بيئيًا محتملًا في حال حدوث زلزال كبير.
أرسل تعليقك