واشنطن - رولا عيسى
ليس غريبًا في عالم الحيوان أن يضايق الذكور الإناث لإجبارهن على التزاوج معهم، حتى لو كانت الإناث غير مهتمات، في حين كشفت دراسة جديدة أن أنثى سمكة الغوبي تتعلم أن تصبح أكثر مهارة في السباحة لتهرب من الذكور غير المرحب بهم، وأوضح الباحثون أن السمكة تتعلم السباحة بشكل أفضل مع التمرين، وهو ما يشبه تطور أداء الرياضيين من البشر الذين يصبحون أفضل في الرياضة.
وأكد الدكتور شون كيلن من جامعة "غلاسغو" في اسكتلندا، أن "الإجبار الجنسي للإناث من قبل الذكور منتشر بشكل واسع في عملية إعادة إنتاج أنواع أخرى، ويرتبط النجاح التناسلي للذكر بحصوله على الأنثى، ويحاول العديد من الذكور التغلب على محدودية الأمر بعدة أساليب مثل مطاردة أو مهاجمة الإناث في محاولة للحصول على التزاوج، وتعد هذه السلوكيات التي تدخل في إطار تحرش الذكور بالإناث محاولة لتحقيق التزاوج، وتبذل الأنثى مزيدًا من الجهد والطاقة لتجنب الذكور في هذه الحالات وأحيانا تحدث لها بعض الإصابات".
وأضاف كيلن "للحد من هذه الآثار، يمكن للأنثى أن تغير سلوكها لتتجنب استهلاك طاقتها بشكل سلبي نتيجة التحرش، أو السماح لهم بالفرار بسهولة أكبر من مضايقات الذكور"، واختبر الباحث بالتعاون مع باحثين آخرين من جامعة "إكزتر"، هذه الفكرة في أحد المختبرات، من خلال تعريض أنثى سمكة الغوبي لمستويات مختلفة من مضايقات الذكور التي عادة يتعرضون لها في البرية لمدة عدة أشهر.
وأوضح الدكتور صافي داردن من جامعة "إكزتر" أنه "في الحياة البرية يقضي ذكور سمك الغوبي معظم وقتهم في مغازلة الإناث وإجبارهن على التزاوج معهم، ولكن معظم الذكور غير مرحب بهم، وتحاول الإناث تجنبهم من خلال السباحة بعيدا عنهم"، وكشف الباحثون أنه بعد مرور خمسة أشهر كانت الإناث اللاتي تعرضن لمستويات أعلى من المضايقات أكثر قدرة على السباحة بشكل أكثر كفاءة، حيث بذلت الإناث اللاتي تعرضن للمضايقات بشكل كبير طاقة أقل في السباحة بسرعة معينة مقارنة بالإناث الأخريات اللاتي تعرضن لمستويات أقل من المضايقات.
أرسل تعليقك