القاهرة - مصر اليوم
تحتفل الشركة الوطنية القابضة مصر للطيران، في السابع من مايو، بعيدها الثامن والثمانين، حيث جرى تأسيسها في عام 1932، وطوال هذه السنوات، ظلت مصر للطيران، جزءً مهما من تاريخ الوطن، يتأثر به ويؤثر فيه.وكان من أبرز أسماء الشركة منذ تأسيسها، وعلى مدار السنوات الماضية كالتالي:"الخطوط الهوائية المصرية"، "مصر إيرورك"، "الطيران العربية المتحدة"، "مصر للطيران"، وهي جميعا أسماء مختلفة لكيان وطنى وُلد عظيما، وعكست على مدار تاريخه مدى ارتباط هذا الكيان بالوطن مصر، سياسيا واقتصاديًا، وعلى كل الأصعدة الفنية والاجتماعية.
مصر للطيران ليست مجرد شركة طيران، بل هى جزء من تاريخ مصر، ومجهود أناس شغفهم حب الوطن، فحاربوا لأجل تحقيق كيان معنى بالطيران المدني، يحمل اسم مصر، حتى بعد تحقق الحلم، وارتفاع مكانة مصر للطيران بين مصاف شركات الطيران العالمية، ظلت التحديات قائمة، بين أحداث سياسية يمر بها العالم، أو مصر تتأثر بها الشركة فتعمل على تخطيها، وكيف لا ومصر للطيران، جزءً من الوطن يحمل اسمه، ويجوب به سماء العالم.ولا تذكر بدايات مصر للطيران كفكرة، إلا وذكر الأب الروحي والداعم الأكبر لإنشائها، طلعت حرب باشا الاقتصادى الكبير، الذى حمل على عاتقه، تحقيق حلم المحاولات الفردية، لبعض الشباب المصري فى ذلك الوقت، بتكوين شركة مصرية للطيران المدني.
وكان على رأس تلك المحاولات، حلم كمال علوى فى 1929 الذى سافر إلى باريس، وتعلم فنون الطيران، واشترى طائرة كانت هى الأولى التى يتم تسجيلها في مصر، وحملت حروف التسجيل SU-AAA، وأهداها بعد ذلك إلى شركة "مصر للطيران".وتلى ذلك، تبنيه لحملة تكوين الشركة، إلا أنها لم تحرك المياه الراكدة، ولم يستجب لها أعضاء نادى الطيران المصري، الذى أسسه.ولكن مع نجاح وصول محمد صدقي، كأول طيار مصري يصل بطائرته "الأميرة فايزة" من برلين إلى القاهرة، فى 26 يناير 1930، جاءت أول خطوة حقيقية، فى طريق تأسيس الشركة، حيث تعاون الثلاثة العظام كمال علوي ومحمد صدقي وطلعت حرب، لتحقيق الحلم من خلال بنك مصر الذى أسسه طلعت حرب.
وأثمرت الجهود، عن صدور المرسوم الملكي في يوم 7 مايو 1932، بإنشاء مصر للطيران، وسميت الشركة باسمين أحدهما باللغة العربية، وهو "شركة الخطوط الهوائية المصرية"، والآخر باللغة الإنجليزية وهو "مصر آير وورك"، ونص عقد التأسيس أن يمتلك المصريون 60% على الأقل من هذه الأسهم، وتحدد رأسمال الشركة في البداية، عشرين ألف جنيه.
وهكذا جاءت النواة الأولى مصرية بالأسهم والمؤسسين، فى إشارة واضحة، إلى أن الشركة لن تُدار إلا بمصر وأبنائها.ورغم أن البداية بالشركة تمثلت فى التدريب والنزهات فى مطار ألماظة، إلا أنها سرعان ما بدأت بتكوين أول نواة لأسطولها، حيث وصلت فى 30 يونيو 1933 مطار ألماظة، أول طائرتين من طراز "ديهافيلاند درجون 84"، سعة الواحدة أربعة ركاب، كنواة للأسطول، وكانت أولى رحلاتها إلى الإسكندرية ومرسى مطروح.
وفي أكتوبر من العام نفسه، شهدت مصر دخول أول امرأة لعالم الطيران، بحصول لطفية النادي على إجازة طيار خاص.وبنفس السرعة، بدأت الشركة فى إعداد جدول تشغيلها، حيث سيرت رحلاتها إلى الإسكندرية ومرسي مطروح وأسوان، وفى العام التالى إلى مدينتي اللد وحيفا بفلسطين.في عام 1935 ضخت الشركة، دماء جديدة في شرايينها بتزويد أسطولها بسبعة طائرات جديدة دفعة واحدة، ضمت طائرتين من طراز دي هافيلاند إكسبريس 86 (ذات 4 محركات، سعة 12-14 راكباً) و5 طائرات من طراز دي هافيلاند رابيد89 (ذات محركين، سعة 7-8 ركاب).
وفي العام ذاته، وسعت الشركة شبكة خطوطها المحلية والدولية، لتشمل بورسعيد والمنيا وأسيوط، كما أضافت لخطوطها الدولية، يافا وقبرص وبغداد.وجاءت درة أعمال الشركة فى تلك الفترة، حين سيرت أول رحلة بين كل من جدة والمدينة المنورة فى 1936، فكانت طائرات مصر للطيران أولى الطائرات في العالم، التي تهبط في كل من المدينتين.
أرسل تعليقك