بودابست.. ملكة الدانوب، وبلد المعمار ومنتجعات المياه المعدنية الساخنة... بلد المطبخ الشهي وأكلة «الغولاش» وفلفل «البابريكا»... بلد الفروسية وصيد الإوز والبط والغزلان والثعالب، والبلد الذي شكّل أحد المراكز الثقافية في العالم الغربي في مراحل متعددة. تعدّ العاصمة الهنغارية بودابست، المركز الإداري والصناعي والاقتصادي لدولة هنغاريا، كما أنها تعدّ الواجهة الثقافية للبلد، ويُقيم فيها وحدها ما يُقارب خُمْس سكان الدولة بكاملها، وتُلقَّب هذه المدينة أحياناً في لُغتها باسم «ملكة الدنوب».
الموقع
تقع بودابست شمالي هنغاريا على ضفاف نهر الدانوب، في نقطة تلتقي عندها مرتفعات غربي هنغاريا مع سهولها الشرقية والجنوبية، وهي مكونة من اتحاد لثلاث مدن متجاورة، هي بودا، وبست، وأبودا، بالإضافة إلى جزيرة داخل نهر الدانوب تسمى مارغريت، وتنقسم مساحة المدينة البالغة أكثر من 500 كيلومتر مربع بين ضفتي النهر، ولذلك، فإن فيها ثمانية جسور تربط الجزء الشرقي منها بالغربي.
تتألف بودابست من عدة أجزاء، ويعد الجانب الشرقي من المدينة، أي القائم على الضفة الشرقية للدانوب، الجزء الأكثر اكتظاظاً بالسكان، حيث يعيش فيها ما يزيد على ثلاثة أرباع أهالي المدينة.
وقد كان هذا الجزء هو مدينة بودا السابقة، وهي عبارة عن تلال منحدرة تملؤها الكنائس التاريخية الخشبية والمساكن القديمة، وفي وسطها قمة كاسل هلز التي تربع فوقها القصر الملكي، كما أن مدينة بست القديمة، كانت أيضاً قائمة عليها، وهي مبنية على سلسلة هضاب شيدت فيها الكثير من المكاتب الحكومية.
على ضفتي نهر الدانوب، تنتشر العديد من معالم بودابست السياحية والتاريخية والدينية المبنية على طراز معماري متنوع، يراوح بين القوطي والباروك إلى الحديث (آرت نوفو). فجنوب «تلة القلعة»، تقف «قلعة بودا» التي تضم الآن متحف التاريخ والمتحف الوطني ومتحف الفن المعاصر والمكتبة الوطنية.
وهذه القلعة مدرجة على «قائمة التراث العالمي». وقريباً منها، يقع مرج صيادي السمك، وكنيسة ماثياس، التي حولت في عهد العثمانيين إلى مسجد.
وعلى تل غير بعيد، ما زال تمثال لطير «تورول» الأسطوري يحلق عالياً.
ومن المعالم المميزة أيضاً، مبنى البرلمان، وميدان الأبطال، ودار الأوبرا، وقصر الفنون، ومتحف بودابست التاريخي، والحديقة العامة (سيتي بارك)، وتلة غيليرت. وهناك أيضاً «جسر السلسلة» (زيتشني لانشيد)، وهو الأقدم، وكان يربط بين مدينتي بودا وبست. معظم هذه المعالم يعود إلى القرن التاسع عشر، الذي يعتبر العصر الذهبي للمجر، ويلاحظ فيه التأثيرات الأوروبية، خصوصاً لجهة الفن المعماري.
منتجعات
مدينة المنتجعات الطبيعية، ولا تكتمل زيارة بودابست من دون زيارة المنتجعات الاستشفائية الاستجمامية التي تشتهر بها البلاد، خصوصاً بوجود المياه الساخنة المعدنية التي جعلت من المجر إحدى الوجهات الرئيسة للسياح الذي يبحثون عن الاستشفاء والعلاج الطبيعي، ووصفت بـ «مدينة المنتجعات الطبيعية».
السكان
ينتمي معظم سكان المدينة إلى العرق المجري، وينطقون باللغة المجرية، ومن ناحية دينية، فإن غالبية السكان هم من المسيحيين أتباع الكنيسة الكاثوليكية، إلا أن بعضهم ينتمون لطوائف مسيحية أخرى، مثل الكالفينية واللوثرية، وينخرط سكان المدينة بأنشطة ثقافية مختلفة، فهم يجتمعون في ميادين المدينة خلال فصل الصيف لإقامة الحفلات الموسيقية، وكثيراً ما يسبحون بينابيع المياه الحارة فيها، كما أن صالات عروض الأوبرا والباليه تكثر في أنحائها.
الطعام
لا تكتمل الزيارة من دون تذوق المطبخ المجري الشهير بأسماكه المتنوعة ولحوم الغزلان والبط والإوز. ولا بد أن الكثيرين تذوقوا أكلة «الغولاش» أو سمعوا بها. ومن أشهر منتجات هذا البلد، الفلفل الحار (البابريكا)، الذي ينتج على مستوى واسع ويعرف عالمياً بجودته، كما تنتج الـ «فوا غرا» (كبد الإوز) و«الباتيه» بأنواعها.
الزيارة
بودابست جميلة في أي وقت، ولكن الربيع هو الموسم الأكثر مناسباً للزيارة، حيث تصبح المدينة فاتنة والطقس معتدلاً. إضافة إلى ذلك، تنخفض أسعار الرحلات الجوية والفنادق، وتقل الحشود مقارنة بفصل الصيف. الأيام المشرقة الطويلة في الصيف، تجذب المزيد من السياح. فموسم الذروة ما بين شهري يوليو وأغسطس.
عندها تكون المدينة مبهرة ومزدحمة، وتتعد الأنشطة والاحتفالات الليلية. وفي الخريف يكون الطقس مناسباً، فيمكنك استكشاف المعالم التاريخية والمناطق المحيطة بها.
أرسل تعليقك