التقى الرئيس الألماني فرانك والتر شتاينماير، لاعبي منتخب ألمانيا لكرة القدم مسعود أوزيل وإلكاي غوندوغان، بعد الضجة التي أثارتها صور لهما مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال الرئيس الألماني بعد اللقاء في القصر الرئاسي "من المهم أن يوضح اللاعبان سوء الفهم الذي حدث بعد نشر الصور".
وكان حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا نشر صور أردوغان مع أوزيل صانع ألعاب أرسنال الإنجليزي وغوندوغان لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، وقدما أيضا قمصانا تحمل أسماءهما له، أثناء زيارة الرئيس إلى لندن الأسبوع الماضي، حيث يعد اللاعبان من أصول تركية، لكنهما ولدا في مدينة غلزنكيرشن غربي ألمانيا.
وانتقد الاتحاد الألماني لكرة القدم لاعبي منتخب "المانشافت"، وقال بعض السياسيين الألمان "إن الصورة أظهرت أن اللاعبين يؤيدان ويدعمان أردوغان، وهو ما نفاه أوزيل وزميله بشكل كامل.
وجاء نشر الصور في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الألمانية إلى الرئيس التركي بسبب سياسته التي تصفها بالقمعية والحملة التي يشنها ضد المعارضة السياسية منذ محاولة الإنقلاب الفاشلة في 2016.
واعتبر المسؤولون الألمان أن أردوغان وحزبه يستغلان هذه الصور لتحسين صورته السياسية، خاصة أن الرئيس التركي يستعد لخوض انتخابات رئاسية مثيرة للجدل الشهر المقبل.
ووصف رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم رينارد غريندل الواقعة بأنها "عمل غير مقبول" من اللاعبين، وقال في بيان "أكد اللاعبان حرصهما على القيم الألمانية وأنهما لم يرغبا في إرسال أي إشارات سياسية".
وكان غريندل قال "الاتحاد يحترم بالتأكيد خصوصية اللاعبين، لكن كرة القدم والاتحاد يقدران القيم التي لا يحترمها السيد أردوغان بالقدر ذاته"، وتابع في بيان "ليس بالأمر الجيد أن يضع اللاعبان الدوليان نفسيهما موضع الاستغلال في حملة أردوغان الانتخابية. بالتأكيد هذا لا يخدم جهود الاتحاد في دمج اللاعبين في المجتمع".
ويستعد أوزيل وغوندوغان إلى المشاركة مع منتخب ألمانيا في نهائيات كأس العالم في روسيا الشهر المقبل، في حين لم تتأهل تركيا أصلا إلى البطولة.
وتسببت الصورة في غضب مدرب ألمانيا أوليفر بيرهوف، وانتقد الثنائي بشدة ووعد بالتحدث إليهما بشأن الصورة، وقال بيرهوف "لم يكن أحد منهما على وعي برمزية الصورة، لكن التقاطها لم يكن تصرفا صحيحا وسأتحدث إليهما بهذا الشأن"، مضيفًا "اللاعبان تواصلا معي ومع الاتحاد الألماني وطلبا فرصة لتوضيح حقيقة الموقف".
ودفعت الانتقادات التي شهدتها ألمانيا الأسبوع الماضي اللاعب غوندوغان، إلى إصدار بيان لتوضيح موقفه، والدفاع عن نفسه وزميله أوزيل وكذلك لاعب تركي آخر في الدوري الإنجليزي وهو سنك طوسون، والذي التقط صور مع أردوغان أيضا، وقال "إن الصور كانت على هامش فاعلية نظمتها مؤسسة تركية تساعد الطلاب الأتراك في بريطانيا".
وتساءل غوندوغان "هل من المفترض أن نتعامل بشكل غير محترم مع رئيس يحكم عائلتنا في الوطن؟"، وتابع "بغض النظر عن النقد الذي قد يكون مبررا، فقد قررنا التعامل بقدر من التأدب، احتراما لمكتب الرئيس ولجذورنا التركية".
ويخوض أردوغان صراعا سياسيا في تركيا لتعزيز سلطته والفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي ستضمن له سلطات واسعة، ومهد الرئيس التركي إلى هذه الانتخابات بتعديل دستوري أجراه العام الماضي، تزيد على إثره صلاحيات الرئيس بشكل غير مسبوق، مما أثار انتقادات عدد من الحكومات الأوروبية.
وشن الحزب الحاكم حملة قمع قاسية ضد معارضي الرئيس منذ محاولة الإنقلاب الفاشلة في يوليو/تموز 2016، والتي قال الحزب إن قيادات عسكرية تقف خلفها، واعتقلت الشرطة التركية أكثر من 50 ألف شخص، ووجهت لهن تهمة "الارتباط بالداعية الإسلامي المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية فتح الله غولن.
وشملت الاعتقالات سياسيين وصحفيين وحقوقيين وقضاة ونشطاء ومحامين ومدرسين وحتى مواطنين يعملون بالخدمة العامة، كما شن أدروغان وحزبه حملة ضد السلطات الأخرى مثل القضاء والشرطة والجيش، وأقال الكثير من المسؤولين وقدمهم للمحاكمة.
أرسل تعليقك