يتساقط المطر على سقف الخيمة في معسكر التدريب بينما يُردد العداء الأميركي نواه لايلز أغنية لموسيقى الهيب هوب لا تزال تدور بمخيلته.
وينتقل الإيقاع المنتظم للأمطار مصحوبًا بموسيقى الراب التي يستمع إليها العداء الأميركي إلى نغمة مختلفة كما هو حال لايلز ذاته والذي بات بعد اعتزال يوسين بولت، واحدًا من أبرز العدائين في العالم.
ويبلغ لايلز 21 عامًا فقط ويستمتع بالعدو مع ممارسة أنشطة أخرى قال له البعض إنها كثيرة جدًا.
وشارك لايلز صاحب الروح الوثابة بلا قيود , في أحد عروض الأزياء في باريس ووضع لمسته الخاصة بالرسم على زوج من الأحذية أعده ليهديه لوالدته في يوم مولدها والذي عرض تصاميم لقمصان ماراثون بوسطن.
وقام أيضًا بتعديل بعض مقطوعات موسيقى الهيب هوب المفضلة لديه ليجد وقتا بعدها ليصبح العداء الذي يتوقع خبراء أن يحصل على ذهبية 200 متر في بطولة العالم المقبلة التي ستقام في سبتمبر/أيلول في الدوحة ومن بعدها ذهبية أولمبياد طوكيو 2020.
وقال لايلز، الذي لم يسبق له أن شارك في بطولة عالم أو دورة أولمبية من قبل، بعد يوم عمل طويل "أنا أعبر عن نفسي".
وأضاف "كنت منغمسا طوال الوقت في الفن وفي عالم الملابس وفي الآونة الأخيرة أصبحت الموسيقى واحدة من هواياتي المفضلة.
وتابع "الركض أصبح أمرًا طبيعيًا تمامًا, معي مدرب رائع الآن وفريق عمل مميز وأحظى بأم عظيمة. بات الأمر أكثر سهولة وأكثر إمتاعا".
ولا يوجد شك في الجزء الممتع في حياته كما لا يوجد شك في نجاحاته في سباق 200 متر الذي لم يخسره منذ 2016,والانتصار يعني الاحتفال والقيام باستعراض وربما الإتيان ببعض الألعاب البهلوانية في الهواء أو القيام ببعض الخطوات الراقصة.
وقال بطل سباق 200 متر مرتين في الدوري الماسي لألعاب القوى "كثير من الناس يأتون إلى هنا لإنجاز العمل فقط.
وأكمل "عندما تقوم باستعراض ما فإنك تظهر مشاعرك الداخلية وتعبر عما تحبه وتعبر عن حبك للرياضة وللحياة وللأشخاص الذي قدموا لك يد المساعدة",وواصل "الاكتفاء بالركض فقط أمر ممل".
ويبدو أن الملل ليس هو الكلمة المناسبة لوصف مسيرة لايلز الذي كان يمارس القفز العالي لكنه تخلى عن تقاليد العائلة في التركيز على سباقات 400 متر ليتعلم خوض سباقات المسافات الأقصر.
وتفرض المقارنة نفسها بين لايلز وبولت اللذين يشتركان في الإتيان بتصرفات تلقائية، بعيدة عن التحفظ بجانب سرعتهما في الركض خاصة مع تركيزهما على سباقي 100 و200 متر.
أقرأ أيضا :الأميركي نواه لايلز بطلًا لسباق 200 متر في الدوري الماسي
يذكر أن بولت ولايلز هما العداءان الوحيدان اللذان حققا زمنا يبلغ 19.7 ثانية أو أقل في أربع سباقات 200 متر في نفس الموسم, لكن لانس براومان مدرب لايلز يرفض الخوض في تلك المقارنات.
وقال براومان لرويترز "ربما توجد بعض نقاط التشابه. لكن هناك أوجه تشابه أخرى مع الكثير من الأشخاص الآخرين. أريده أن يكون نواه لايلز في المقام الأول".
وقال العداء الأميركي الذي حقق أفضل رقم شخصي له بزمن قدره 19.65 ثانية في سباق 200 متر و9.88 ثانية في سباق 100 متر "تبحث (وسائل الإعلام) دومًا عن الخطوة التالية التي يمكن أن يقوم بها أي شخص".
وأشار "لكنني أقول لهم انتظروا.. سيفعلها شخص ما" متوقعا تحطيم الرقم العالمي الذي سجله بولت والبالغ 9.58 ثانية في سباق 100 متر و 19.19 في سباق 200 متر.
وأضاف "إذا لم أفكر بهذه الطريقة فلن أكون موجودا هنا الآن, لدي أحلام أن أقطع 100 متر في 9.41 ثانية و200 متر في 18 ثانية. لكن علينا أن ننتظر الآن".
ويعيش لايلز حاليًا مع شقيقه الأصغر جوسيفيس، الموهوب في سباقات 400 متر، معًا في منزل جديد في كليرمونت في ولاية فلوريدا, ويقوم جوسيفيس بأعمال الطهو وادارة المنزل.
وقال جوسيفيس "لو كان الأمر بيده لكنا قد اكتفينا بتناول الحبوب كل ليلة".
وتشغل علب أحذية الركض مساحة أحد الخزائن. وفي أعلى السلم توجد غرفة يطلق عليها لايلز اسم حجرة الإبداع.
و توجد رسومات فنية عدة, بجانب طاولة الطعام كما يوجد ستوديو موسيقي صغير يقوم فيه لايلز بتعديل اغاني الهيب هوب.
ويقول لايلز "أحب الموسيقى منذ نعومة أظافري. كنت أستمع لأغاني مختلفة ومطربين مختلفين وأفضل الأغاني التي تعبر عن المشاعر".
وتسود روح المرح بين الشقيقين وأمهما بينما يتناول الجميع الطعام بمشاركة زائرين ينظرون لمجموعة ألعاب تخص لايلز حين كان صغيرا.
ومنذ الطفولة، ظل الشقيقان يحلمان بالمنافسة معا في الدورات الأولمبية.
و اقترب لايلز في 2016 من تحقيق الحلم لكنه أخفق في الانضمام للفريق الأميركي في سباق 200 متر بأولمبياد ريو. لكن والدته ترى أن الحلم سيصبح حقيقة في أولمبياد طوكيو.
قد يهمك أيضاً :
لايلز يريد السير على خطى العداء بولت بعد فوزه في البطولة الأميركية
العداء لايلز يعادل أسرع زمن لسباق 100 متر خلال العام الجاري
أرسل تعليقك