القاهرة - محمد عز
أعلنت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات "وادا"، الإثنين، أنها توصلت من خلال التحقيقات، إلى أن روسيا أدارت برنامج منشطات ممنهج استفاد منه محترفو ألعاب القوى الروس، في منافسات الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية خلال فترة 4 أعوام على الأقل.
وجاء تقرير نشرته لجنة تابعة لوادا في مدينة تورونتو الكندية، لتعزز دعوات المطالبة بإيقاف روسيا عن المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 الذي تنطلق منافساته بعد أقل من ثلاثة أسابيع. وشاركت وزارة الرياضة وجهاز الاستخبارات المحلي في برنامج المنشطات الممنهج، وفقا للتقرير الذي صدر في مدينة تورنتو الكندية.
ولم تأتِ أي توصيات صريحة في التقرير، المكون من 97 صفحة، والذيي قدمه أستاذ القانون الكندي ريشار مكلارين الذي قاد التحقيقات. ومع ذلك، فإن من المؤكد أن تعزز نتائج التقرير الدعوات إلى إيقاف روسيا وحرمانها من المنافسة في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في ريو دي جانيرو، التي ستبدأ في أقل من ثلاثة أسابيع. وذكر التقرير أن التزوير يرجع إلى ما قبل بطولة سوتشي 2014، وتضمن أيضا بطولة ألعاب القوى 2013 التي أقيمت في روسيا.
ومن بين الاستنتاجات الرئيسية التي تضمنها التقرير أن مختبر المنشطات في موسكو "قام بحماية محترفي ألعاب قوى روس استخدموا المنشطات، ضمن نظام ممنهج من قبل الدولة". ووصف مكلارين هذا الأمر "بإخفاء العينات الإيجابية" وبموجبه تم تسجيل نتائج العينات الإيجابية على أنها سلبية. وذكر التقرير "وكان نظام إخفاء العينات الإيجابية يستخدم كتوجيه من الدولة بعد حصول اللاعبين الروس على عدد سيئ للغاية من الميداليات خلال مشاركتهم في دورة الألعاب الشتوية 2010 في فانكوفر".
وفي معمل موسكو، ذكر التقرير إن نظام جعل العينات الإيجابية تختفي تم التخطيط له والعمل به خلال فترة ممتدة من أواخر 2011 حتى أغسطس/آب 2015 . وذكر التقرير: "استفادت الغالبية العظمى للاعبين الروس، الذي شاركوا في الدورات الأولمبية الصيفية والشتوية، من نظام إخفاء العينات الإيجابية". وأشار التقرير إلى أن معمل سوتشي "أدار عملية فريدة ممنهجة لتبديل العينات ليتيح للاعبين الروس، الذين يحصلون على المنشطات، للمنافسة في الأولمبياد الشتوية التي أقيمت في 2014".
وأضاف التقرير أن وزارة الرياضة الروسية "أدارت وتحكمت وأشرفت على التلاعب بنتائج التحاليل أو استبدالها، بمشاركة فعالة وتوجيهات من المخابرات الروسية المحلية ومركز رفع الأداء ومعملي موسكو وسوتشي". وكان مكلارين، رئيس هيئة التحقيق، قد تم تعيينه من قبل وادا في أيار/مايو الماضي بعد المزاعم التي أطلقها الدكتور جريجوري رودشينكوف، المدير السابق لمعمل موسكو المعتمد من قبل وادا، والذي ادعى انه قام بالتستر على نتائج عينات إيجابية للاعبين الروسي في سوتشي بمساعدة أجهزة الأمن الوطنية.
واعتبر رودشينكوف شاهد ملك، بينما تحدث شاهد أخر في سرية ،ولم يتم الكشف عن اسمه. وتعاون رودشينكوف مع التحقيقات، ووافق على إجراء مقابلات عديدة، وأعطى الآلاف من المستندات سواء كانت إلكترونية أو ورقية. ولم يجر مكلارين مقابلات مع أي شخص يعيش في روسيا، من بينهم المسؤولون الحكوميون.
وأعدت على الأقل عشر منظمات محلية لمكافحة المنشطات، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وأكثر من 20 مجموعة من الرياضيين يمثلون اللاعبين الأولمبيين حول العالم ، طلبا للجنة الأولمبية الدولية يدعوها إلى حظر مشاركة روسيا في الأولمبياد، إذا كان التقرير يؤكد صحة مزاعم رودشينكوف. وكان الاتحاد الدولي لألعاب القوى، علق مشاركة فريق ألعاب القوى الروسي في الأولمبياد بعد تحقيق منفصل. وينتظر أن تصدر محكمة التحكيم الرياضي الدولية (كاس) يوم الخميس المقبل حكمها بشأن السماح لـ68 رياضيا روسيا، تقدموا باستئناف، بالمشاركة في الأولمبياد.
أرسل تعليقك