يقدم الصربي نوفاك ديوكوفيتش الذي يبدو أنه لا يقهر أداء رائعاً وهو في سن 36 قبل بطولة ويمبلدون للتنس التي تبدأ الاثنين، حيث يسعى لإحكام قبضته على اللعبة في مواجهة جيل جديد من اللاعبين، وتعزيز رقمه القياسي بالفوز بلقبه 24 في البطولات الأربع الكبرى. وانفرد ديوكوفيتش بالرقم القياسي لعدد مرات الفوز بالبطولات الأربع الكبرى عندما حصد في فرنسا المفتوحة على ملاعب رولان غاروس، لقبه الـ23 في وقت سابق هذا الشهر، متفوقا على لاعبين أصغر سنا بينهم كارلوس ألكاراز الذي تعرض لتقلصات عضلية قبل أن يخسر أمام الصربي في قبل النهائي وكاسبر رود في المباراة النهائية. وفاز ديوكوفيتش 11 مرة في 13 نهائياً في البطولات الأربع الكبرى (الغراند سلام) بعدما أتم عامه 30 ولا يبدو أن حامل لقب ويمبلدون سيخفف من وتيرته.
توج ديوكوفيتش، المصنف ثانيا عالميا حاليا، بلقبه العاشر في بطولة أستراليا مطلع العام الحالي، وأضاف إليه لقبه الثالث في رولان غاروس، وفي حال تتويجه بلقبه الثامن في ويمبلدون، سيكون بحاجة إلى التتويج في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة في سبتمبر(أيلول) المقبل لتكرار إنجاز الأسطورة الأسترالي رود لايفر الذي فاز بالبطولات الأربع الكبرى في عام واحد عام 1969. وحقق لايفر الغراند سلام في سنة واحدة عام 1962 أيضا، وقبله الأميركي دونالد بادج (1938)، فيما فعلتها الألمانية شتيفي غراف وحدها لدى السيدات في عام 1988 عندما ظفرت أيضا بذهبية دورة الألعاب الأولمبية.
وتملك الأميركية التشيكوسلوفاكية الأصل مارتينا نافراتيلوفا الرقم القياسي في عدد الألقاب في ويمبلدون حيث توجت به تسع مرات. وفاز ديوكوفيتش الذي كان قريبا من تحقيق الرباعية في عام واحد عام 2021 لكنه خسر أمام الروسي دانييل مدفيديف في نهائي بطولة أميركا المفتوحة (فلاشينغ ميدوز)، باللقب في آخر أربع زيارات له إلى ويمبلدون ولم يخسر في الملعب الرئيسي للبطولة منذ نهائي 2013، كما أنه لم يخسر في ويمبلدون منذ سقوطه في ربع النهائي في عام 2017. منذ ذلك الحين فاز بـ28 مباراة متتالية.
وحقق ديوكوفيتش 86 انتصاراً في مسيرته في ويمبلدون التي بدأت عام 2005، أي أكثر من انتصارات المصنفين العشرين الأوائل الحاليين مجتمعين، فيما لم يصل أي من العشرة الأوائل إلى نصف النهائي. وسيرفع ديوكوفيتش غلته من الألقاب في حال تتويجه في ويمبلدون إلى 95 لقباً ليفض الشراكة مع الأميركي التشيكوسلوفاكي الأصل إيفان ليندل (94) ولن يكون أمامه سوى فيدرر (103) والأميركي الآخر جيمي كونورز (109). وأشاد به مدربه الكرواتي غوران إيفانيسيفيتش قائلا: «لاعب رائع. لا يزال يتحرك مثل قطة في الملعب. إنه هناك. مثل (نينجا) إنه في كل مكان. سيجد نوعاً من الحافز للفوز باللقب الـ24، ربما الـ25، من يعرف أين هي النهاية».
بيكر يرشح ديوكوفيتش
من جهته قال بوريس بيكر، الفائز ببطولة ويمبلدون للتنس ثلاث مرات، والمدرب السابق لديوكوفيتش، إن اللاعب الصربي هو المرشح الأبرز للحصول على اللقب في منافسات الرجال. وإذا نجح ديوكوفيتش في التتويج باللقب، فسوف يعادل بذلك رقم الأسترالية مارغريت كورت، التي فازت بـ24 لقبا في البطولات الأربع الكبرى، وستظل حظوظه قائمة في التتويج بالبطولات الأربع الكبرى في موسم واحد. وقال بيكر: «فاز (ديوكوفيتش) بالفعل بسبعة ألقاب هنا، رغم أن الملاعب العشبية لم تكن الأرضية المفضلة له في بداية مسيرته». وأضاف «ولكنه تعلم اللعب على الملاعب العشبية بمرور السنين، ويظهر عدد الألقاب أن ويمبلدون أصبحت حالياً بطولته المفضلة بعد أستراليا المفتوحة. لقد كان قويا للغاية في ويمبلدون خلال السنوات الأخيرة».
سيشكل كارلوس ألكاراز، المصنف الأول عالمياً، أكبر تهديد لديوكوفيتش، خاصة وأن الإسباني الشاب توج الأسبوع الماضي بلقبه الأول على الملاعب العشبية عندما ظفر بدورة كوينز الإنجليزية الأسبوع الماضي. وبلغ الإسباني الدور الستة عشر العام الماضي وخسر أمام الإيطالي يانيك سينر. وقال ألكاراز بعد تتويجه في كوينز: «نوفاك هو المرشح الأبرز للفوز في ويمبلدون، هذا واضح»، علماً أن مواجهة اللاعبَين واردة فقط في المباراة النهائية.
وقد يكون الإسباني ممتناً لذلك، بعد خسارته أمام الصربي في نصف نهائي بطولة فرنسا المفتوحة الشهر الماضي حيث وقع ضحية للتشنج العضلي. أقر وقتها أن «التوتر والضغط» من رؤية ديوكوفيتش على الجانب الآخر من الملعب تسببا في تدهوره بدنيا. وأكد الإسباني ثقته الكبيرة في تخطي الدور الرابع في ويمبلدون للمرة الأولى، وقال: «لدي ثقة كبيرة في الذهاب إلى ويمبلدون. أنهيت الأسبوع باللعب على مستوى عالٍ، لذا أشعر الآن بأنني أحد المرشحين للفوز ببطولة ويمبلدون، لكن علي اكتساب المزيد من الخبرة على العشب». وأضاف «نوفاك هو المرشح الرئيسي للفوز ببطولة ويمبلدون، لكنني سأحاول اللعب على هذا المستوى للحصول على فرص للتغلب عليه أو الوصول إلى المباراة النهائية».
وليس من المستغرب أن يحاول ألكاراز تحويل كل التركيز إلى ديوكوفيتش. وتابع: «لقد رأيت إحصائية تفيد بأن نوفاك فاز بمباريات في ويمبلدون أكثر من اللاعبين الـ20 الأوائل في التصنيف العالمي (مجتمعين). ماذا يمكنك قوله عن ذلك؟ نوفاك هو المرشح الرئيسي للفوز ببطولة ويمبلدون. هذا أكيد». لكن ألكاراز يأمل في أن تكون الجماهير إلى جانبه في حال التقى المصنفان الأول والثاني عالمياً في المباراة النهائية. وقال: «لقد رأيت أن ديوكوفيتش لم يخسر أي مباراة في الملعب الرئيسي منذ 2013 عندما خسر أمام آندي، لذا فقد مرت عشر سنوات دون أن يخسر أي مباراة في الملعب الرئيسي، إنه جنون. لكنني آمل أن تكون الجماهير ورائي لتغيير هذه الإحصائية».
منافسة ثلاثية لدى السيدات
لدى السيدات، تتجه الأنظار إلى ثلاثي صدارة التصنيف العالمي لرابطة اللاعبات المحترفات البولندية إيغا شفيونتيك الأولى والبيلاروسية أرينا سابالينكا الثانية والكازاخستانية إيلينا ريباكينا الثالثة وحاملة اللقب. فاجأت ريباكينا، الروسية الأصل، الجميع العام الماضي عندما توجت باللقب، وستكون المرشحة الأبرز للحفاظ على لقبها. وتمني الكازاخستانية النفس باستعادة عافيتها عقب إصابتها بفيروس أجبرها على الانسحاب من رولان غاروس في الأسابيع الأخيرة ودورة إيستبورن مطلع الأسبوع.
وستكون الحال ذاتها بالنسبة إلى شفيونتيك الساعية إلى رفع كأس ويمبلدون لتضيفها إلى ألقابها الكبرى بعد بطولتي الولايات المتحدة وفرنسا المفتوحة. وانسحبت البولندية من نصف نهائي دورة باد هامبورغ الألمانية الجمعة بسبب وعكة صحية. وكتبت عبر حسابها على «إنستغرام»: «أنا آسفة ولكن عليّ أن أنسحب من مباراتي اليوم. قضيت ليلة صعبة بسبب بعض الحمى وتسمم غذائي محتمل»، مضيفة «لست قادرة على اللعب اليوم وأنا بحاجة للاعتناء بنفسي. آمل أن أستعيد عافيتي قريباً» قبل ويمبلدون. يذكر أنها المرة الأولى التي بلغت فيها شفيونتيك نصف نهائي إحدى الدورات على الملاعب العشبية في مسيرتها. في المقابل، تعود سابالينكا إلى المنافسة بعد استبعاد الروس والبيلاروسيين من المشاركة العام الماضي بسبب الحرب على أوكرانيا. وكانت سابالينكا بلغت نصف النهائي عام 2021.
وتتنافس اللاعبات الثلاث مع التونسية أنس جابر التي تحلم بأن تكون أول أفريقية وعربية تحقق لقبا للفردي في البطولات الأربع الكبرى عقب خسارة النهائي في ويمبلدون وأميركا المفتوحة العام الماضي. وتمني جابر السادسة عالميا النفس باستعادة مستواها الذي خوَّلها بلوغ المباراة النهائية العام الماضي. وخرجت جابر من الدور الأول لدورة برلين الأسبوع الماضي والثاني لدورة إيستبورن الإنجليزية هذا الأسبوع في بداية كارثية على الملاعب العشبية هذا الموسم.
وما زالت «وزيرة السعادة» التي تبلغ 28 عاماً تبحث عن لقبها الأول في غراند سلام بعد بلوغها نهائي بطولتي ويمبلدون والولايات المتحدة العام الماضي. وتبدأ جابر مشوارها بمواجهة البولندية ماغدالينا فريخ. وتشهد البطولة مشاركة المصرية ميَّار شريف المصنفة 31 عالمياً وتبدأ المنافسات بمواجهة الإسبانية ريبيكا ماساروفا.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
ديوكوفيتش يفوز على الفرنسي تيافوي في بطولة هرلنجهام للتنس
ديوكوفيتش يعود لصدارة التصنيف العالمي بعد تتويجه برولان جاروس
أرسل تعليقك