تسبب فيروس كورونا المستجد في أزمة حقيقية للأندية الجزائرية، غير أن فترة التوقف دفعت الكثيرين إلى التفكير في سبل لتطوير كرة القدم المحلية، ومساعدة الأندية على وضع حد لحالة التسيب التي أصبحت تعيشها.ويرى نبيل نغيز، مدرب نادي مولودية الجزائر، أن إلغاء الدوري الحل الأمثل، حتى يتسنى للأندية التحضير في أفضل الظروف للموسم المقبل، ويتمكن القائمون على الشأن الكروي في الجزائر من إعادة ترتيب الأمور.
نغيز فتح قلبه في حوار وتحدت خلاله عن الكثير من النقاط التي من شأنها أن تساهم في تطوير كرة القدم الجزائرية.
وجاء نص الحوار كالتالي:-
ما موقفك من أنباء استئناف النشاط قريبا؟
-موقفي واضح وصريح في هذا الجانب، أعتقد أنه من الأجدر إلغاء بطولة هذا الموسم.
- صدقوني لا أفكر في نفسي أو بمصلحة فريقي، فنحن نحتل المركز الثالث ولدينا مباراة مؤجلة، وبفارق 3 نقاط فقط عن المتصدر شباب بلوزداد، وبالتالي فريقي يمتلك حظوظا وفيرة للتتويج باللقب
إذن لماذا تؤيد قرار إلغاء البطولة؟
لأنني أفكر في المصلحة العامة، وأعتقد أنه الخيار الأمثل في الوقت الحالي، حتى يتسنى لنا التحضير في أفضل الظروف للموسم المقبل، ونعيد ترتيب المنظومة الكروية التي لاحظنا أنها تعاني من خلل كبير.
ما هي الإجراءات لترتيب المنظومة الكروية؟
- يجب أن نضع قوانين وإجراءات جديدة داخل الأندية، تتماشى مع طريقة تسيير الأندية العربية والقارية الكبيرة، على غرار الأندية المصرية والمغربية والتونسية، حتى نمنح صورة جيدة عن البطولة الجزائرية، وخصوصا في المنافسات القارية.
- علينا أن نحرص على تحسين مستوى اللاعبين المحليين والأندية، حتى تنجح بطولتنا في استقطاب أفضل اللاعبين والمتابعين.
وكيف يتحقق ذلك؟
- علينا ترتيب كل الأمور في أقرب الآجال، ووضع دفتر شروط يتماشى مع التغيرات الجديدة التي تشهدها الساحة الرياضية، وهذا الأمر لن يتحقق هذا الموسم بكل تأكيد.
إذن.. أنت ترى أن الأهداف الرياضية انتهت هذا الموسم؟
- نحن في مرحلة تتطلب منا أن نكون على درجة كبيرة من الوعي، وأعتقد أن الظرف الحالي لا يسمح لنا حتى بالحديث عن كرة القدم، هذا الوباء حصد الكثير من الأرواح، ومن العار أن نتحدث عن استئناف النشاط.
وماذا عن خسائر الأندية بعد إلغاء المسابقة؟
- لنطرح السؤال بصيغة أخرى، ماذا تستفيد الأندية من استكمال الموسم؟، أعتقد لا شي، فنحن نتكلم عن فرق مدعومة من الدولة، وتستمد قوتها المالية من المساعدات التي تحصل عليها من السلطات.
- استئناف النشاط سيكون دون حضور جماهيري، وبالتالي ستكون الفرق محرومة من عائد بيع التذاكر، وكذلك حقوق البث التي تعتبر من أموال الدولة الجزائرية أيضا.
ما سبب فشل الأندية الجزائرية بالمنافسات القارية؟
الفرق شاسع بين الأندية الجزائرية ونظيرتها العربية، سواء من ناحية البنية التحتية، ميادين التدريب، إضافة إلى مراكز التكوين، الاستقرار الإداري والفني، ومن ناحية اللاعبين، إضافة إلى الإمكانيات المادية.
- الاحتراف في مصر وتونس والمغرب يطبق بمعنى الكلمة، خصوصا من ناحية الاستثمار، وشركات الرعاية والتمويل، إضافة إلى مداخيل الملاعب، فالفرق الكبيرة في إفريقيا تعتمد على الاشتراكات السنوية لإبرام تعاقدات قوية، وانتداب أفضل اللاعبين داخل القارة، عكسنا نحن في الجزائر.
ماذا تقصد؟
- أقصد أن جميع الأندية في الجزائر، تعاني من نقص الإمكانيات، ولا تمتلك مراكز التكوين، وملاعب في المستوى، وحتى الاشتراكات السنوية لدينا شبه منعدمة.
-فمثلا في نادي مولودية الجزائر، لدينا قاعدة جماهيرية كبيرة، تصوروا لو نجحت الإدارة في بيع 50 ألف اشتراك قبل بداية الموسم، سيعيش النادي انفراجة مالية طيلة السنة، وسيتمكن من إبرام تعاقدات قوية.
ولماذا تفشل الأندية في جلب أجانب مميزين؟
- المشكلة في الإمكانيات المادية، فالأندية الجزائرية تعاني دائما من شح الإعانات والمداخيل، وبالتالي لن تكون قادرة على انتداب لاعبين أفارقة في المستوى.
- لا يمكن لأي نادٍ كان انتداب لاعب من المستوى العالي براتب شهري لا يتجاوز 15 ألف يورو، عكس الأندية العربية التي تدفع أموالا طائلة لاستقطاب أبرز النجوم
قد يهمك أيضًا:
جوزيه مورينيو يؤكد أنه كان سعيدا في إنتر ميلان أكثر من ريال مدريد
مورينيو يساعد في حملة توزيع الطعام على المحتاجين في إنجلترا
أرسل تعليقك