ربما تمثل المراهنات في مجال الرياضة وخاصة في كرة القدم مصدرا للمال الوفير لدى البعض ولكن المراهنة على الفرق الكبيرة ذات الانتصارات والألقاب المتتالية قد لا يكون مربحا بالشكل المتوقع، ومع الألقاب المتتالية لكل من يوفنتوس الإيطالي وبايرن ميونخ الألماني وباريس سان جيرمان الفرنسي في بطولة الدوري المحلي ببلدانهم ، لن يحظى المراهنون على تتويجهم باللقب المحلي بالمال الوفير.
وتوج يوفنتوس مؤخرا بلقب الدوري الإيطالي للموسم التاسع على التوالي ، وفاز بايرن هذا الموسم بلقب الدوري الألماني (بوندسليجا) للموسم الثامن على التوالي ، كما أحرز باريس سان جيرمان هذا الموسم باللقب السابع له في الدوري الفرنسي في آخر ثمانية مواسم، حيث يبدو الموقف في إسبانيا مشابها ، حيث احتكر ريال مدريد وبرشلونة اللقب في 15 من آخر 16 موسما ، بما في ذلك آخر ستة مواسم.
وفي المقابل ، يشهد الدوري الإنجليزي تنافسا أكبر على اللقب حيث فازت فرق مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتشيلسي وليفربول باللقب في 15 من آخر 16 موسما وكان اللقب المتبقي من نصيب ليستر سيتي ما يعني وجود خمسة أبطال للمسابقة في غضون آخر 16 موسما.
وتمثل انطلاقة ليستر سيتي المذهلة في 2016 وتتويجه بلقب الدوري الإنجليزي استثناء واضحا لما آلت إليه الأوضاع في السنوات الماضية بعدما أصبح المال هو الوسيلة أمام الأندية الكبرى لتحقيق نجاح أكبر.
وأعادت هيمنة بايرن ميونخ على البوندسليجا ، وكذلك أزمة وباء كورونا ، الجدل والنقاش بشأن توزيع عائدات البث التليفزيوني في ألمانيا ، لتوفير المزيد من التنافس في البوندسليجا.
وقال توماس روتجيرمان رئيس نادي فورتونا دوسلدورف ، الذي هبط لدوري الدرجة الثانية بألمانيا ، :"كنا نتحدث عن الفجوة التي تتسع بين الأندية لسنوات، ولكننا لا نفعل شيئا بشأنها".
وذكرت تقارير أن بايرن سيحصل على 70 مليون يورو (82.1 مليون دولار) الموسم المقبل من عائدات البث التليفزيوني ، فيما سيحصل أرمينيا بيلفيلد على أقل من 30 مليون يورو. وهي فجوة كبيرة لكنها تزداد سوءا عندما تضاف إليها عائدات النادي من مشاركاته في البطولات الدولية.
وأصبح الدخل المتزايد باستمرار من بطولة دوري أبطال أوروبا ، التي تضمن الأندية الكبيرة المشاركة فيها كل عام تقريبا ، هو السبب الرئيسي وراء هيمنة أندية مثل بايرن ميونخ ويوفنتوس وباريس سان جيرمان على الدوريات المحلية بهذه الطريقة.
وقال شتيفان لودفيج رئيس مجموعة "سبورت بزنس جروب" بشركة "ديلويت" للخدمات المالية إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) : "تزايد رأس مال دوري أبطال أوروبا بشكل ثابت. وفوق كل هذا : هناك عدد أقل وأقل من الأندية الكبيرة يحصل على نصيب أكبر من عائدات البطولة".
وأضاف : "لا توجد أي رياضة تثمر هذا الدخل الكبير من تسويق منافسة دولية".
وتزايدت المبالغ المخصصة من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لمسابقات الأندية بمتوسط 8ر13 بالمئة سنويا لترتفع قيمة هذه المبالغ من 900 مليون يورو في موسم 2010 / 2011 إلى 2.54 مليار يورو في 2018 / 2019 ، من بينها 1.98 مليار يورو للأندية المشاركة في دوري أبطال أوروبا.
وأدى إصلاح دوري الأبطال في 2018 / 2019 ، إلى منح كل من بطولات الدوري الأربعة الكبيرة بأوروبا (إنجلترا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا) أربع بطاقات تأهل مباشرة إلى دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا ، بدلا من ثلاث بطاقات لكل دوري ، ما ساهم في توسيع الفجوة بشكل أكبر حيث أصبحت الفرق المتأهلة من هذه الدوريات الأربعة مباشرة إلى دور المجموعات 16 فريقا بدلا من 12 فريقا.
وبهذا ، أصبح من الصعب للغاية ألا تتأهل الأندية الكبيرة لدوري أبطال أوروبا.
وتستأنف بطولة دوري الأبطال منافساتها لهذا الموسم نهاية الأسبوع المقبل بعد فترة توقف طويلة منذ مارس الماضي بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد.
وتنطلق مع نهاية الأسبوع المقبل باقي مباريات جولة الإياب في دور الستة عشر للبطولة لحسم المقاعد الأربعة المتبقية في دور الثمانية ثم تقام فعاليات دور الثمانية بداية من 12 أغسطس المقبل في العاصمة البرتغالية لشبونة.
كما أن اهتمام اليويفا بالنجاح السابق للنادي يجعل الأندية الغنية أكثر ثراء ونجاحا في بلادها وفي بطولات الأندية الأوروبية. ولا يمكن توفير المزيد من الإثارة إلا من خلال صيغ توزيع مختلفة.
وقال روتجيرمان :"أموال البث التليفزيوني من المنافسات الدولية بمثابة السم على التنافس في الدوريات المحلية".
وصرح يان ليمان عضو مجلس إدارة ماينز إلى مجلة "كيكر" الألمانية الرياضية قائلا : "يجب توزيع عائدات البث الدولية والمحلية للبوندسليجا بشكل عادل".
وقال كارل هاينز رومينيجه الرئيس التنفيذي لبايرن ميونخ : "أعتقد أننا دائما ما نجد حلولا عادلة وجادة. وأثق بأننا سنحقق نفس الشيء هذا العام".
ولكن الأندية الكبيرة تقول إنها بحاجة لدخل إضافي للبقاء في المنافسة في بطولات أوروبا أمام الأندية التي تحظى باستثمارات من بلدان أخرى. كما تؤكد هذه الأندية الكبيرة أنها تريد تمثيل البوندسليجا بأفضل صورة ممكنة.
وقال رومينيجه أيضا إن بايرن ميونخ ، الثري ، يعاني أيضا من تبعات وباء كورونا ، ما يرجح أن بايرن لن يقدم تنازلات كبيرة.
وبهذا ، تظل الأزمة قائمة ، أو كما قال لودفيج :"توزيع أموال دوري أبطال أوروبا هو أخد أعظم التحديات في كرة القدم الحديثة"
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
باريس سان جيرمان يكشف التفاصيل الكاملة عن إصابة كيليان مبابي
باريس سان جيرمان يهزّ شباك سلتيك برباعية دون ردّ في لقاء ودّي
أرسل تعليقك