لا شك أن حراسة المرمى تُشكل صداع رأس كبير بالنسبة لريال مدريد خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالي، إذ أن رحيل إيكر كاسياس الذي كان يبدو قريبًا جدًا في وقت سابق عاد ليتعقد مجددًا، كما أن الفريق فشل حتى الآن في التعاقد مع أحد الأهداف التي يريدها لتغطية هذا المركز.
فبعد أن تخلى الريال مؤقتًا عن فكرة التعاقد مع دي خيا واتجه لحارس مرمى إسبانيول "كيكو كاسيا" ظنًا منه بأن مهمته ستكون سهلة، خرج رئيس النادي الكتلوني "كوييت" من أجل التأكيد على رفضه عرضًا من الميرينجي
ففي تصريحات نشرها الحساب الرسمي لإسبانيول "لا توجد أية مفاوضات مفتوحة مع ريال مدريد الآن. لقد رفضنا العرض الذي تقدموا به من أجل كيكو كاسيّا".
ويبدو أن ريال مدريد قد قدم عرضًا قريبًا من 6 ملايين يورو من أجل التعاقد مع كاسيّا، بيد أن إسبانيول يريد مبلغ 10 ملايين يورو، وهو مبلغ لن يُعجز فلورنتينو بيريث إن كان فعلًا يريد التعاقد مع اللاعب
عاش الحارس إيكر كاسياس، الذي انتقل رسميا من ريال مدريد نحو بورتو / طيلة 16 عاما قضاها مع الفريق الأول للنادي، مجموعة من اللحظات التي لا تنسى.
ويصعب احصاء عدد المرات التي لعب فيها كاسياس دورا محوريا في تاريخ النادي الحديث، ولكن هنالك لحظات ربما لن ينساها بنفسه خلال تلك الرحلة الطويلة التي للأسف لم تكن رائعة في منعطفها الأخير
بدأ كاسياس في موسم 1990-1999 علاقته مع ريال مدريد حينما انضم لقطاع الناشئين ومرت السنوات حتى جاء موسم 1997-1998 ليحصل على أول استدعاء للفريق الأول.
جاء الاستدعاء عقب اصابة سانتياجو كانييزاريس مما أجبر المدرب الألماني يوب هاينكس على النظر لقطاع الناشئين لاكمال بعثة الفريق التي كانت تسافر للنرويج لمواجهة روزنبرج.
وكان مدير معهد كانيافيرال الذي درس به كاسياس، هو من أبلغ الشاب الصغير حينها (16 عاما) بهذا النبأ في 27 نوفمبر 1997 أثناء حضوره فصل مادة التصميم حيث اضطر للخروج راكضا لتجهيز حقائب السفر
كان كاسياس في عمر السابعة عشر أحد العناصر الهامة في تتويج إسبانيا بمونديال الشباب عام 1999 ولم يكن مستواه يدع مجالا للشكوك على الرغم من أنه كان يلعب في الفريق الثالث للنادي الملكي بدوري الدرجة الثالثة.
وتسببت اصابات الحارسين الرئيسيين حينها في حدث تاريخي وهو اقدام المدرب الويلزي جون توشاك على منح الفرصة لكاسياس الذي كانت مباراته الأولى في ملعب سان ماميس أمام أثلتيك في 12 سبتمبر 1999 في المباراة التي انتهت بالتعادل بهدفين لمثليهما وتألق فيها كاسياس.
بدأ كاسياس مسيرته مع الفريق الأول بشكل جيد حيث كان عنصرا فعالا خلال عام 2000 في التتويج بلقب دوري الأبطال للمرة الثامنة بالفوز على فالنسيا في النهائي.
هذا كما أن "القديس" كان من اللاعبين الأساسيين في دوري 2001 الذي توج به الريال، وهو أول لقب ليجا يحوز عليه الحارس من أصل خمسة توج بهم مع الـ"ميرينجي".
نهائي جلاسجو: كان عام 2002 معقدا بالنسبة لكاسياس، حيث أنه عقب التتويج بالليجا في الموسم السابق، قرر مدرب الفريق حينها فيسينتي ديل بوسكي في فبراير أن الحارس الرئيسي سيكون سيزار سانشيز
غاب كاسياس عن الكثير من المبارايات الهامة، بل وإنه لم يكن ضمن التشكيل الأساسي لنهائي دوري الأبطال أمام باير ليفركوزن الألماني.
يشاء القدر أن يتعرض سانشيز لاصابة في ظل تقدم ريال مدريد 2-1 وقبل 23 دقيقة على نهاية اللقاء ليدخل "القديس" ويتمكن من التصدي لثلاث كرات بطريقة اعجازية ليتوج فريقه بلقب دوري الأبطال التاسع
اللقب الفردي الأول: تمكن كاسياس في عام 2000 من الفوز بجائزة (برافو) التي تمنحها صحيفة (جيرين ديبورتيفو) لأفضل رياضي أوروبي يقل عمره عن 21 عاما، ليكون هذا أول لقب فردي يتوج بها
بعدها تمكن الحارس الإسباني من تحقيق الكثير من الألقاب الفردية الكبرى، مثل فوزه أربع مرات بجائزة أفضل حارس في العالم من قبل الاتحاد الدولي للتاريخ والاحصاء وجائزة (زامورا) لأفضل حارس في الليجا عام 2008 وأفضل حارس في بطولة كأس الأمم الأوروبية عامي 2010 و2012.
في موسم 2009-2010 حينما لم يتمكن التشيلي مانويل بيليجريني من قيادة الفريق نحو أي لقب، تمكن كاسياس من تنفيذ واحد من أفضل التصديات في مسيرته.
كان هذا في الرابع من أكتوبر 2009 أمام إشبيلية في ملعب رامون سانشيز بيزخوان حيث تصدى بشكل لا يصدق لفرصة خطرة من دييجو بيروتي، لينتشر مقطع هذا التصدي على كل الشبكات الاجتماعية
في ثالث مواسم جوزيه مورينيو مع ريال مدريد كان كاسياس احتياطيا أمام مالاجا في الجولة الـ17 ولعب بدلا منه دييجو أدان في ظل حالة من التوتر بين الحارس والمدرب على خلفية اتهامات غير معلنة بتسريب أخبار الفريق للاعلام وعدم الاتفاق في وجهات النظر بخصوص طبيعة العلاقة مع لاعبي برشلونة، زملاء ايكر في المنتخب وعلى رأسهم تشافي هيرنانديز.
عاد كاسياس بعدها ليلعب أساسيا ولكنه تعرض للاصابة بطريق الخطأ في كرة مشتركة مع أربيلوا ليغيب لشهرين ونصف ليتعاقد الريال مع دييجو لوبيز ليظل كاسياس احتياطيا حتى نهاية حقبة مورينيو وفي جزء كبير من الموسم الأول للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
خلال الموسم الأول لأنشيلوتي لعب كاسياس أساسيا في دوري الأبطال فقط ولكن في المباراة النهائية ارتكب خطأ فادحا في الكرة التي أحرز منها الأوروجواياني دييجو جودين الهدف الأول لأتلتيكو.
تمكن سرخيو راموس بهدفه الشهير (ق93) بالرأس من التعادل لتمتد المباراة لوقت اضافي ويفوز ريال مدريد 4-1 ليحقق لقب دوري الأبطال العاشر المنشود ويتضائل حجم الخطأ الذي ارتكبه القديس وكاد يكلف الريال الكثير.
أرسل تعليقك