لندن ـ رانيا سجعان
المطرُ ينهمرُ على حدائقِ "كنسينغتون" في لندن ، بينما تخرجُ العارضاتُ من سيارات الليموزين الفاخرة، مندفعاتٍ نحو البيت الزجاجي الكبير ، حيث سيبدأ عرض "بربري".
فى الداخل ، على الرغم من ذلك، بدا الجو وكأنه أحدَ أيام الصيف البراقة ، حيث ستظهر مجموعة بيت الازياء البريطاني لربيع وصيف 2014 وسط حشدٍ من النجوم.
وقد جلس فى الصف الامامى كل من سيينا ميلر ، هاري ستايلز ، نعومي هاريس ، سوكي ووترهاوس و بالوما فيث ، يراقبون مجموعة كريستوفر بايلي المرموقة لملابس النساء . المجموعة التى وصفها بالرقيقة تزخر بالدانتيل الفيكتوري مع الالوان الحالمة الرقيقة مثل لون النعناع و البنفسجي الفاتح والخزامى . كما احتوت المجموعة ايضاً على الملابس المطبوعة ومنها الاقلامُ العرضية بالأسود والأبيض ، مع دفقةٍ من اللون الأحمر والورديّ الداكن .
وبما عرف عنه من ابتكار في ما يخص النسيج، اكتشف بايلي مصنعاً في شمال انكلترا مازالت لديه آلاتُ الدانتيل الفيكتوري تعمل بشكل كامل ،و قد استخدم هذا القماش لصنع التنانير و الفساتين الخفيفة بألوان الفستق الشاحب ، والكريمي و أكثر درجات البنفسجي هدوءاً .
ولكن بيلي بطبيعته الخلاقة نجح فى تحويل هذه الأقمشة التقليدية الى ملابس حديثة وعصرية، مستخدمًا الخطوط السوداء مع البيضاء ، أو محولاً اياها إلى قمصانٍ نسائية أنيقة.
وقد سيطرت التنانير الضيقة على العرض وجاءت فى أشكال مختلفة ، تارو من الدانتيل الجميل ، أو من الكشمير الناعم الذي ينسدل على الوركين ليتجمع في عقدة ملتوية فى الامام ، وكذلك على شكل خطوط عرضية مزدوجة و أحادية اللون . واقترنت هذه التنانير مع قميص بدوائر عصرية ، بالتأكيد سيسحل البساط من القمصان ذات الطبعات على شكل قلوب التى سادت الفترة الماضية .
بفضل حب بيلي للكشمير الاسكتلندي ، ستظل فتيات "بربري" تشعر بالدفء خلال الربيع المقبل مع السترات الناعمة ذات الأزرار ، المحبوكة الحياكة ، والتى تأتي باللون الرمادي، بالاضافة الى لون النعناع واللون الوردي.
بشكل عام ، القطع الفوقية ( التى يتم ارتداؤها فوق الملابس كالسترات والمعاطف) كانت تتسم بالنعومة . معاطف من الكشمير باللون الرمادي الشاحب أو الأبيض ، و معطف بياقة واحدة باللون الوردي الداكن .
الفساتين الواسعة كانت غائبا تماما في اشكالها والوانها الاكثر تقليدية، اللون البيج، قماش الغبردين ، بحزام . بدلا من ذلك، قال بيلي ، انه يريد أن يوظف هذه العناصر ولكن بطريقة ألطف . هذا يعني التخلص من البطانة ، و استخدام أقمشة أكثر ليونة ، وأشكالٍ أكثر نعومة ، مع المزيد من القصات التى تغلف وتبرز قوام المرأة بدلاً من تخبئته .
وقال بيلى بعد العرض '، هذه هي فكرتي ، ان يكون كل شيء أكثر ليونة ونعومة . فأنا أحب فكرة التخلص من جميع البطانات ، ما عدا الضروري جداً منها .
أعجبتني فكرة ان أخذ معطفا تقليديا، معطف "بربري" المبطن المعروف ، ثم أعيد تقديمه مع الأقمشة الناعمة . لذلك استخدمنا الكثير من الكشمير للوجهين ، واستخدمنا الكثير من الحرير ، بحيث يبدو كل شيء وكأنه يتدفق بشكل طبيعي جدا .
ويقول بيلى ' النسيج هو الحمض النووي لعلامتنا التجارية ' واضاف. ' توماس بربري ، مؤسس الشركة ، اخترع الغبردين ، وهو شيء نهتم به إلى حد كبير . لدينا فريق كامل من الناس كل ما يفعلونه هو العمل من خلال الابتكار والحرفية لعمل انواع جديدة من النسيج ".
" كل شيء كان لينا و انثوياً ، وله هذا الشعور بأنك تلف نفسك داخل الأشياء. ' وكأن هناك نوعا من الرقة
الألوان المستخدمة من الوردي الداكن و الأخضر بدرجاته ، والأصفر الشاحب ، ودرجات السكري ، كلها أظهرت حب بيلي للورود الانكليزية ، وهذا بدا من آلاف البدلات الملونة التي أمطرت المنصة خلال الخاتمة
وقال بيلى " أردت ان تكون الألوان لينة ورقيقة ، مثل الزهور".
" لقد تحدثنا عن الورد الإنجليزي و اتساع وعمق الألوان . حاولنا تجسيد ذلك فى أرق صوره ، لذلك جاءت غالبية الألوان باستيل " .
وقد اقترضتُ تفاصيل الملابس الواسعة و استخدمتُها في أماكن أخرى، فهناك الثوب الذى يأخذ شكل المعطف والذى كانت له فتحة عنق ذات ياقة مطوية ، و الفستان القصير بلون النعناع الأخضر ذي الظهر الواسع وطية الصدر التى تشبه السترة ؛ وقد رأينا كارا ديفلينج وهي ترتدي ما يشبه الكاب الواسع الشفاف المحلى بوردات مطرزة بالخرز .
وكان الجو العام للعرض بالتأكيد ألطف من المواسم السابقة. فتصميمات بيلى بدت دافئة وناعمة و رومانسية قليلا . وهو يقول عن ذلك ، 'أردت لهذا العرض ان يكون لطيفا و أردت أن يكون لدى المرأة شعورٌ بانها مغلفة كالشىء الثمين ، فى ملابس ناعمة توفر لها الحماية. واعتقد ان المجموعة كانت أنثوية جدا ، ولطيفة وناعمة . ولكن خلف هذا هناك نوع من الجرأة و الجاذبية الجنسية ، وأنا أحب هذه الفكرة من الجمع بين القوة و الهشاشة.
العرض ضم كارا ديفلينج مشي و كذلك جوردان دان . ويقول بيلى عن ذلك انه كان من المهم أن تتواجد هذه الأسماء الكبيرة. في الحقيقة ، كانت كارا جزءاً من مجموعة "بربري" قبل فترة طويلة من كونها ' عارضة اللحظة ' .
"لقد أحببت دائما كارا كعارضة" قال بيلي باعتزاز " إنها جزء من عائلة بربري .
واضاف " لقد عملنا مع كارا لسنوات عديدة ، وانا قريب منها للغاية. وعلاقتنا رائعة . أنا فقط أعشق كارا ، انها جميلة
أرسل تعليقك