توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تبرز حياة موهوب يخرج من أرض تفيض مرارة وبؤسًا

الكاميرا ترصد رحلة معاناة يقطعها عداء فلسطيني نحو العالمية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الكاميرا ترصد رحلة معاناة يقطعها عداء فلسطيني نحو العالمية

ماراثون فلسطين الدولي
غزة ـ مصر اليوم

بدا الشاب الفلسطيني مارسيل أبو شدياق الذي كان يركض في شارع طويل، تتوزع على جانبيه بنايات مُهدمة، لوهلة، وكأنه في مشهد من فيلم سينمائي خياليّ من تلك التي تقدم العالم بعد خرابه؛ لكنّ المشهد ذاك كان مُقتطعا من التدريبات اليومية للعداء الفلسطيني الشاب في مدينة غزة، إذ لا مفر له من المرور في الأحياء السكنية التي تركتها الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة أطلالًا وخرائب، فهي في كل مكان من المدينة التي تضيق كل يوم على أحلام الشاب، فيما تصطدم كل محاولاته لتطوير موهبته الرياضية خارجها بـ"الرفض الإسرائيلي".

وعرضت الحلقة الأخيرة من البرنامج التسجيلي البلجيكي "فرانككس" على شاشة قناة "كنفاس" البلجيكية الحكومية، التي حملت عنوان "من خلال الجدار"، الحياة اليومية للعداء الفلسطيني الشاب، قبل أسابيع من انطلاق النسخة الثالثة من ماراثون فلسطين الدولي الذي ينظم في مدينة بيت لحم، حيث بدا مارسيل في بداية الحلقة متوترا كثيرا، خصوصا أنّ الطلبين اللذين تقدّم بهما سابقًا للمشاركة في الماراثون تمّ رفضهما من السلطات "الإسرائيلية"، ولا شيء في الأفق يُبشر أن هذا العام سيكون مُختلفا عن سابقيه.

وتتقرب الحلقة التسجيلية من العدّاء الشاب الذي لم يُغادر مدينة غزة إلا مرة واحدة للاشتراك في مسابقة جرت في مصر، لتتحول تلك المناسبة إلى الذكرى الأهم في حياته، حتى أنه رفض أن يغسل البدلة الرياضية التي كان يلبسها وقتها، ويُعلقها اليوم على جدار غرفته الصغيرة، ولم تثنِ الصعوبات الكثيرة عزيمة الشاب الموهوب وإصراه، فهو يواصل التدريب في غزة، ويتواصل مع رياضيين خارج مدينته عبر الإنترنت، ويبقى يَحلم بمستقبل رياضي يرفع فيه علم بلده عاليا.

فضلًا عن مارسيل، يرافق البرنامج التلفزيوني الذي يستطيع فريقه الأوروبي وعلى خلاف الفلسطينيين عبور الحواجز والجدران "الإسرائيلية" العازلة، رياضية فلسطينية شابة من بيت لحم، تستعد للماراثون نفسه، وظروف حياة تلك الفتاة، وإن كانت أفضل على نحو كثير من الظروف التي يعانيها مارسيل، تظلّ مُنهكة وصعبة جدًا، حيث تتخللها الإهانات كما وصفت، اذ يمكن لجندي "إسرائيلي" لا يتعدى الـ20 من العمر، أن يوقف عشرات المدنيين الفلسطينيين في المدينة بلا سبب واضح.

وسردت الشابة، في غصّة: تمرّ دورية "إسرائيلية" عسكرية، تقطع حديثها وتجبر فريق التصوير البلجيكي على وقف التصوير من دون إبداء الأسباب أيضًا، وكعادة كثير من البرامج التسجيلية الأوروبية، تكون القصص الشخصية الخاصة التي تقدمها مناسبة للتطرق الى قضايا أوسع، فالبرنامج لم يكتف في قصة مارسيل.

 فمرّ على الحياة في غزة بعد الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة، فيذهب مع مارسيل الى صف المدرسة التي لجأ اليها مع عائلته أثناء الحرب، وشرح لفتيات الصف عذاب تلك الأيام، على الرغم من أنّ الطالبات انفسهن مررن في تجارب مشابهة، فلا أحد كان في أمان خلال الحرب الأخيرة. وهناك، في المدرسة ذاتها ثمة مقاعد فارغة تفتقد صاحباتها اللواتي قُتلن في الحرب "الإسرائيلية" تلك.

وتُركز الحلقة التسجيلية التي تتوجه الى جمهور أوروبي يتفاوت في اطلاعه على ما يجري في الشرق الأوسط، على تأثير سياسية العزل "الإسرائيلية" عبر الجدار العازل والقوانين الصارمة الأخرى في الحياة اليومية للفلسطينيين، فيقدم إحصاءات في هذا الأتجاه، منها أنّ حوالى 95 في المائة من فلسطينيي غزة لم يزوروا في حياتهم المناطق الفلسطينية الأخرى، ويشبّه قليلًا حال فلسطينيي 1967، مثل متسابقة بيت لحم التي تتمنى أن تزور غزة يوما ما، وتتعرف على أبناء شعبها هناك كما تحدثت إلى الكاميرا.

وترافق الحلقة التسجيلية أيضًا مجموعة من العمال الفلسطينيين أثناء قطعهم رحلتهم اليومية المضنية للعبور والعمل في الأراضي المحتلة التي وصفها أحدهم بأنها لا تختلف في ظروفها القاسية عن الإجراءات الأمنية لنقل الحيوانات المُفترسة.

وفي خطوة غير متوقعة، وربما لحسن حظ البرنامج البلجيكي، توافق السلطات "الإسرائيلية" على منح مارسيل الإذن لزيارة بيت لحم، وتسجل الحلقة التلفزيونية استعدادات عداء غزة الشاب للماراثون الذي يحمل اسم فلسطين، ثم ترافقه أثناء المسابقة، التي حلّ فيها في المركز الثاني، ثم عودته بعدها إلى السجن "الإسرائيلي" الكبير الذي يدعى أيضًا "غزة".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكاميرا ترصد رحلة معاناة يقطعها عداء فلسطيني نحو العالمية الكاميرا ترصد رحلة معاناة يقطعها عداء فلسطيني نحو العالمية



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon