توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صارعت أمواج الموت قبل أسابيع عندما غرق القارب المطاطي الذي استقلته

السبَّاحة السورية يسرى مارديني تبعث رسالة "عدم الاستسلام" قبل الأولمبياد

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - السبَّاحة السورية يسرى مارديني تبعث رسالة عدم الاستسلام  قبل الأولمبياد

السبَّاحة السورية يسرى مارديني
القاهرة – محمد عبد الحميد

أرادت السباحة السورية يسرى مارديني ان توجه للعالم رسالة خلال مشاركتها في الالعاب الاولمبية الصيفية التي تنطلق الجمعة في ريو، بان "كلمة لاجىء ليست سيئة لاننا ما زلنا اناسا وعليكم  الّا تستسلموا ابدا".
وكانت الشابة مارديني تصارع امواج الموت قبل اسابيع معدودة عندما غرق القارب المطاطي الذي كان من المفترض ان يبعدها عن الحرب في بلادها الى شواطىء الامان في اليونان، لكنها تجد نفسها اليوم تحت الاضواء بعدما حصلت على فرصة تحقيق حلم المشاركة في الالعاب الاولمبية تحت العلم الاولمبي.
وتحدثت مارديني من ريو عن شعور مشاركتها في الالعاب، قائلة لموقع اخبار اولمبياد ريو 2016 بعد حصة تمرينية قبل ايام على انطلاق الحدث: "انه امر رائع. لا يمكنني ان اصف ما اشعر به حاليا، انه بمثابة الحلم الذي يتحول الى حقيقة. كل شيء عملت عليه، كل امر بسيط، تحول الان الى حقيقة".
وشاء القدر ان تحل مارديني في المانيا التي استقبلت اكبر عدد من اللاجئين السوريين في اوروبا، حيث حظيت بفرصة مواصلة تمارينها تحضيرا لامكانية مشاركتها في اولمبياد ريو تحت علم اللجنة الاولمبية الدولية التي اختارت 10 رياضيين، بينهم سباح سوري اخر هو رامي انيس (100 م فراشة).
وتشارك مارديني في أول فريق للاجئين في تاريخ الالعاب الاولمبية. وتم اختياره طبقا لبعض المعايير التي حددتها الاتحادات الدولية، ضمن برنامج تشرف عليه البطلة الاولمبية الكينية السابقة تيغلا لاوروب، اول عداءة افريقية توجت بماراتون نيويورك.
 
وهناك ايضا 5 لاجئين من جنوب السودان سيشاركون في منافسات العاب القوى، ورياضيان هربا من الكونغو الديموقراطية وسيشاركان في منافسات الجودو، واخر من اثيوبيا سيخوض غمار سباق الماراتون.
وستشارك مارديني (18 عاما) في سباقي 100 م حرة و100 م فراشة وهي اعربت عن فرحتها لدى وصولها الى ريو قائلة في صفحتها على موقع فيسبوك: "وصلنا الى القرية الاولمبية انا وزميلي رامي (انيس) ونحن سعيدان وفخوران بوجودنا هنا".
و قالت بعد تمرينها في الملعب الاولمبي "اولمبيك اكواتيكس ستاديوم": لطالما اردت التواجد هنا (في الاولمبياد)، والان انا هنا. هدفي ان احقق افضل زمن شخصي لانه من الصعب جدا الحصول على ميدالية. لكني امل ان احقق ذلك (في مشاركتها الاولمبية المقبلة في طوكيو 2020).
ويمكن القول ان مارديني توجت اصلا قبل خوض المنافسات لكن عن فئتي الشجاعة والتحمل. ففي اب/اغسطس الماضي، غادرت مارديني (18 عاما) وشقيقتها السباحة ايضا سارة (20 عاما) دمشق منضمتين الى موجة جديدة من السوريين الذين فقدوا الامل في رؤية نهاية قريبة للصراع الدائر في بلدهم، فسافرتا الى لبنان ثم تركيا حيث دفعتا المال للمهربين من اجل ايصالهما الى اليونان.
وتحدثت عن هذا الامر قبل اختيارها من اللجنة الاولمبية الدولية، قائلة من المانيا التي احتضنتها: "دمر منزلنا، لم اتمكن من التمرن لمدة عامين". وفي المحاولة الاولى للهرب، تمكن خفر السواحل التركي من ايقاف القارب واعاده، وفي محاولتهما الثانية ركبا قاربا مطاطيا صغيرا. وفي غضون نصف ساعة كانت المياه تتدفق داخله بسبب عدم تحمله عدد راكبيه الذين لا يجيدون السباحة بمعظمهم.
وبعدما بدأت الرياح المسائية تهب في بحر ايجه، اتخذ قرار التخلي عن جميع الحقائب في محاولة لابقاء القارب عائما لكن ذلك لم يكن كافيا، مما اضطر يسرى وسارة وثلاثة اخرين يجيدون السباحة الى التضحية والقفز في الماء.
وتمسك السباحون الخمسة بالحبال المتدلية من جوانب القارب لثلاث ساعات، حتى وصلوا الى شاطئ جزيرة لسبوس اليونانية. وما ان وطأت اقدام يسرى وشقيقتها بر الامان حتى اتصلتا بوالدهما عزت (45 عاما) المتواجد في الاردن: "بابا، لقد نجحنا! نحن في اليونان!".
 
"كان الانتظار الاطول في حياتي"، هذا ما قاله الوالد الذي انضم الى ابنتيه في برلين التي حلت فيها الشقيقتان بعد رحلة برية طويلة دامت اسابيع اوصلتهما الى النمسا ومن ثم المانيا مرورا بالمجر، المرحلة الاصعب للاجئين الذين تواجهوا مع الشرطة.
وبعد وصولهما الى برلين بفترة وجيزة، انضمت الشقيقتان مارديني الى احد اندية السباحة القريبة من مخيم اللاجئين بفضل المترجم المصري في المخيم والذي عرفهما على المدرب سفين سبانيكربس.
ومن المؤكد ان مارديني لم تكن تجرأ حينها حتى على الحلم بامكانية الوصول الى الالعاب الاولمبية لكنها هنا الان وهي ارادت توجيه رسالة للعالم بان "كلمة لاجىء ليست سيئة. ما زلنا اناسا. ما زال بامكاننا تحقيق الكثير من الامور الجيدة. هناك حقا الكثير من الناس الذين يساعدوننا وهذا امر رائع. رسالتي هي: +لا تستلموا ابدا+".
وعن ذلك اليوم المشؤوم في عرض البحر والذكريات العالقة في ذهنها، قالت: "ليس لدي اي ذكريات سيئة على الاطلاق. اتذكر انه لولا السباحة لما كنت على قيد الحياة... انها ذكرى ايجابية بالنسبة لي". اما بالنسبة لمعاملتها كبطلة، قالت مارديني: "الامر صعب في بعض الاحيان لكن من الرائع الشعور بانك تشكل مصدر الهام بالنسبة للجميع".
مارديني التي سبق لها ان احرزت لقب بطولة سوريا في مسابقات 200 و400 م حرة و100 و200 م فراشة، تشارك تحت الراية الاولمبية ليس مع وفد بلادها لكن "مهما كان العلم، المشاعر هي ذاتها. اذا دخلت الى الملعب، فاعتقد بانني لن افكر سوى بشيء واحد وهو المياه".
وتؤكد مارديني انه "لشرف كبير بالنسبة لي ان اكون هنا، ان اسبح من اجل بلدي والمانيا واللجنة الاولمبية الدولية لانهم منحوني الكثير. انا اسبخ اولا من اجل بلدي وثانيا من اجل نفسي". وعن المساعدة التي حظيت بها في المانيا، قالت مارديني التي ستدخل الحوض الاولمبي السبت من اجل تصفيات 100 م فراشة وفي 10 اب/اغسطس من اجل تصفيات 100 م حرة: "عندما وصلت (الى المانيا) ساندني الكثير من الناس. حصلت على هذه الرعاية من اللجنة الاولمبية الدولية. وصلت الى نادي السباحة دون بذة السباحة، قبعة السباحة ودون اي شيء وقلت: +انا سباحة، هل بامكانكم مساعدتي؟+ واعطوني كل شيء احتجته".
 
وواصلت: "لقد فحصوا مستواي في السباحة ووافقوا على استقبالي. التقيت الكثير من الناس في هذا النادي وكانوا بمثابة عائلتي".
وتحدث السوري الاخر انيس (25 عاما) الذي لجأ الى بلجيكا، عن مشاركته الاولمبية، قائلا: "بعد ان بدأت الحرب (في سورية)، فقدنا الروحية، فقدنا رياضتنا واللجنة الاولمبية الدولية اعادت الينا هذه الروحية والان عدنا من جديد، لدينا حقا روحية قوية لمواصلة المشوار".
وواصل: "نحن فخورون جدا لاننا جزء من هذا الفريق. من الرائع ان نكون في هذا الفريق لاننا نمثل اناسا فقدوا مواطنهم، احترقت منازلهم، قتلوا. نحن الان نمثلهم بطريقة جيدة. انه شعور رائع"، متحدثا عن وضعه في بلجيكا قائلا: "انا اعيش الان في بلجيكا مع شقيقي ووالدي. والدتي لا تزال في تركيا التي لجأت اليها بسبب الحرب لكنها ستنضم الينا في غضون شهر".

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السبَّاحة السورية يسرى مارديني تبعث رسالة عدم الاستسلام  قبل الأولمبياد السبَّاحة السورية يسرى مارديني تبعث رسالة عدم الاستسلام  قبل الأولمبياد



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon