القاهرة - محمد عز
بغض النظر عن فوزه ببطولة جديدة إنضمت لخزينته العامرة بالألقاب والميداليات وعن الجائزة البالغ قيمتها 2.4 مليون دولار وحالة الزهو التي تعيشها بلاده فإن أكثر النتائج أهمية لإحراز أندي موراي للقب البطولة الختامية لموسم تنس الرجال على حساب نوفاك ديوكوفيتش هي الهالة التي ستصاحبه فيما بعد.وسيمضي موراي الملك الجديد لتنس الرجال قدما حاملا أحدث إنجازاته - والذي نادرا ما حققه الكثيرون على صعيد الرياضة من قبل - وسيخوض الموسم الجديد دون أدنى شك في كونه اللاعب الذي لا يقهر.
ويشكل هذا سلاحا لا يمكن قياس مدى قوته حاليا لكن بوسعه أن يضمن له السيطرة على اللعبة لفترة طويلة حتى وإن تباينت نتائجه.ويمكن من خلال إستعراض سجلات التاريخ الرياضي أن نعثر على بعض الأمثلة الصارخة المشابهة لمثال موراي.فقد إستطاع المنتخب الإسباني لكرة القدم إيجاد هالة مصاحبة له بكونه الفريق الذي لا يقهر في الفترة ما بين 2008 و2012 وعلى صعيد الفردي صاحبت هذه الهالة السائق الألماني مايكل شوماخر أثناء مشواره نحو إحراز لقب بطولة العالم للسائقين في فورمولا 1 سبع مرات وكذلك فعل نجم الإسكواش الباكستاني جهانجير خان الذي لم يخسر في الفترة ما بين عامي 1981 و1986. ويستطيع العداء الجاميكي يوسين بولت إحداث تلك الحالة في كل مرة ينطلق فيها في أي سباق.
ويدرك موراي جيدا مدى التأثير الكبير الذي يمكن أن تحدثه تلك الهالة على المنافسين.ولعب موراي وعانى كثيرا خلال حقبة حفلت بنجوم مثل السويسري روجر فيدرر والإسباني رفائيل نادال والصربي ديوكوفيتش - الذي إستطاع وخلال عدة أوقات من العقد الماضي - هزيمة منافسيه ذهنيا قبل أن يلعب أي نقطة.وبدا الأمر كذلك أمس الأحد عندما كان موراي - الذي بدا مستنزفا عقب مباراة ملحمية في الدور قبل النهائي أمام ميلوش راونيتش إستطاع خلالها ان ينقذ نقطة حسم اللقاء مرة واحدة - يخطو نحو الملعب لمواجهة ديوكوفيتش في لقاء فاصل سيحدد من سيقتنص المركز الأول في التصنيف العالمي في نهاية العام.
وبدا موراي كما لو كأن آلة غير قابلة للتوقف أو التعطيل بينما ظهر ديوكوفيتش - الذي كان يوما ما بمثابة الأستاذ للاعب البريطاني خلال فترة تنافسهما الطويلة - بدون أي ثقل في الملعب وغير واثق من نفسه.وفاز موراي 6-3 و6-4 على الرغم من صحوة ديوكوفيتش قبل النهاية. وبدا أن اللاعب الصربي يخوض المباراة كما لو كان يعرف أن النتيجة ليست محل شك.وقال ديوكوفيتش "لم يكن أمامي أي فرصة حقيقة للفوز بالمباراة. يمكننا رؤية ذلك منذ البداية. كان (موراي) الأفضل أداء من كافة النواحي."لم يخسر موراي (29 عاما) منذ سبتمبر/ أيلول الماضي - وفاز في 24 مباراة متتالية وكان سجله منذ الخسارة أمام ديوكوفيتش في نهائي فرنسا المفتوحة هو 53 إنتصارا مقابل ثلاث هزائم.
أرسل تعليقك