الجزائر ـ سميرة عوام
يرمز ثوب "القشابية" الجزائري التقليدي، المصنوع من الصوف، إلى الرجولة والشهامة، فضلاً عن أنَّه يوفر الدفء من لسعات البرد القارس، لاسيما للشباب الراغب في التمتع بتساقط الثلوج على جبال الأوراس، والتجول بين المقاهي الشعبيّة.
وتحوّلت مدينة أم البواقي الجزائرية، المعروفة بطقسها البارد خلال التقلبات الجوية الأخيرة، إلى سوق مفتوحة على ترويج وبيع الألبسةالتقليدية، المصنوعة من الصوف، ومنها "القشابية"، والتي طبعت سهرات أبناء الشاوية.
وتهتم النسوة كثيرًا بصناعة وحياكة "القشابية" في مدينة أم البواقي، حيث يظهر ذلك جليًا عبر انتشار هذا النوع من اللباس، ذا الألوان الزاهية، والمختلفة.
وأشارت، في حديث إلى "العرب اليوم"، العجوز زنوبية، وهي من الحرائر اللوات يصنعن "القشابية" منذ أعوام طويلة، وهي المهنة التي توارثتها من أجدادها، إلى أنّها "أدخلت على القشابية نوعية جديدة من التطريز، وذلك عبر إقحام الألوان التي تتماشى وأحدث التطورات في عالم الأزياء".
وأوضحت زنوبية أنَّ "صناعة القشابية تلهمها منذ طفولتها، وهي فخورة بعملها هذا، لأنه يدر عليها الأرباح الكثيرة، لاسيما بعد تحويل دكانها الصغير إلى معمل، يتوفر على مختلف المقاسات، التي من شأنها أن تعطي حركية لمثل هذه النشاطات".
وبيّنت أنَّ "غزل الصوف يتوقف على بذل مجهود كبير، لأن العملية تمر على مراحل عدة، منها توفير الصوف، وتنظيفه، ثم تلوينه، وإعادة ترتيبه، بغية تحضيره لمرحلة الغزل بطريقة تقليدية، وهذا النوع من القشابية يصل سعره إلى 20 ألف دينار، أما القشابية المصنوعة بواسطة الآلات لا يتعد سعرها 12ألف دينار"، مؤكّدة أنَّ "الشباب يعشق القشابية المصنوعة بطريقة فريدة من نوعها، لاسيما تلك التي تتماشى والعصر".
أرسل تعليقك