شهد عزه في بداية القرن الماضي ويستمد قوته الحالية من البدلة المفصلة
قبل أن يفكك المصمم جيورجيو أرماني البدلة الرجالية في الثمانينات، مقدمًا ترجمة عصرية تطلبها جيل جديد من الرجال آنذاك، لم تكن هذه القطعة تكتمل من دون منديل جيب يتناغم مع ربطة العنق وكأنه وسام معلق على الصدر. فمن دونه لم يكن المظهر يكتمل وكأن شيئا مهما ينقصه.
ما قام به أرماني في الثمانينات أنه قدم تصاميم مفعمة بالحيوية، غير فيها طريقة التصميم حول الخصر والأكتاف كانت مضادا للتصاميم الكلاسيكية التي تعود عليها الرجل، وكان شباب الثمانينات يعزفون عنها على أنها «دقة قديمة» ترتبط بالأجداد والآباء ولا تتكلم لغتهم. بعبارة أخرى كانت لا تزال تخاطب جيلا يقتدي بأمثال فريد إيستير وكاري غرانتفيما يريدون هم الاقتداء بدون جونسون وأمثاله.
الآن ومع انتعاش البدلة مرة أخرى وعودتها كقطعة أساسية في خزانة الرجل، وبكامل أناقتها الكلاسيكية، كان من البديهي أن يعود منديل الجيب مرة أخرى ليزين صدرها.
الفرق أن الرجل حاليا يتعامل معه كإكسسوار حيوي ليس بالضرورة أن يتقيد بنفس ألوان ربطة العنق كما كان عليه الحال في السابق، بل يحاول قدر المستطاع أن يخلق تناقضا يمنحه إطلالة تتمتع بلمسة شخصية.
وهكذا بدأ ينسق بدلة بلون أزرق داكن مثلا، مع قميص أبيض وربطة عنق بالأحمر ومنديل جيب بالرمادي، أو أي لون آخر، المهم ألا يكون بلون ربطة العنق.
نعم يمكن أن ينسقه مع لون الجوارب أو أي قطعة أخرى يلبسها، المهم أن ينسى ربطة العنق. ويشير الخبراء إلى أن الكثير من الإيطاليين يتبنونه باللون الأبيض، لأنه أثبت أنه على الرغم من بساطته يخلف تأثيرا قويا. وتجدر الإشارة إلى أن المنديل الأبيض كان في السابق قصرا على مناسبات المساء إلا أنه تسلل للنهار في محاولة مشاكسة من الشباب لتكسير القواعد.
هذا الصيف تحديدا، اكتسب منديل الجيب الأبيض جرعة زائدة من الأناقة، لأن المصممين اقترحوه مع سترات «بلايزر» خفيفة بألوان قوس قزح.
قد تكون تصاميمها كلاسيكية أحيانا، لكن عندما يضاف إليه المنديل، تكتسب في نفس الدقيقة حيوية مثيرة. ما عليك إلا أن تتصوره مع «تي - شيرت» مثلا وبدلة خفيفة من دون تبطين، تعطي الإحساس بالانطلاق الأقرب إلى اللامبالاة، لتتأكد أن الإطلالة مريحة وأنيقة في الوقت ذاته.
الجميل في الأمر أيضا أن منديلا أبيضًا سواء كان من القطن أو من الحرير، ليس أنيقا فحسب، بل أيضا غير مكلف مقارنة بمنديل من الحرير من هيرميس أو أي بيت أزياء آخر مرسوم باليد بطبعات فنية.
ورغم أن رجال الأعمال لا يزالون يتشبثون بربطة العنق كإكسسوار مهم يعكس جديتهم ورزانتهم خصوصا في اللقاءات المهمة، فإن التصاميم الجديدة تجعلها غير ضرورية، لا سيما في الصيف، حين يمكن أن يعوض قميص «بولو» أو «تي - شيرت» من القطن قميصا أبيض أو سماويا.
الاستغناء عن ربطة العنق لا يعني الاستغناء عن منديل الجيب، بل العكس، فهو سيرتقي بالمظهر ويضفي عليه جرعة قوية من الأناقة. ربما هذا ما يقصده الخبراء بالتشجيع على مزج قطع كلاسيكية مع إكسسوارات غير متوقعة لخلق مظهر شخصي.
يعيد البعض تاريخ المنديل إلى عهد المصريين القدامى حيث كانت له استعمالات كثيرة. وفي العصور الوسطى وعصور النهضة، حافظ على وظيفته العملية وفي الوقت ذاته بدأ يكتسب أدوارا أخرى.
مثلا بدأت المرأة تستعمله لحماية رأسها من أشعة الشمس أو من المطر، كما بدأت ترشه بعطرها المفضل وتحمله معها دائما كعنوان لمركزها الاجتماعي. وكانت نساء المجتمع المخملي والأرستقراطي يحملن منديلين، واحدا يظل مخفيا للاستعمال الشخصي، والثاني يكون مزركشا ومطرزا للتباهي فقط.
ومع الوقت اكتسب وظيفة رومانسية، إذ يقال إن نابليون بونابرت كان يحمل معه منديلا خاصًا بزوجته جوزفين كلما باعدت بينهما الظروف. وعلى الرغم من أنه بدأ يخضع لعمليات تجميل منذ القرن الثامن عشر، فإنه شهد عزه من العشرينات إلى الخمسينات من القرن الماضي حيث أصبح، بحجمه المربع الصغير، جزءا لا يتجزأ من مظهر الرجل الأنيق.
للنهار
يقترح الخبراء منديلا أبيض رغم عدم تعودك عليه، مؤكدين أنه مناسب للمكتب والمناسبات العادية، بينما تبقى ألوان مثل الأحمر أو الأزرق الاكثر شيوعا، لأنها تجمع الكلاسيكية بالعصرية وبالتالي قد تكون الخيار الأضمن.
للمساء
اذا كانت المناسبة حميمة مع الأصدقاء، ولو في المساء، يمكن تنسيقه مع قميص «بولو» وسترة «بلايزر» من الكشمير الخفيف. ولا بأس أن يكون من الحرير وبطبعات مميزة وألوان متوهجة ليضفي على مظهرك حيوية أكثر.
لإجازات نهاية الأسبوع
يمكن استعماله بنقشات جريئة لإضفاء بعض الحيوية والمرح على المظهر. ويفضل عدم المبالغة في الأمر بحيث يكون هو الوحيد الذي يتمتع بنقشات أو بخطوط بينما يظل باقي المظهر هادئا وبألوان أحادية
أرسل تعليقك