القاهرة -مصر اليوم
فضلاً عن التعرُّف على ثقافاتٍ جديدة وأشخاصٍ مختلفين، وتناول أطعمة غريبة وتجربة أشياء غير مُعتادة، يبحثُ السّياحُ كذلك عن الراحة والهدوء، وعن جمال الطبيعة الساحر، الذي ينقلهم إلى عوالم أخرى جميلة وحالمة، وهذا ما تشتهر به الدول الإسكندنافية بمساحاتها الشاسعة وطبيعتها الوعرة، وهو ما يتجلى للسياح بوضوح عند زيارة جزيرة سينجا في بحر الشمال. وهي جزيرةٌ صغيرة وادعة، تتلألأ المياه باللون الفيروزي حولها، كما تغسل الأمواج شواطئها البكر ذات الرمال البيضاء الناعمة، ويمكن لعشاق التنزه الاستمتاع بالمناظر الطبيعية على جزيرة فارويا، التي تعتبر واحدة من الجزر الصغيرة، التي يبلغ عددها 98، والمنتشرة قبالة الساحل الشمالي الغربي من جزيرة سينجا. وتمتاز جزيرة سينجا، التي تعد ثاني أكبر جزيرة في النرويج، بقصر فصل الصيف، حيث أنها تقع على بعد 350 كم إلى الشمال من الدائرة القطبية الشمالية، وعلى درجة عرض 69 في بحر النرويج، ويبلغ عدد سكانها حوالي 8000 نسمة، وتعتبر الجزيرة مقصد عشاق الطبيعة ومحبي الهدوء.
دروب المناظر الطبيعيّة
وتجمع جزيرة سينجا المظاهر الطبيعية في النرويج من كل جوانبها، حيث يوجد في الجزء الجنوبي الشرقي منها مضيق غيزوند، وتنتشر مراعي الأبقار وحقول البطاطا، أما الجزء الشمالي الغربي فيمتاز بالمناظر الجبلية البديعة لجبال شمال المحيط الأطلسي. ويمكن للسياح معايشة أجواء النرويج بشكل مصغر أثناء القيام بجولة على درب مشاهدة المناظر الطبيعية في الجزيرة، ويعتبر هذا الدرب واحداً من 18 درباً سياحياً في النرويج، ويمتد لمسافة 102 كم ويربط بين مينائي العبَّارات غريللفورد وبوتنهامن، حيث يقوم معظم السياح بهذه الرحلة في يوم واحد، ولكن من الأفضل أن تتوقف الرحلة وينزل السياح من الحافلة لأحذ قسط من الراحة والاستمتاع بالأجواء الثقافية.
مجسم ترول
اقرأ أيضًا:
جزر "الأميرات الساحرة"جنّة السياحة التركية وأكثرها شهرة
قام لايف روباخ، الذي يبلغ من العمر 70 عاماً، ببناء حديقة الأساطير والخيال خلال حقبة التسعينيات من القرن المنصرم، والتي تشتمل على أكبر ترول في العالم، والذي يبلغ ارتفاعه 18 متراً، ويصل وزنه إلى 125 طناً. وخلال أسابيع الصيف من شهر تموز/يوليو في كل عام يدعو عشاق الترول للاستمتاع بعرض ترول المثير، حيث يتم الرقص على بطن ترول، كما يتم عزف أغنيات ترول بواسطة الفرقة الموسيقية، التي تم تحمل اسم ملائم وهو "The Trolling Stones". وبطبيعة الحال فجزيرة سينجا ليست مزدحمة بالأفواج السياحية، ففي معظم الأحيان تكون المجموعة السياحية بمفردها على الجبل، ومع ذلك فإن التجول على المسارات الموجودة بالساحل الشمالي الغربي من الجزيرة مجهد جداً، ويتناسب مع عشاق التجول من أصحاب الخبرة، ويبدأ أسهل المسارات من سكالاند عند كنيسة فون بيرغ ويمر لمسافة سبعة كيلومترات ليصل إلى ارتفاع 632 متراً عند منطقة هوسفغلليت. ويمكن للسياح من هذه المنطقة الاستمتاع بإطلالة رائعة على قرية بيرغسفيورد، التي تمتاز بالمنارة الصغيرة المحاطة بالمياه الفيروزية، ولا يتمكن سوى عدد قليل جداً من المتجولين من الوصول إلى هذه النقطة في مسار التجول، وبدءاً من الطريق الرئيسي في سكالاند يضيق مسار التجول الساحلي المتعرج باستمرار، حيث يتخيل السياح أن نهاية العالم تبدو قريبة.
وتحتوي الجزيرة على مركز ثقافي هام تشع منه فنون الثقافة والفن والمسرح، ويمتاز مهرجان الموسيقى خلال نهاية الأسبوع الأول من شهر تموز/يوليو بعرض الموسيقى الكلاسيكية والأنماط المختلفة الأخرى من الموسيقى، ويحتفل المهرجان هذا العام بدورته الرابعة عشر. ويقف السياح على منحدر المراقبة مع كاميراتهم أو الأجهزة الجوالة الأخرى مثل الهواتف الذكية والحواسب اللوحية لالتقاط صور بانورامية رائعة للصخور، ويمر درب التجول على الحافة الشمالية الغربية الوعرة لجزيرة سينجا، حيثُ تعرف القمم الجبلية الشامخة باسم "أسنان الشيطان". وينعم هواة التجول بالدراجات بأجواء ساحرة في الجزيرة، عند قيادة الدراجات الهوائية على المسار رقم 1، حيث يتبع هذا المسار في معظمه الطريق السياحي، وتبدو قرية الصيادين الوحيدة كأنها فقاعة داكنة اللون في بحر الشمال بمياهه الزرقاء، وترتبط هذه القرية بجزيرة سينجا بواسطة أحد الجسور. كما يمتاز مكان الراحة والاسترخاء بشاطئ إرسفيورد بالحمام الذهبي، ونظراً لأنه يشتمل على ألواح ألومنيوم مطلية بالذهب فإن هذه الأيقونة الفنية المثلثة تتلألأ من بعيد وتدعو السياح إلى أجواء الفخامة والرقي، ويقول السكان المحليون إن الحكومة النرويجية تكبدت حوالي 387 ألف يورو لإنشاء هذا الحمام
أرسل تعليقك