توقيت القاهرة المحلي 22:02:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المناظر الطبيعية في "جزر سيشيل" تجعلها "جنّة الله على الأرض"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - المناظر الطبيعية في جزر سيشيل تجعلها جنّة  الله على الأرض

جزر سيشيل
القاهرة-مصر اليوم

هل تحلم بمداعبة السلاحف العملاقة على رمال الشاطئ الذهبية مع طلوع الفجر، والغوص في المياه الدافئة بين شعاب المرجان والأسماك الملوّنة؟ هل تريد أن تعرف أي بقعة هي أقرب إلى الجنّة على الأرض، وأي مكان هو الذي يغنيك عن أطباء النفس وتتمنّى أن تكون فيه مع أحبّ الناس إليك؟ تعالَ معي إذن إلى أرخبيل سيشيل العائم في المحيط الهندي قبالة السواحل الأفريقية، محجّة الباحثين عن المحميات الطبيعية، وقِبلة عشّاق السياحة والرياضات البحرية على ضروبها، حيث لك أن تختار بين أفخم المنتجعات الموجودة في العالم والإقامة غير المكلفة لدى بعض السكّان المحليين الذين بدأوا في السنوات الأخيرة يستقبلون السيّاح في بيوتهم التقليدية.

 

أكثر من مائة جزيرة منثورة فوق مياه المحيط على مسافة غير بعيدة من مدغشقر، لا تزيد مساحتها على 500 كيلومتر مربع، ثلاثة أرباعها غير مأهولة وأكبرها هي جزيرة "ماهي" التي يعيش فيها معظم سكّان الأرخبيل الذين لا يتجاوزون مائة ألف. "فيكتوريا" هي العاصمة التي لا تشبه القرى الصغيرة، ببيوتها المبنّية على الطراز الاستعماري، والهدوء الذي يسكن شوارعها حيث وتيرة الحياة هدهدة ناعمة بين الحدائق النباتيّة الفسيحة الممتدة عند أقدام جبال شاهقة تبدو طالعة مباشرة من مياه المحيط الفيروزيّة.

 

من ميناء فيكتوريا تنطلق الزوارق السياحيّة غربًا في رحلاتها إلى الشواطئ الساحرة التي تنتشر عليها أفخم المنتجعات السياحية في العالم وعشرات المنازل الرائعة التي ابتناها العديد من المشاهير الذين اختاروا هذه الجزيرة لقضاء عطلاتهم. أجمل هذه الشواطئ هو Beau Vallon الذي يبعد دقائق عن العاصمة ويمتد على شكل هلال عريض من الرمال البيضاء الناعمة تظلّلها أشجار النخيل الباسقة التي ينحني بعضها حتى يلامس الماء. ومع اقتراب المغيب تبدأ زوارق الصيّادين بالعودة إلى الميناء لعرض مصيدهم الطازج تحت أشجار "تاكاماكا" الوارفة التي تكثر في هذه البلاد.

 

وعلى امتداد هذا الشاطئ توجد مراكز للغطس الذي يتيح التعرّف على الثروات الطبيعية الفريدة والأسماك الملوّنة، خصوصًا عند خليج "تيرناي" الذي توجد فيه مجموعة نادرة من الشعاب المرجانية وتنوّع كبير من الحيوانات البحرية التي يمكن الاقتراب منها بلا خطر. وفي أواخر فصل الصيف تأتي حيتان القِرش بالعشرات إلى مياه الخليج الدافئة ولا تغادرها حتى أواخر الخريف. لكن لعلّ أجمل ما تختزنه هذه الجزيرة من كنوز هو شاطئ "كارانا" الصغير عند أقصى الطرف الشمالي، بمياهه التي يتماوج صفاؤها بين الأخضر والأزرق وتحنو عليها غابة من النخيل الوارف الذي يضفي على أجوائها عذوبة لا تحظى بها الشواطئ الأخرى في الجزيرة.

 

مفاتن الجزيرة الرئيسية في شواطئها الساحرة، لكن الداخل لا يقلّ جمالًا عنها بطبيعته الخلّابة والمحمية الوطنية التي تغطّي ربع مساحة الجزيرة تقريبًا وتضمّ عددًا كبيرًا من الأجناس النباتية النادرة التي يعيش بينها أصغر ضفدع في العالم لا يتجاوز طوله 12 سنتيمترًا ويحاط بعناية فائقة خوفًا عليه من الانقراض. زيارة المحمية ممكنة بالسيارة على طريق جميل يعبرها من أولها إلى آخرها، أو سيرًا على الأقدام في دروب تطلّ على مناظر طبيعية أخّاذة وتتعرّج بين الوهاد والهضاب الخضراء وتمرّ على فنادق صغيرة ومطاعم تقليدية للاستراحة، وعلى مصنع للشاي ينظّم زيارات للسيّاح الذين يرغبون في التعرّف على مراحل زراعة هذه النبتة وإنتاجها ثم تجفيفها وتوضيبها حسب الطرق التقليدية.

 

رياضة الغطس في مياه هذه الجزيرة هي أيضًا من الأنشطة التي تجذب أعدادًا كبيرة من السيّاح الذين يقصدونها للتمتّع برؤية أجناس غريبة من الأسماك قلّما توجد بمثل هذه السهولة في مناطق أخرى، والغوص بين شعاب المرجان والإسفنج الملوّن الذي تنفرد به هذه السواحل التي أدرجتها منظمة "يونيسكو" على قائمة التراث الطبيعي العالمي.

 

وعلى بُعد 95 كيلومترًا من "ماهي" نحو الشمال توجد "جزيرة الطيور"، وهي كناية عن كتلة صخرية تحيط بها شواطئ مرجانيّة حيث تعيش مئات الآلاف من الطيور الغريبة التي تعشّش فيها من بداية الربيع حتى أواخر الخريف. كما تكثر على شاطئها السلاحف البحرية حيث تفقس وتربّي صغارها إلى جانب السلاحف الخضراء التي تنفرد بها هذه المنطقة، والسلاحف البرّية التي نادرًا ما تصل إلى الشاطئ.

 

نغادر فيكتوريا ونتّجه إلى محميّة "سانت آن" البحرية التي تضمّ خمس جزر صغيرة على بُعد عشر دقائق من العاصمة، لكل منها نظام خاص للزيارات وممارسة الرياضات البحرية. جزيرة "راوند" المستديرة مثلًا محظورة على الزيارات وكانت في الماضي مصحًّا يُعزل فيه المرضى المصابون بالجذام لمنع انتشاره.

 

جزيرة "سانت آن" هي الكبرى بين هذه المجموعة وفيها توجد أجمل الشواطئ والفنادق الفخمة، لكن "الجزيرة الوسطى" هي التي تخفي قصة طريفة وراء ما وصلت إليه اليوم. فهي كانت غير مأهولة حتى أواسط القرن الماضي، إلى أن قام بشرائها الصحافي البريطاني برندون غريمشاو الذي كان مراسلًا لوكالة "رويترز" ويدير مجلّة أسبوعية في تنزانيا.

 

اشترى غريمشاو الجزيرة مقابل 8500 جنيه إسترليني في عام 1962 عندما كان في السابعة والثلاثين من عمره، وأمضى سنوات يزرع الجزيرة بالأشجار ويعتني فيها بالسلاحف والطيور التي كانت تعيش فيها بعد أن كان الباحثون عن كنوز القراصنة قد دمّروا نباتاتها وعاثوا بأوكار الحيوانات. وتضمّ الجزيرة اليوم أكثر من 15 ألف شجرة ومئات الأجناس من الطيور والسلاحف البحري والبريّة. وقبل وفاته في عام 2012 رفض غريشماو عرضًا لشراء الجزيرة من أحد الأثرياء مقابل 40 مليون دولار قائلًا: "لأني تقدّمت كثيرًا في السن ولن يتسنّى لي إنفاق هذا المبلغ من المال، ولن أجد مكانًا أجمل من هذا لأُمضي آخر أيامي فيه".

 

هنا تنتهي الجزر الصغيرة والقريبة من العاصمة، لكن على بُعد 400 كيلومتر من "ماهي" توجد جزيرة "ألفونس" التي تحيط بها بحيرة ضخمة وحدائق مرجانية تمتد عليها شواطئ ساحرة ومنتجعات فخمة وعشرات الفنادق الصغيرة التي تقدّم إقامة مع وجبات كاملة بأسعار مقبولة. وهي مشهورة عالميًّا بصفاء مياه بحيرتها التي يقصدها هواة الصيد بالطرق التقليدية والغطس في أعماق شواطئها التي لا نظير لها في بلدان المحيط الهندي. وعلى بُعد ألف كيلومتر من عاصمة الأرخبيل توجد جزيرة "آلدابرا" التي أدرجت محميتها الطبيعية على قائمة التراث العالمي، وتعيش فيها أكثر من 150 ألفًا من السلاحف الضخمة وآلاف الطيور المهاجرة، وهي محظورة على الزوار حفاظًا على هذه الثروة الطبيعية الوحيدة من نوعها في العالم.

 

لكن الجزيرة الأجمل في سيشيل، والتي تمثّل أكثر من أي مكان آخر الصورة التي نحلم بها عندما نفكّر في هذه البقعة الساحرة من العالم، هي "براسلين" التي تبعد 44 كيلومترًا عن "ماهي" وتسير فيها الحياة بعذوبة وهدوء بين المنتجعات الرائعة المنثورة على شواطئها الساحرة والغابات الكثيفة التي تلطّف مناخها وتخفي بين أشجارها الباسقة العديد من الفنادق الصغيرة التي تكاثرت مؤخرًا تلبيةً للطلب المتزايد على إقامة بأسعار في متناول الجميع. كيفما اتجهت في هذه الجزيرة ستقع على شواطئ تحبس الأنفاس بجمالها، أو على مناظر طبيعية عذراء تبدو لك قطعة من الجنّة على الأرض، وستأسرك دماثة أهلها ودفء معاملتهم والابتسامة التي يحملون على وجوههم طوال النهار. لكن الشاطئ الأجمل الذي لا شك أنك ستتعرّف عليه من صوره التي تتناقلها وكالات السياحة ووسائل الاتصال في أنحاء العالم، هو شاطئ "فولفير" الذي يمتدّ على شكل نصف دائرة من الرمال البيضاء الناعمة تحت أشجار معمّرة من النخيل والبابايا التي تكثر أيضًا في جزيرة صغيرة قبالته يمكن الوصول إليها سباحةً، وتُعرف بجزيرة الوطواط.

 

لكنّ نخيل سيشيل، على روعته في كل أنحاء الأرخبيل، يبلغ ذروة جماله وسط جزيرة "براسلين" في محميّة وادي "ماي" التي تضمّ غابة من النخيل البحري الذي يثمر جوز الهند ويصل علوّه إلى ثلاثين مترًا، وهي الوحيدة من نوعها في العالم إلى جانب غابة أخرى نحو الشمال في جزيرة "كوريوز". وفي هذه المحمية أيضًا تعيش أصناف نادرة من الطيور مثل "بلبل سيشيل" أو "اليمامة الزرقاء" و"الببغاء الأسود" المهدد بالانقراض.

 

نهاية رحلتنا إلى هذا الفردوس الطبيعي في جزيرة "ديغ" لزيارة المحمية الصغيرة التي تعيش فيها مجموعة من أضخم السلاحف البحرية في العالم، يتراوح وزنها بين 500 و700 كيلوغرام ويمكن أن يصل إلى 850 كيلوغرامًا في بعض الحالات النادرة. مشهد أخّاذ لهذه الكائنات التي تبدو من عالم آخر يبقى محفورًا في البال وأنت تراقب هبوط الشمس المتهالكة أمامك في مياه المحيط، قبل أن تتوجّه إلى الميناء الصغير لتناول آخر عشاء في هذه البقعة الفريدة بين أهلها الذين يختمون لياليهم بالغناء الشجيّ والموسيقى الحزينة.

قــــــــــد يهمك أيــــــــضًأ :

وباء "كورونا" يهز عرش أكبر شركات الطيران في العالم

وزارة السياحة والآثار تعقم فنادق محافظتي الأقصر وأسوان

   
egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المناظر الطبيعية في جزر سيشيل تجعلها جنّة  الله على الأرض المناظر الطبيعية في جزر سيشيل تجعلها جنّة  الله على الأرض



GMT 09:26 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

أجمل وجهات سياحية في الصيف لعشاق الاستجمام

GMT 09:25 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

أهم مناطق الجذب السياحي في ولاية كيرالا

GMT 10:04 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

أجمل 7 جزر في هاواي التي تستحق الزيارة

GMT 09:41 2023 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية تستقطب عشاق المغامرة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي

GMT 01:03 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

"بيراميدز" يتعاقد مع العملاق الإكوادوري "سيفوينتس"

GMT 12:54 2017 الخميس ,28 أيلول / سبتمبر

هناك فرق ؟! وهاهم أحفاد 56 !

GMT 04:48 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"الدعم السريع" يتحدث عن مخطط لتقسيم السودان بعد تغيير العملة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon