القاهرة -ندى أبو شادي
اتخذ المنزل اسم عائلة لويس فويتون، منذ أن استقروا في "أسينيير سور سين"، في الضواحي الشماليَّة الغربيَّة من باريس على طول نهر السين. وعند دخول المنزل، الذي لم يتغيَّر منذ أكثر من مائة سنة، يُلاحظ الزائر أنَّ قطع الأثاث وإطارات الصور العائليَّة الشخصية بقيت من دون تغيير، ولا تشوبها شائبة، فيخال كأنَّه ولج مزارًا أو متحفًا، إذ تُعرض في هذه المساحة القطع الأكثر شهرة من "لويس فويتون" وبعض الحقائب الأكثر شعبيَّة.
يُشرف باتريك لويس فيتون حاليًّا على هذا المجمع العائلي المُحاط بالأسوار. علمًا بأنَّ "أسينيير" لا تزال موطنًا للمصنع الذي يُنفِّذ طلبات "لويس فيتون" الخاصَّة، بالإضافة إلى 2.200 قطعة من الحقائب التقليديَّة الصلبة التي تُباع سنويًّا. يحتوي الموقع أيضًا على الجزء الأكبر من أرشيف "فويتون"، وهو يشتمل على "لا غاليري" الذي افتُتح أخيرًا.
الجدير بالذكر أنَّ باتريك فويتون وُلد في سنة 1951، ونشأ في فيللا "أسينيير" وبدأ العمل في المصنع المجاور. وكانت جدَّته ابنة لويس فويتون، جدَّته التي تُوفِّيت في سنة 1964 عن عمر ناهز 104 سنوات، تُخبره قصصًا عن ماضي العائلة والأحداث التاريخيَّة التي مرَّت بها، بما في ذلك حصار باريس في سبعينيات القرن التاسع عشر. وعلى باتريك مهمَّة الحفاظ على ذكريات العائلة.
و فوق ورشة "أسينيير"، بنى لويس فويتون مساكن مؤقَّتة لأسرته حتَّى سنة 1878، ثمَّ قرَّر وزوجته إميلي جعلها منزلهما الرئيس، وفي ذلك الوقت قاما ببناء منزلين في الحديقة المُحيطة بالورشة. وفي غُرفة المعيشة، تبرز أعمال الجص (ستوكو) الدقيقة ومدفأة زرقاء زاهية، مع الإشارة إلى أنَّ نور الشمس يغمر أرجاء المساحة، ويرجع السبب في ذلك إلى وفرة النوافذ ذات الزجاج الملوَّن والمزخرفة بأشكال نباتيَّة وأزهار مشغولة من قبل الفنَّان المحلِّي بول لويس جانين، وذلك في سنة 1900. وعلى الرغم من أنَّ الغرفة ملوَّنة في الغالب، إلَّا أنَّ هناك أجزاء من الزجاج في النافذة تتصف بالشفافيَّة، بحيث يمكن للقاطنين أن ينظروا إلى الحديقة لرصد أنشطة ورشة العمل المجاورة.
من جهةٍ ثانيةٍ، تلفت الجدران المطليَّة بألوان دافئة الأنظار، ما يعكس لمسات حميميَّة تُشعر الزائر بكونه مرحَّب به في هذه المساحة المُؤثَّثة بقطع الأثاث الـ"فنتدج"، التي تحافظ على تاريخ المكان. وتبرز طاولة الـ"بيلياردو" الخشب في أحد الأركان، وهي تلعب بالإضافة إلى دورها الترفيهي دور الفصل بين جلتسين: الأولى عبارة عن أريكة مكسوَّة بالقماش المورد عند أسفل النافذة المُمتدَّة على عرض الجدار، وتتقدَّمها طاولة ذات سطح من الزجاج الشفَّاف يتراءى من خلاله القوائم، وترفع على سطحها نبتة تتخذ شكل الشجرة، ما يخال للزائر كأنه جالس وسط الحديقة الخارجيَّة، بمعيَّة الشتول الخضر والزخارف النباتيَّة البارزة على القماش والزجاج والسقف وحتَّى الجدران. أمَّا الجلسة الثانية فتضمُّ أريكة الـ"تشسترفيلد" البنيَّة، تتقدَّمها طاولة عبارة عن حقيبة أمتعة من توقيع "لويس فويتون" تبرز على سطحها قطع الزينة.
أرسل تعليقك