توقيت القاهرة المحلي 00:23:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تطوير بيئي يُعيد التوازن الطبيعي في "شرعان" بالسعودية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تطوير بيئي يُعيد التوازن الطبيعي في  شرعان بالسعودية

الغزلان
الرياض ـ مصر اليوم

تقوم الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالإشراف على عملية تطوير بيئي واسعة النطاق لإعادة التوازن الطبيعي في محمية شرعان التي تمثّل نظاماً طبيعياً كاملاً وفعالاً تماماً مثلما كانت منطقة العلا قبل مئات السنين، وقد حققت الهيئة نجاحات مهمة في المراحل الأولى، فإضافة إلى ولادة جيل من الغزلان فقد تم إعادة تأسيس الغطاء النباتي الذي تحتاج إليه هذه الغزلان من أجل البقاء.

ووقعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا في يونيو 2019 اتفاقية مع منظمة بانثيرا الرائدة عالمياً في مجال حماية القطط البرية، التي تدير مبادرات في 39 دولة، والاستفادة من خبرات المنظمة التي تضم فريقاً من علماء الأحياء وخبراء القانون وخبراء حماية القطط البرية، إضافة إلى ما تتمتع به من تكنولوجيا متطورة، وذلك ضمن مساعي هيئة العلا لتعزيز جهود الحفاظ على النمر العربي.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية "واس"، تعتمد الهيئة الملكية لمحافظة العلا نهجاً مستداما في تنفيذ استراتيجيتها، حيث تُشكِّل إعادة النمور العربية جزءاً من الخطة الرئيسية الثالثة ضمن استراتيجية الهيئة، إذ تصنف شرعان منتجعاً طبيعياً بفضل خصائصها الجيولوجية والطبوغرافية والبيئية، ويستهدف هذا العمل -إضافةً إلى ثلاث خطط رئيسية أخرى تضمنتها استراتيجية الهيئة- جعل محافظة العلا وجهة عالمية للثقافة والتراث الطبيعي والسياحة البيئية، توفّر للزوار تجربة مميزة ضمن مشهد عربي عريق يتعايش فيه الزوار والسكان مع التاريخ البشري والثراء الطبيعي.

وقال مدير المحميات الطبيعية أحمد المالكي: "لو نظرت إلى النقوش الحجرية المتعددة في منطقة العلا ستكتشف التاريخ الطويل الذي تعايش فيه البشر والنمور، بل ومختلف أنواع الحيوانات البرية مع بعضهم البعض في المنطقة، ورغم أن هذه العلاقة لم تزدهر في الماضي إلا أننا على يقينٍ بأن الطبيعة والإنسانية قادرتان على التعايش معاً، إذ إننا نقوم بإعادة إنشاء منطقة طبيعية ونقية مشابهة لما كانت عليه سابقاً لتشكل جزءاً من المتحف الحي الذي نقوم ببنائه في العلا، وسيجذب هذا العمل الزوار من جميع بقاع العالم، مما سيسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما سندرّب السكان لكي يشغلوا عدداً من الوظائف المهمة مثل الحراسة والتعليم والتوجيه السياحي وغير ذلك، مما يضمن استدامة هذه المحمية الطبيعية للأجيال القادمة".

ويرى مدير عمليات إكثار الحيوانات في المحميات الطبيعية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا فرانك ريتكيرك أن الخطوات التي سبق وخطتها الهيئة في مجال حماية الغزلان تشهد على نجاحها في ما يتعلق باستعادة الطبيعة البرية في منطقة العلا بعدما ألحق الرعي الجائر فيها وبعض النشاطات البشرية الأخرى الضرر باستقرارها البيئي.

وقال فرانك: "سنعمل على إعادة توطين أحد أكثر الحيوانات المفترسة فتكاً بالغزلان وهي النمر العربي المهدد بالانقراض، فعلى عكس ما تشتهيه الغزلان والوعول فإن خطط استعادة النظام البيئي بالكامل تعني بأن حياتها لن تكون آمنة كما هي في حدائق الحيوان، فالنظام البيئي يمثل سلسلة غذائية كاملة فيها كل من المنتجات، والمستهلكات، والمفترسات العلوية، إذ كان النمر العربي سابقاً واحداً من الأنواع الأصلية التي سكنت العلا، ووجوده يمثل جزءاً من التنوع البيئي والتاريخي للمنطقة، وهو ما يزال حتى الآن جزءاً من تراث المنطقة والموروث الشعبي لأهلها، إلا أن عددا من المشاكل البيئية والممارسات كالصيد تسببت بخفض أعداد هذه النمور كثيراً. وعليه فنحن نعمل الآن على إكثار هذه القطط الكبيرة مجدداً متبعين جدولاً زمنياً يمتد من خمس إلى عشر سنوات ".

ومن جهته قال مدير برنامج الحفاظ على النمور في بانثيرا ونائب المدير التنفيذي لعلوم الحفاظ على البيئة الدكتور جاي بالمي : "قد لا يمثل النمر الحيوان الذي يخطر على أذهان الناس عند تفكيرهم بالحياة البرية في المملكة العربية السعودية، إلا أننا سنعمل من خلال هذه الشراكة الجديدة على معالجة السبب وراء ذلك، وهذا أحد الأسباب الذي يحمسنا للعمل مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وبالاعتماد على عملنا المستمر في دعم مجموعات متعددة من القطط الكبيرة حول العالم قمنا بتصميم إطار مراقبة يضم عدداً من التقنيات المكثفة يمكن من خلاله تقييم حالة النمور العربية ومنافسيها وفرائسها في المملكة العربية السعودية، كما سنعمل أيضاً مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا والهيئة السعودية للحياة الفطرية لتدريب علماء الأحياء والعمال الميدانيين وغيرهم من الخبراء بهدف مراجعة الاستراتيجية السعودية وخطة العمل الوطنية للحفاظ على النمر العربي في موئله الأصلي "، هذا وسيعتمد إطار المراقبة بصورة أساسية على شبكة واسعة من الكاميرات الكاشفة، التي ستكون ذات أهمية بالغة في تحديد عدد النمور المتبقية في المنطقة.

وتحدث عبد العزيز العنزي أحد أعضاء فريق الطبيعة في الهيئة الملكية لمحافظة العلا عن مغامرة نشر وتركيب كاميرات المراقبة قائلاً: "حددت بانثيرا عشرة مواقع أساسية في المملكة يحتمل احتضانها لآخر النمور المتبقية، وكان علينا الذهاب إليها سيراً على الأقدام حاملين معنا هذه الكاميرات، حيث بقينا هناك لأربعة أيام مع زملائنا من بانثيرا والهيئة السعودية للحياة الفطرية، ثم مشينا إلى أماكن بعيدة واخترنا أفضل المواقع لنصب الكاميرات الخاصة من أجل التقاط صور لمختلف أشكال الحياة البرية، مع التركيز على تصوي النمر العربي، ووجدنا أن المملكة العربية السعودية ما زالت إلى الآن موطناً لأنظمة بيئية مفعمة بالحياة، لا سيما عندما وجدنا آثار أقدام وآثار أنواع مختلفة من الحيوانات، مثل الذئب العربي والضبع المخطط والوبر الصخري وأنواع الذئاب المختلفة، ولا شك أن النظام البيئي في العلا يمكنه الانتعاش مرة أخرى مع تلقيه المزيد من الدعم."

وستقوم الفرق التابعة لهيئة العلا وبانثيرا والهيئة السعودية للحياة الفطرية بنصب 80 كاميرا في المناطق العشر الرئيسية، حيث تستطيع كل كاميرا تخزين 6000 صورة تقريباً، وعلى الرغم من التاريخ المشحون بين النمور والبشر في المنطقة والعالم أجمع، إلا أن الفرق ستستعين بمعرفة السكان المحليّين عن النمور والحياة البرية، وذلك من خلال توزيع استبيانات على 2000 إلى 4000 من المواطنين المطّلعين على المنطقة، لدراسة أوقات ظهور هذه الحيوانات والسلوكيات المتّخذة تجاه الحياة البرية وتقييم تواصل الحيوانات عبر الجبال، حيث سيوفر خط الأساس لأعداد النمور العربية في المملكة العربية السعودية المعلومات اللازمة لإعادة النمر العربي إلى العلا.

وتعدّ هذه الخطة جزءاً من الرؤية الأوسع الرامية إلى جعل العلا وجهة عالمية للثقافة والتراث الطبيعي والسياحة البيئية، كما ستعود بالفائدة على المجتمع المحلي، وإنشاء محمية شرعان الطبيعية ليست سوى أحد برامج التنمية التي تهدف لتحقيق هذه الرؤية التي ستفيد مجتمع العلا بشكل مباشر من خلال خلق وظائف وفرص اقتصادية وتدريبية جديدة، تماشياً مع أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

القطط البرية على وشك الانقراض في اسكتلندا

ظهور نادر لصغار الكنغر في الحديقة الوطنية غرب أستراليا

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تطوير بيئي يُعيد التوازن الطبيعي في  شرعان بالسعودية تطوير بيئي يُعيد التوازن الطبيعي في  شرعان بالسعودية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon