في مبادرة جديدة لاقت استحسان الجزائريين، أطلقت مجموعة من النشطاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي حملة تحمل اسم “ثورة السلالم”، تهدف إلى تنظيف السلالم وتزيينها في مختلف المدن الجزائرية.
وعبر عدد من النشطاء الجزائريين عن إعجابهم بالحملة ونتائجها، واعتبرها أحد النشطاء “ثورة في الأخلاق والتربية والعلم والحب واحترام الغير ومكارم الأخلاق، بهذه الصفات بلادنا ستتقدم”.
وبادرت مجموعة من الشباب في ولاية سوق أهراس (640 كلم شرقي العاصمة الجزائر) بتنظيف مجموعة من السلالم في المدينة، وتلوينها بعد ذلك بمختلف الألوان، في مشهد جسد عددا من اللوحات الفنية الجميلة.
وتأتي هذه الخطوة في سياق حملة تهدف إلى تنظيف المحيط. فوفقا لصميدة عبد المومن رئيس “جمعية نظافة لترقية المحيط الحضاري وحمايته بولاية سوق أهراس، فإن الفكرة ليست وليدة اليوم وإنما تعود جذورها لسنوات خلت.
وقال للجزيرة نت إنه قرر مع مجموعة من أصدقائه تأسيس جمعية هدفها الحفاظ على البيئة، خاصة أن ولاية سوق أهراس “تعاني كثيرا من مشكل غياب النظافة”، وبعد سنوات تمكنوا من الحصول على اعتماد وترخيص بالنشاط، وكان ذلك في سبتمبر/أيلول 2013.
تفاعل شبابي
ولفت صميدة إلى أن أعضاء الجمعية قرروا اختيار فكرة تنظيف وتلوين سلالم مدينتهم من أجل إعطاء منظر جمالي لها وحث الناس على المحافظة عليها، لأن تنظيفها فقط “لا يشجع الناس على المحافظة عليها كما هي، لكن حينما تزينها بألوان ولوحات فنية فإن الناس سيحافظون على نظافتها”.
وشرعت الجمعية في تجسيد فكرتها التي لاقت قبولا واستحسانا كبيرين من طرف المواطنين رغم أنها “متعبة ومكلفة”، لأنها تتطلب -وفق أحد النشطاء- وقتا كبيرا في نزع الأوساخ المتراكمة وتنظيفها واختيار ما يناسبها من ألوان وتصاميم، وقد استغرق تزيين بعض السلالم نحو أسبوعين كاملين.
وعن مصدر الفكرة وكيفية الاهتداء إليها، كشف صميدة أنها “مستمدة من تجارب دول سابقة على غرار الكونغو وريو دي جانيرو البرازيلية، وغيرها من المدن العالمية التي شهدت حملات مماثلة”.
ومن خلال إنشاء صفحة إلكترونية للترويج لأنشطة الجمعية، تحولت الفكرة من محلية إلى فكرة وطنية، والهدف دعوة الولايات الأخرى للمبادرة إلى النشاط نفسه. ولاقت الفكرة استجابة من شباب مختلف الولايات الأخرى، حيث تنافس الجميع على رسم أفضل اللوحات الفنية على السلالم.
الجزائر نظيفة
كما يتداول النشطاء عبر الشبكات الاجتماعية وسم (هشتاغ) “الجزائر نظيفة” للترويج لأعمالهم وإنجازاتهم، واختاروا عدة شعارات لحملتهم على غرار “معا لتختفي الأوساخ من أحيائنا”، و”أن تبدأ من أبسط الأشياء.. فذلك هو التغيير”.
ويرى الكاتب والشاعر يوسف بعلوج أن ما يميز هذه الحملة سرعة انتقالها بين ولايات عديدة فيما يشبه التحدي الرامي إلى تجميل المحيط والعناية به.
وأشاد في حديثه للجزيرة نت بالاهتمام الإيجابي بالحدث عبر الشبكات الاجتماعية والدعوة إلى تعميمه، وعبر عن تمنياته باستمرار الحملة وتطورها إلى سلوك يومي هدفه الحفاظ على البيئة.
ورغم تميز الفكرة فإن القائمين عليها يشكون غياب الدعم من رؤساء البلديات الذين يفترض بهم -بحسب صميدة- “تقديم يد العون، لأن العملية هدفها الحفاظ على البيئة وعلى المنظر العام للمدينة”، خصوصا أن أعضاء الجمعية يعتمدون في تمويل العملية على إمكانياتهم الخاصة.
وتسعى الجمعية -بحسب رئيسها- خلال الفترة المقبلة إلى تطوير عملها من خلال محاولة إقناع المواطنين بإدراج الألوان في الجدران الخارجية لمنازلهم، مع رسم لوحات فنية على واجهات البنيات الكبيرة.
أرسل تعليقك