القاهرة ـ مصر اليوم
تهيمن على عصر الـ «أنــثــروبــوســيـــن» Anthropocene، وهو الاسم العلمي الذي يطلقه اختصاصيّو التطوّر على العصر الجيولوجي الحالي، ظاهرة تأثير البشر في البيئة، إذ تبرز فيه تحديّات عالمية كالاحتباس الحراري، وتغيّر المناخ، وزيادة مقاومة مُسبّبات الأمراض والآفات للأدوية، وارتفاع عدد السكان وغيرها. ويتطلّب التعامل مع تلك التحدّيات تطبيقَ ما يمكن أن نسميه «المبدأ القديم»، ألا وهو: التطوّر.
ليست الكلمات السابقة سوى تلخيص لتوصية صدرت عن مجموعة متنوّعة من الباحثين، عبر دراسة نشرت أخيراً على الموقع الإلكتروني لمجلّة «ساينس» Science العلمية الشهيرة التي تنطق بلسان «الجمعية الأميركيّة لتقدّم العلوم» American Association for Advancement of Sciences.
وفي سياق تلك الدراسة، أورد سكوت كارول، وهو عالم بيئي تطوّري في جامعة كاليفورنيا، أن التطوّر لم يعد يتعلّق بالماضي فحسب، بل بالحاضر والمستقبل أيضاً. وأضاف: «يتطلّب التصدي بطريقة مُستَدامة لتحديات مجتمعيّة كالأمن الغذائي، والأوبئة المتجدّدة في الظهور، وفقدان التنوّع البيولوجي وغيرها، اللجوءَ إلى تفكير تطوّري معمّق».
وتستعرض الدراسة الاستخدامات الحالية لعلم «البيولوجيا التطوّريّة» Evolutionary Biology، وتوصي باللجوء إلى طرق محدّدة يمكن أن يساهم فيها ذلك العلم لتحقيق أهداف التنمية المُستَدامة دوليّاً، التي تطوّرها الأمم المتحدة راهناً.
ووفق رأي بيتر سوغارد يورغنسن، وهو اختصاصي يعمل في «مركز العلوم البيئية الشاملة والتطوّر والمناخ» في جامعة كوبنهاغن وساهم في كتابة الدراسة، يتمتّع علم البيولوجيا التطوّريّة بإمكانات هائلة في إيجاد حلول لعدد من القضايا التي يجري تسليط الضوء عليها في أهداف التنمية المُستَدامة.
كما يبرز ذلك العلم كيفيّة تكيّف الآفات بسرعة مع إجراءات الوقاية التي يتّخذها البشر (ما يزيد قوة الآفات)، وكيف تحاول الأنواع الضعيفة أن تتأقلم مع التغيّر المناخي. واختار مؤلّفو الدراسة المشار إليها آنفاً أن تصدر في زمن قريب من الاجتماع الأخير لـ «الجمعية العامة للأمم المتّحدة» في أيلول (سبتمبر) المنصرم.
وشملت توصيات الدراسة التركيز على العلاجات الجينية لمعالجة الأمراض، واختيار أصناف المحاصيل المقاومة للجفاف والفيضانات، وتغيير استراتيجيات الصيانة لحماية الأرض تتبنى مستويات عالية من التنوّع الجينيّ.
أرسل تعليقك