توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مكانة البقر المميزة في مملكة بوروندي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مكانة البقر المميزة في مملكة بوروندي

بوجمبورا (بوروندي) - أ.ف.ب

في الماضي، كان الرعاة في بوروندي يتلون قصائد للأبقار بينما يصطحبونها للرعي، ثم اندلعت الحرب الأهلية وتراجع عدد المواشي الى حد كبير... لكن تربية المواشي تعود اليوم تدريجيا وتشق طريقها بصعوبة نحو الحداثة. وكان الاقتصاد برمته في بوروندي يتمحور على تربية المواشي. وفي دليل على الأهمية التي تولى إلى البقر في هذا البلد، تستخدم الكلمة عينها "إيغيسابو" للدلالة على معدة كل من الملك الذي يتمتع بسلطة إلهية والبقرة، في حين تستخدم كلمة "إندا" لمعدة أحد أفراد عامة الشعب. وقبل الحرب الأهلية في بوروندي (1993 - 2006)، كانت الماشية تضم بصورة إجمالية "800 ألف رأس"، على حد قول إلياكيم هاكيزيمانا المدير العام لقسم تربية المواشي التابع لوزارة الزراعة. غير أنه كان للحرب الممتدة على 13 عاما "تداعيات مأساوية على البقر"، ولم يبق إلا 300 ألف رأس عند إبرام اتفاقية السلام بين إثنية توتسي الأقلية وإثنية هوتو الأغلبية. وكان متمردو إثنية هوتو يستهدفون بصورة خاصة الابقار التي لها مكانة مميزة في إثنية توتسي المؤلفة تقليديا من مربي مواش، ويأكلون لحومها خلال هذا النزاع الذي أودى بحياة 300 ألف شخص ونسف اقتصاد هذا البلد الإفريقي الصغير الواقع في منطقة البحيرات الكبرى. وفي الواقع، تحتل البقرة مكانة مقدسة في بوروندي. ويشرح الكاهن ادريان نتابوما البالغ من العمر 74 عاما والذي كان يحاضر في علم الإثنيات في جامعة بوروندي في ما مضى أن "البقرة لم تكن يوما مجرد حيوان أليف في المملكة، وذلك حتى قبل الاستعمار في نهاية القرن التاسع عشر". وهو يتابع قائلا إن "الراعي كان يتكلم مع البقرة ويتلو لها قصائد تختلف باختلاف المقاصد، مثل المورد والمرعى والحظيرة". ويقول البورونديون للمرأة صاحبة العينين الجميلتين إنه لديها "عينا عجل". وتقسم الأيام بحسب النشاطات الخاصة بتربية المواشي، فيقال "وقت الرعي" للإشارة إلى الصباح و"وقت عودة العجول" للتكلم عن بداية فترة بعد الظهر. حتى أن الرعاة يتلقون أسماء على أبقارهم، مثل "يامويزي" (الآتية من القمر) أو "يامواكا" (الأجمل هذا العام) أو "جامبو" (الكلمة). ويذكر بيير ندوويمانا وهو من سكان منطقة ماتانا (الجنوب) بأن "الابقار كانت تقدم للحصول على أراض وخدمات وحتى زوجات". ويضيف أن "المهر كان مؤلفا مثلا من بقرة أو عدة أبقار، بحسب الثروة". ويلخص الكاهن ادريان نتابوما الوضع قائلا إن "البلاد خصصت مكانة مميزة للأبقار التي كانت تتمحور عليها العلاقات الاجتماعية ... فهي لم تكن تعامل معاملة الآلهة، كما هي الحال في الهند، لكنها كانت تتمتع بطابع مقدس نسبيا". لكن حتى قبل الحرب الأهلية، راحت هذه التقاليد تندثر في ظل الاستعمار الألماني ثم الوصاية البلجيكية بالتزامن مع تزايد عدد السكان وتراجع مساحة الأراضي الزراعية. ويتأسف الكثير من البورونديين على ما آلت إليه الحال اليوم. ومنذ نهاية الحرب، ارتفع مجددا عدد المواشي ليصل اليوم إلى 600 ألف رأس. لكن الأبقار باتت تكلف غاليا (حوالى ألف دولار اميركي) في هذا البلد الذي يعد من الأفقر في العالم. وقد أطلقت برامج تهدف إلى زيادة رؤوس المواشي ووزعت في إطارها 25 ألف بقرة منذ عام 2008. لكن المستفدين من هذا البرنامج يواجهون صعوبة كبيرة في بيع حليب الأبقار أو تحويله، إذ انهم يفتقرون إلى معمل ألبان. فالمعمل الوحيد قد أغلق أبوابه في بداية الحرب الاهلية. ويباع الحليب اليوم على أيدي بائعين متجولين يجوبون الشوارع طوال النهار على دراجاتهم الهوائية. وتعد بوروندي أصغر منتج للحليب في شرق إفريقيا، مع إنتاج سنوي بلغ 71300 طن في عام 2011، في مقابل 2,5 مليون طن لكينيا و500 ألف طن لأوغاندا وتنزانيا و121400 طن لرواندا.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكانة البقر المميزة في مملكة بوروندي مكانة البقر المميزة في مملكة بوروندي



GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon