توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محاولات للحفاظ على فصائل حيوانية قيد الاندثار

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - محاولات للحفاظ على فصائل حيوانية قيد الاندثار

واشنطن ـ مصر اليوم

تلجأ حدائق الحيوانات في العالم الى تقنيات متطورة جدا من تجميد السائل المنوي للباندا وقاعدة بيانات جينية وتصوير بالصدى لوحيد القرن، وصولا الى سفينة نوح حديثة لضمان استمرارية الانواع المهددة.  فازاء المخاطر المتزايدة على قدرة انواع عدة من الفصائل على الصمود ولاسيما بسبب الصيد غير الشرعي وتدمير مواطنها الطبيعية، يحاول الخبراء أن يحافظوا على بعض الفصائل من الاندثار التام مهما كلف الامر. وهم يعتمدون في سبيل ذلك برامج لتكاثر هذه الحيوانات في الاسر.  لكن الامور ليست بسيطة كما قد يبدو. ففي السبعينات من القرن الماضي، تبين للخبراء البيئيين ان صغار الزرافات والغزلان في الاسر لديها فرص اقل للحياة من تلك التي تعيش في البرية. ويقول ديفيد فيلد الخبير في حديقة واشنطن الوطنية للحيوانات "اثار هذا الامر اضطرابا في حدائق الحيوان التي ادركت ان عليها ان تجد طرقا لتطوير ادارتها لحياة الحيوانات الموجودة لديها". ويوجد اليوم اكثر من 500 نوع تتناولها برامج متخصصة لانقاذ الحيوانات المهددة، مثل الفهود والفيلة الاسيوية والظباء الافريقية.  وتسجل المعلومات الوراثية لهذه الحيوانات التي تعيش في الاسر، بواسطة برامج معلوماتية متخصصة، تتيح للعلماء ان يختاروا الزوجين المناسبين من كل فصيلة، بحيث ينجم عن هذا التزاوج افضل النتائج.  فحيوان المها الصحراوي كان مصنفا على انه فصيلة مندثرة في الطبيعة منذ العام 2000، جراء الصيد وتدمير مواطنه. لكن الالاف من هذا الحيوان ولدت في الاسر، واعيد اطلاقها في الطبيعة، ولا سيما في تونس. اما حيوانات الباندا العملاقة، فهي تشكل مثلا آخر على النجاح "الاستثنائي" للجهود المبذولة في التكاثر في الأسر، بحسب ديفيد فيلد. وتمكنت الصين ايضا من الحفاظ على الباندا لديها في الاسر، وهي تزود حدائق عدة من العالم بهذه الحيوانات، حيث يعمل خبراء على تزويج ذكورها والاناث قبل اعادتها الى موطنها الاصلي.  لكن التكاثر في الأسر ليس مثله في الطبيعة، اذ يسجل تراجع لدى هذه الحيوانات في الرغبة الجنسية والخصوبة وهي في الأسر.  ويقول بيار كوميزولي الخبير في شؤون الباندا في حديقة واشنطن "احتمال النجاح لا يتجاوز حالة واحدة سنويا".  ويخضع الحيوان في الحديقة الى برنامج للتأهيل الجسدي بانتظار موعد التزاوج.  لكن الخبراء يشرحون ان هذه الحيوانات التي يبلغ وزن الواحد منها اكثر من مئة كيلوغرام، قد لا تتمكن من اتمام عملية التلقيح كما يجب. في هذه الحالة، يعتمد الخبراء على التلقيح الاصطناعي.  ويقول كوميزولي "عندها يتعين علينا ان نخدر الذكر حتى نتمكن من سحب عينة من سائله المنوي".  وبعد ذلك ينبغي على العلماء انتظار بين ثلاثة اشهر وخمسة لمعرفة نتيجة التلقيح. في العام 2005 احتفلت حديقة واشنطن بولادة اول صغير باندا في ارجائها. وفي العام الجاري، استخدم الخبراء السائل المنوي لذكري باندا، احدهما من حديقة سان دييغو، لتلقيح انثى باندا. وفي 23 من الشهر الحالي، تكللت احدى هذه العمليات بالنجاح اذ ولد في الحديقة صغير باندا بصحة جيدة، وبعد ذلك بأيام ولد صغير آخر لكنه ولد ميتا. ويقول كوميزولي "لم نتمكن بعد من كشف كل اسرار التناسل عند الباندا".  بالنسبة لحيوانات وحيد القرن في سومطرة، وهي فصيلة مهددة جدا بالاندثار، يبدو ان التكاثر في الاسر وبين اشقاء هو الحل الوحيد للحفاظ على هذا النوع.  ففي الطبيعة، لم يبق من هذه الحيوانات سوى بضعة مئات موزعة بين اندونيسيا وماليزيا. بالاباضة لدى الانثى نادرة ولا تتم الا بوجود ذكر، وفي ظل عدم التزاوج قد تصبح انثى وحيد القرن عقيمة. في العام 1990 اطلقت حديقة سينسيناتي في اوهايو شمال الولايات المتحدة برنامجا لتكاثر حيوانات وحيد القرن، اتاح في العام 2001 ولادة صغير من فصيلة وحيد القرن السومطري، وهو الاول من نوعه الذي ابصر النور في الاسر منذ 112 عاما. والآن، ليس امام الانثى الوحيدة القادرة على الولادة في هذه الحديقة سوى ان تلقح في ذكرين، وهما شقيقان لها. ويقول تيري روث نائب مدير حديقة سينسيناتي ان احد الذكرين موجود في الحديقة نفسها والآخر موجود في اندونيسيا. ويضيف "في حال لم تقم اندونيسيا باحضار حيوان آخر من وحيد القرن، فان التنوع الجيني الذي بحوزتنا فقير". لكن تنظيم حياة زوج من حيوانات وحيد القرن في حديقة سينسيناتي امر مكلف، فقد وصلت نفقاته في العام 2011 الى 263 الف دولار، بحسب روث. ويقول ديفيد فيلد "هناك مباحثات تجري بين العلماء في العالم حول مدى فعالية برامج الادارة الجينية القائمة منذ ثلاثين عاما". ويضيف "لكن حتى في حال تمكنا من توفير التنوع الجيني، فان الحالات الناجحة محدودة جدا، ولا بد من العثور على وسائل لحماية هذه الحيوانات في البرية اذا اردنا ان نحافظ عليها".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاولات للحفاظ على فصائل حيوانية قيد الاندثار محاولات للحفاظ على فصائل حيوانية قيد الاندثار



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon