أبوظبي ـ مصر اليوم
في إطار التزام هيئة البيئة–أبوظبي بالمحافظة على التنوع البيولوجي في إمارة أبوظبي وتعزيز برامج حماية الأنواع في موائلها، قام فريق من خبراء الهيئة بعمل مسح جوي في محمية المها العربي بهدف إحصاء أعدادها في حدود المحمية في منطقة الظفرة والتي تبلغ مساحتها حوالى 6 آلاف كيلومتر مربع.
وخلص المسح إلى تسجيل 835 رأساً من المها في المحمية، الأمر الذي أعتبر مؤشراً لنجاح برنامج توطين المها العربي الذي بدأ عام 2007 بقطيع لا يتجاوز عدده 160 رأساً.
واشتملت الدراسة على مرحلتين، مرحلة تحضيرية وتضمنت تجهيز تصميم الدراسة وتدريب الفريق المشارك، والمرحلة الميدانية والتي استمرت لمدة أربعة أيام تم خلالها تنفيذ 8 رحلات بمعدل ساعة ونصف لكل رحلة طيران جوية.
يُشار إلى أن دور الهيئة لم يقتصر على المشاريع داخل الدولة بل امتد إلى الدول المجاورة من خلال إنشاء برامج مشتركة مع العديد من المؤسسات العربية المتخصصة في هذا المجال في دول انتشار المها العربي التاريخي للبدء بتنفيذ ما تضمنته استراتيجية صون المها العربي وذلك من خلال البدء بالمشاريع الفعلية لإطلاق المها العربي في موائله الطبيعية.
ويعتبر برنامج إعادة توطين المها العربي اليوم من أنجح برامج المحافظة على الأنواع في العالم، حيث ساهم ليس فقط بزيادة أعداد المها التي تحتضنها إمارة أبوظبي، بل ساهم أيضاً بتعزيز جهود المحافظة على المستويين المحلي والإقليمي مما أدى عام 2011 إلى تغيير حالة المها العربي في القائمة الحمراء للاتحاد العالمي لصون الطبيعة من "مهددة بالانقراض" إلى "معرضة للانقراض".
وتقوم الهيئة بإدارة محمية المها العربي التي تعتبر واحدة من أكبر المحميات الطبيعية في الإمارات بمساحة تصل إلى 5974 كيلومتر مربع. وقد حصلت المحمية في 2016 على الاعتماد الأولي كأحد المحميات البرية في إمارة أبوظبي، وتضم مجموعة متنوعة من الموائل التي تضم الموائل الممثلة لبيئة الكثبان الرملية، موائل تجمعات أشجار الغاف الطبيعي، موائل السبخات والأودية وموائل الغابات المزروعة في المحمية.
وأشار إلى أن عملية الحصر شملت المها العربي وحصر كل الأنواع البرية الاخرى إضافة إلى تسجيل وتحديد الأنواع النباتية ذات الأهمية كأشجار الغاف وشجيرات السلم.
ويشار إلى أنه وعلى الرغم من أن المسح الجوي قد تم تصميمه من قبل فريق العمل ليستهدف بشكل أساسي إحصاء أعداد المها العربي في المحمية، إلا أن الفريق قد قام بتسجيل مشاهدات لأعداد الظباء من غزلان الريم المنتشرة في المحمية، وذلك بهدف تقدير أعدادها بشكل تقريبي. وقد تم رصد 613 رأس فقط من ظباء الريم، وهو يعتبر عدد محدود، وقد يعزى ذلك لصعوبة رصد ظباء الريم باستخدام المسح الجوي نظراً لتشابه لون جسم هذه الظباء مع البيئة الرملية، كما أن العديد من ظباء ريم كانت قد خرجت من المحمية خلال برنامج إعادة ترسيم وتسييج المحمية والذي تم تنفيذه في عام 2013 وذلك بحسب ما أفاد فريق التفتيش في المحمية.
أرسل تعليقك