حافظت هيونداي على مكانتها ضمن واحدة من العلامات التجارية الأربعين الأكثر قيمة في العالم للعام الثالث على التوالي، وفقاً لأحدث تقرير بعنوان "أفضل العلامات التجارية العالمية" صادر عن شركة الاستشارات العالمية المرموقة "إنتربراند". واحتفظت صانعة السيارات الكورية بمكانتها وسط أبرز العلامات في العالم بعدما احتلت المرتبة الخامسة والثلاثين في قائمة "إنتربراند" للعلامات التجارية المئة الأكثر قيمة في العالم، والسادسة بين علامات السيارات الأكثر قيمة، وذلك بالرغم من الظروف الصعبة التي تمرّ بها العديد من الأسواق العالمية.
وتحسب "إنتربراند" تصنيف العلامات التجارية باستخدام الميزانيات المالية للشركات مع أنشطة التسويق التي تقوم بها، فيما تعكس أيضا الأرباح المحتمل أن تحقّقها كل علامة تجارية. وقدّرت الدراسة التحليلية لعلامة هيونداي قيمتها عند 13.2 مليار دولار للعام 2017، أي بزيادة قدرها 5.1 بالمئة عن العام السابق. ويأتي هذا التصنيف بعد أن باعت هيونداي 4.86 مليون وحدة العام الماضي في جميع أنحاء العالم، ما جعل اسمها متقدماً على كل من أودي ونيسان وفولكسفاغن وبورشه في ترتيب "إنتربراند".
ويأتي هذا الإنجاز بعد فترة من النمو الملحوظ حققته العلامة التجارية البارزة في صناعة السيارات بكوريا الجنوبية، والتي شهدت قيمتها زيادة قدرها أربعة أضعاف منذ العام 2005، إذ ارتفعت من 3.5 مليار دولار إلى قيمتها القياسية الحالية.
وقال كبير مسؤولي التسويق لدى هيونداي موتور، وونهونغ تشو، إن هيونداي موتور تواصل التقدّم والبناء على توجّهها نحو نموذج التصميم المبتكر الذي عرّفته باسم "الرقيّ المعاصر" Modern Premium، نظراً لسعيها باتجاه أن تكون علامة تجارية "مرتبطة بأسلوب حياة الناس لا مجرد علامة سيارات"، وتحرّكها إلى حيّز جديد في عالم السيارات يتيح للناس لمس قيمة العلامة التجارية في كل نقطة من نقاط التواصل، وأضاف: "أدّت فلسفتنا التجارية وخططنا الخاصة بمستقبل التنقل إلى ارتفاع قيمة علامتنا التجارية، كما أن إبداعاتنا وابتكاراتنا، فضلاً عن الجودة العالية والتقنيات الحديثة والأسعار الملائمة، ستؤدي إلى تحقيق نمو مستدام للعلامة التجارية في المستقبل".
ويحدّد تقرير "إنتربراند" لأفضل العلامات التجارية العالمية 100 علامة تجارية عالمية عالية القيمة، ويحلّل الطرق التي تحرز بها قوة العلامة التجارية المنافع للشركات، بدءاً من تحقيق توقعات العملاء ووصولاً إلى تحقيق المزيد من القيمة الاقتصادية.
ويستند التصنيف إلى مجموعة من السمات التي يسهم كل منها في القيمة التراكمية للعلامة التجارية، وتشمل الأداء المالي للمنتجات والخدمات ذات العلامات التجارية، والدور الذي تلعبه العلامة التجارية بالتأثير في اختيار العملاء، وقوة العلامة التجارية في تحديد أسعار متميزة للمنتجات أو تأمين أرباح للشركة.
من جانبه، أكّد مايك روشا، المدير العالمي لتقييم العلامات التجارية لدى "إنتربراند"، أن التزام هيونداي موتور المتواصل بتطوير رؤيتها لمستقبل التنقل بالرغم من الظروف الصعبة التي تمرّ بها الأسواق "عنصر أساسي من عناصر النمو المستدام لقيمة علامة هيونداي التجارية"، وقال: "تبذل هيونداي موتور قصارى جهدها لإنجاح رؤيتها الخاصة بمستقبل التنقل عبر تطوير تقنيات متقدمة للقيادة الذاتية والاتصال تكون ذات أسعار معقولة وفي متناول الجميع، وذلك تحت نموذج "الرقي المعاصر" للتصميم".
وبجانب الحفاظ على سمعتها في مجال الجودة العالية، عززت هيونداي محفظة منتجاتها العالمية، التي شملت حديثاً سيارة الجيل الجديد من أزيرا وسيارة سوناتا شهدت تحديثات واسعة، وكلتاهما متاحة في أسواق إفريقيا والشرق الأوسط، ومشتملة على أحدث التطورات في أسلوب التصميم الموحد الذي تتبعه هيونداي. أما على الصعيد الدولي، فقد كشفت الشركة عن المركبة الرياضية المدمجة متعددة الاستخدامات كونا والسيارة i30N، أول طراز من مجموعة العلامة N عالية الأداء من هيونداي. وتعتمد السيارة i30N على انخراط هيونداي في رياضة السيارات، بالإضافة إلى رغبتها الواضحة في نقل تجارب السائقين المثيرة إلى قلب عملية تطوير السيارات الجديدة.
ووضعت هيونداي خلال العام الماضي، في إطار جهودها الرامية إلى رسم ملامح توجهها المستقبلي، خططاً للدخول في مجالات جديدة في تصنيع السيارات، تشمل إطلاق 15 مركبة رفيقة بالبيئة بحلول العام 2020. كذلك تحرز الشركة تقدماً في أبحاثها المتعلقة بتقنيات القيادة الذاتية والاتصال ذات الأسعار المعقولة، من خلال مشروعها المستقبلي "بروجيكت أيونك" وتعاونها مع جهات أخرى.
وقال مايك سونغ، رئيس عمليات هيونداي في إفريقيا والشرق الأوسط، إن هيونداي "تضيف مزيداً من الحماس إلى اسمها"، سواء لمنتجاتها الحالية أو لتلك التي ستطلقها إلى الأسواق في المستقبل، وأضاف: "استطعنا أن نرسّخ اسم هيونداي كعلامة تجارية موثوق بها، وقيمة علامتنا المتزايدة تُظهر بأنها أصبحت علامة مرغوباً بها".
وتواصل هيونداي، من جهة أخرى، تعزيز هويتها المؤسسية بعيداً عن إبداعاتها في المنتجات الجديدة، وذلك من خلال حملات تسويقية رفيعة المستوى، تشمل رعاية طويلة الأجل لتركيبات فنية بارزة في معارض "تيت موديرن" الفنية بلندن، ومتحف "لوس أنجلوس كاونتي" للفنون، علاوة على افتتاح تجربة تفاعلية للعلامة التجارية في "موتور ستوديو" بمدينة غويانغ الكورية.
وتضمّنت المبادرات الأخرى حملة "شاكليتون ريتيرن"، التي تتبع بها باتريك بيرغل، حفيد المستكشف القطبي الأسطوري، السير إيرنيست شاكلتون، خطى جده وهو يستكشف أنتاركتيكا في مغامرة تاريخية جرت في بدايات القرن الماضي؛ إذ استطاع شاكلتون الحفيد قطع القارة القطبية الجنوبية بسيارة "سانتا في" عادية ذات محرك ديزل بسعة 2.2 ليتر. وتخطّت الحملة، خلال شهرين من إطلاقها، 140 مليون مشاهدة على "يوتيوب"، وهو أعلى عدد مشاهدات لحملة ترويجية في عالم السيارات.
وفي الولايات المتحدة، أظهر إعلان نُشر لمباراة "سوبر بول" الأمريكية الشهيرة في كرة القدم، جنوداً متمركزين في بولندا يشاهدون المباراة مع أفراد أسرهم وهم في بيوتهم، من خلال تقنيات الأقمار الاصطناعية وفي غرف صغيرة محيطية غامرة تضع هؤلاء الجنود وأفراد أسرهم في الملعب معاً. وقد حقق فيديو المبادرة أكثر من 41 مليون مشاهدة.
أرسل تعليقك