تلقى سيارات "ميني" منذ اتخاذها حلة جديدة في العام 2011 إقبالا كثيفا بحيث باتت تنفد من مصانعها في أوكسفورد، في دليل على ازدهار قطاع السيارات البريطاني.
يقع مركز صنع هذه السيارة التي استحدثتها مجموعة "بريتيش موتور كوربورايشن" (بي ام سي) في جنوب إنكلترا. وقد أضفى عليها مصنعها الحالي الألماني "بي ام دبليو" حلة جديدة من 13 عاما.
وقد تخطت المجموعة الألمانية التي تتخذ في ميونخ مقرا لها عتبة الثلاثة ملايين نموذج من سيارة "ميني" المعادة التصميم، في دليل على النجاح الكبير الذي تلقاه النسخ المجددة، علما أنه تم صنع 5,4 ملايين سيارة من النسخة الأصلية في خلال أربعين عاما.
وقالت وزيرة النقل البريطانية سوزن كرايمر خلال الحفل الكبير الذي نظمته "بي ام دبليو" للاحتفاء بتخطيها هذه العتبة إن "سيارة ميني هي رمز بريطاني وعنصر أساسي من عوامل ازدهار صناعة السيارات" في البلاد.
وصممت هذه السيارة بالأصل لتكون سيارة مدخرة للوقود بعد بضع سنوات من أزمة قناة السويس التي أدت إلى ترشيد استهلاك النفط، وهي سرعان ما بدأت تشد المستخدمين بتصاميمها الجذابة غير المألوفة وسرعتها وسهولة استخدامها.
ولم تبق هذه العلامة أسيرة ماضيها المجيد بل عرفت كيف تتكيف مع التوجهات المستقبلية. فهي باتت ملك مجموعة "بي ام دبليو" في العام 1994 مع شراء شركة "روفر"، ونجت من شر إعادة بيعها في العام 2000. وقام المصنع البافاري بإعادة تصميم السيارة بالكامل التي ازدادت طولا ورونقا.
ونجحت هذه السيارة بنماذجها الرفيعة المستوى في استقطاب قاعدة خاصة من الزبائن، لا سيما في أوساط أبناء المدن والنساء.
وقد بيع 305 آلاف وحدة في العام 2013 من نماذج "ميني" جميعها.
ولفت يان فليتشر المحلل لدى "آي إتش اس" إلى أن "بي ام دبليو حافظت على جميع نقاط القوة في سيارة ميني الأصلية، من قبيل تصاميمها الخارجية وسهولة قيادتها، معززة في الوقت عينه سلامة المنتج ونوعيته ... وأصبحت النسخة الجديدة مريحة إلى حد أبعد وأكثر جاذبية بالنسبة إلى الكثير من السائقين".
وتباع هذه السيارة اليوم في حوالى 110 بلدان. وتعد الولايات المتحدة أكبر سوق لها، متقدمة على بريطانيا وألمانيا والصين وفرنسا.
ولا تكشف "بي ام دبليو" عن العائدات التي تدرها "ميني"، لكنها يؤكد أن هذه العلامة مربحة.
وتصدر من مصنع أوكسفورد الممول من استثمارات ألمانية ألف سيارة كل يوم، أي أكثر بثلاث مرات من المعدل السائد في العام 2001. وقد ارتفع عدد العمال في المصنع من 2400 إلى 4 آلاف، ومن المرتقب أن يبلغ المصنع أعلى مستويات إنتاجيته بحلول سنة أو سنتين، مع 260 ألف وحدة في السنة الواحدة.
وتنتج بعض نماذج هذه السيارة في غراتس في النمسا وأيضا في بورن في هولندا منذ تموز/يوليو الماضي.
وقال يان فلتشر إن "سيارة ميني تعكس الوضع الجيد جدا لصناعة السيارات في بريطانيا التي باتت اليوم جد مختلفة عما كانت عليه قبل 10 سنوات".
وصحيح أن جميع الماركات البريطانية الكبيرة (ميني وجاكوار ولاند روفر وبينتلي ورولز-رويس) أصبحت اليوم ملك مجموعات أجنبية، غير أن إنتاج السيارات في البلاد تخطى العام الماضي عتبة 1,5 مليون سيارة وهو أعلى مستوى له منذ العام 2007.
وينتشر المصنعون اليابانيون، من قبيل "نيسان" و"تويوتا" و"هوندا"، في السوق البريطانية التي قد تتخطى إسبانيا وفرنسا بحلول العام 2017 لتحتل المرتبة الثانية في صناعة السيارات بعد ألمانيا، وفق بعض التقديرات.
أرسل تعليقك