توقيت القاهرة المحلي 20:21:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكاتب بهاء طاهر يعلن أن منظومة التعليم في مصر فاشلة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الكاتب بهاء طاهر يعلن أن منظومة التعليم في مصر فاشلة

الكاتب بهاء طاهر
القاهرة – مصر اليوم

يمتلك الكاتب الكبير بهاء طاهر رؤية من نوع خاص للحياة، يترجمها عبر أعماله التي تعبر بصدق عن المجتمع المصري بكافة طبقاته، لذلك يصبح الحديث معه متعة، لا تقل عن متعة قراءة روائعه التي تم ترجمتها إلى العديد من اللغات، مثل "بالأمس حلمت بك" و"أنا الملك جئت" و"خالتي صفية والدير" و"الحب في المنفى" و"نقطة النور" و"واحة الغروب".

وفي الجزء الأول من تصريحاته لـ "التحرير" يتحدث طاهر عن أزمة التعليم في مصر، ورؤيته لدور المثقف في المجتمع.

- لماذا توارى دور المثقفين في المشهد السياسي المصري؟

هذا الوضع يلام عليه طرفان، المثقفون والسلطة، لأن المثقف لكي يقوم بدوره لابد أن تسمح له السلطة بمساحة حرية، لكن المثقفين حاليا دورهم سلبي والسلطة لا تشجعهم على تغيير هذا الدور السلبي.

- هل ترى أن هناك فجوة بين المثقفين والشارع؟

هناك فجوة قديمة العهد، فالمثقفين منذ اختراع حكاية أنهم في "برج عاجي" ومازالت هذه الحكاية موجودة، لكن في حقيقة الأمر أن هناك لحظات تاريخية معينة أثبت المثقفين فيها أنهم ليسوا في برج عاجي وأنهم وسط الناس.

- بخيال الأديب والمثقف، كيف ترى مستقبل مصر بعد ثورتين؟

"زي الفل"، فأنا متفائل بطبعي، وسبب تفاؤلي أنه مع التقدم في العمر أصبحت أرى الأمور بشكل مختلف عن الذي كنت أراها به وأنا شاب، فهذه النظرة تكون أشمل وأكثر موضوعية، ومصر أكثر بلد مستقر في المنطقة العربية، وهذه من نعم الله علينا ومن وعي الشعب المصري أنه يريد الحفاظ على دولته، ونحمد الله على هذا لأن الحفاظ عليها شئ مهم جدا، وهذا يرجع للوعي التاريخي للمصريين لأنهم يعرفون أن دولتهم هي السند الرئيسي لهم.

- لكن أحيانا تكون هناك محاولات لإثارة الفتن والحوادث الطائفية مثلما حدث في بني سويف منذ عدة شهور؟

الحوادث الطائفية موجودة طوال عمرها على هامش المجتمع ولا تدخل في نسيج الوطن، وأي "عمارة" سنجد فيها المسلمين والمسحيين بجوار بعضهم، وبعض الحوادث من هذا النوع "مأجورة".

- وكيف يمكن مواجهة مثل هذه الحوادث الطائفية؟

إذا كانت فتنة عامة - والحمد لله ليس لدينا فتنة عامة - فإن مواجهتها تتم عن طريق التعليم، من خلال تعليم التسامح والموضوعية في الحكم على الأشياء، والتعليم في مصر فاشل، وعلينا أن نقرأ كتاب طه حسين "مستقبل الثقافة في مصر" لكي نعرف لماذا التعليم فاشل، فأضلاعه هي مدرس وإدارة وطالب، وهذه المعادلة في مصر مختلة، ولابد أن يكون التعليم والثقافة في مسار واحد تجاه قيم معينة يتم غرسها منذ الطفولة.

- ألم تدرك الأنظمة الحاكمة ذلك؟

لو كانت فطنت لذلك لفعلت، ربما يكون هناك إهمال، والتعليم ليس من أولوياتنا على الإطلاق، لو كان من أولوياتنا لكنا تغيرنا تماما كمجتمع، "اللي غير البلاد دي كلها إيه"؟ التعليم، لماذا بلاد شرق آسيا في مقدمة الدول؟، بسبب نظام التعليم، وأذكر أنني قرأت في مجلة النيوزويك - منذ حوالي 20 سنة - أن طلاب كوريا الجنوبية في ألمانيا اكتشفوا أن نظام التعليم الألماني أقل منه في بلدهم، فأنشأوا لهم مدرسة خصيصا.

- ما الذي ينقصنا لكي نزيل الفجوة بين الشارع والمثقفين؟

ينقصنا التعليم، فلابد أن يكون هو أول خطوة في السلم لكي نصل لكل هذه الأشياء، فليس لدينا تعليم، وهي أزمة مصر الحقيقية، ولو أردنا أن يكون هناك مشروع قومي لمصر، فلابد أن يكون لدينا مشروع قومي للتعليم.

- لماذا لم يطرح المثقفون تصورهم حول أزمة التعليم؟

قلنا وتكلمنا كثيرا ولكن لا يوجد تنفيذ، ولم يقصر المثقفون في لفت الانتباه إلى أهمية التعليم لنهضة الأمم، ولكن التقصير يأتي من الجهات التنفيذية، والمجتمع عموما مقصر وليس الحكومة فقط، فالمجتمع له عدة أضلاع، منها الناس أو الرأي العام والحكومة والظروف الموضوعية المحيطة بالموضوع ككل، سواء ظروف اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية.

- هناك خلاف بين من يشعرون بالطمأنينة، ومن يشعرون بالقلق، ومن يرى أنه سيحدث "انفجار"، فإلى أي هذه الآراء تنحاز؟

أنا متفائل ومع الناس المطمئنة، لأن لدي ثقة لا نهائية في حكمة الشعب المصري، فهو يدرك أهمية الحفاظ على الدولة، وعلينا أن ننظر للتجارب التي حولنا، فعندما تتفكك الدولة المجتمع كله ينهار، والمصريون لديهم حكمة تتمثل في الحفاظ عليها بغض النظر عن الاختلافات التي قد تكون موجودة بيننا، فالمهم أن تظل هذه الدولة، والأولوية المطلقة لذلك.

- هناك من يرى أنه لا توجد حرية في الوقت الحالي رغم قيام ثورتين، فهل ترى أن الحرية في مصر تقلصت؟

الإجابة تحتاج لشخص لديه إحصائيات يعرف من خلالها الرأي العام، ولكن من الممكن أن ننظر للبلاد المجاورة ونقارن بيننا وبينهم، وهل نحن أفضل أم أسوأ، وسوريا مثلا كانت نسبة التعليم فيها أكبر من مصر ونسبة الوعي كانت أكبر، لكن الدولة تفككت.

- لكن الناس في الشارع يتندرون على جملة "مش أحسن من سوريا والعراق"، في حين أن طموح جزء كبير من الشعب أن نصبح مثل ماليزيا أو كوريا مثلا، كيف ترى ذلك؟

عليهم بالعمل لكي نصبح مثل ماليزيا وكوريا، من الذي سيعمل؟ المجتمع، لابد من الاهتمام بالتعليم والشباب ومكونات المجتمع، وسبق أن قلت إن المثقفين عندنا "كل واحد دولة لوحده"، وليس هناك نوع من الالتفاف حول مبادئ معينة.

وما سبب ذلك؟

للأسف لا أعرف السبب، ربما يكون هناك خلل ما في المجتمع.

    

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكاتب بهاء طاهر يعلن أن منظومة التعليم في مصر فاشلة الكاتب بهاء طاهر يعلن أن منظومة التعليم في مصر فاشلة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:00 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الفنان المصري عادل الفار داخل أحد مستشفيات القاهرة

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 08:26 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 25 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 17:22 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 07:38 2022 الخميس ,20 كانون الثاني / يناير

أشرف بن شرقي يقترب من الرحيل عن الزمالك

GMT 19:01 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كارثة في منزل رانيا فريد شوقي بسبب الأمطار
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon