وفود من 18 دولة تشارك في أعمال "القمة الإعلامية المصرية"

أكد عشرات الخبراء والإعلاميين والأكاديميين الأمريكيين والأوروبيين والعرب مشاركتهم في أعمال "القمة الإعلامية المصرية" المقرر إقامتها خلال الفترة من 25 إلى 27 مايو القادم بمدينة شرم الشيخ، لتصبح بذلك أكبر حدث إعلامي من نوعه تشهده مصر على مدى سنوات طويلة.
وقال منسق القمة طارق رضوان الشناوي لـ "وكالة أنباء الشرق الأوسط" إن مدعوين من 18 دولة أكدوا ترحيبهم بحضور فعاليات القمة،التي تستهدف تقديم صناعة الإعلام المصري للعالم وتقديم صناعة الإعلام العالمية لمصر.
وأوضح الشناوي أن عددا كبيرا من مسئولي بيوت الخبرة الإعلامية العالمية ونجوم الإعلام أكدوا حضورهم للمشاركة في جلسات «القمة»، التي ستتناول موضوعات لم تتم مناقشتها في أي من الفعاليات المشابهة من قبل، مؤكداً أن عدداً من القادة والمخططين السياسيين سيشاركون في أعمال القمة.
ولفت إلى أن القمة الإعلامية المصرية الدولية تهدف إلى تقديم، وتوصيف، وتحليل، ونقد الحالة الإعلامية المصرية من جوانبها المختلفة واستعراض التجارب الإعلامية العالمية على صعد التنظيم والموارد والإنتاج والإدارة والمحتوى وعرض المعدات والتجهيزات والخدمات المتصلة بإنتاج المحتوى الإعلامي وتسويقه وعرضه.
كما تستهدف القمة استعراض، وتحليل، ونقد حالة التلقي، بما فيها الأبحاث والاستخلاصات الخاصة بالسوق والجمهور ورجع الصدى والتفاعل، وتوفير الفرص للقادة والسياسيين والمخططين، لمخاطبة الكيان الإعلامي المصري والعالمي، وتوصيف، وتحليل، ونقد الأداء الإعلامي الوطني والإقليمي والدولي إزاء القضايا المحلية.
وقال الشناوي إن من أهداف القمة أيضا استعراض، وتحليل، ونقد المقاربات الأكاديمية، التي تستهدف المنظومة الإعلامية الوطنية،واستخلاص الدروس من المقاربات التي تعنى بالشأن الإعلامي الدولي وعلاقته بصناعة الإعلام في مصر وتأثيره في جمهورها.كما ستتيح الفرصة للتقارب والتواصل بين عناصر ورموز صناعة الإعلام الوطنية والإقليمية والدولية،بما تشمله من منظمات ووسائل إعلام وبيوت إنتاج وخبرة وأكاديميات.
ويشارك في القمة نحو 1200 من النجوم وصناع الإعلام والخبراء والأكاديميين والقاده والمخططين علي مستوي العالم.
ومن جانبه، أشاد الخبير الإعلامي الدكتور أحمد زارع المستشار الإعلامي لجامعة الأزهر أن هذه القمة فرصة كبيرة يتلاقى خلالها الإعلام المصري مع التجارب الإعلامية الدولية،وخاصة أنه خلال الفترة الأخيرة حدث تطور كمي في وسائل الإعلام لم يقابله- مع الأسف- تطور في نوعية الإعلام،بل لاحظنا اختلال القيم في الكثير من المواقع الإعلامية والقنوات الفضائية والصحف الخاصة،وصارت هذه الوسائل تجنح إلى اثارة قضايا تسبب انقساما حادا في المجتمع المصري.
ودعا إلى ضرورة أن تراجع وسائل الإعلام المحلية آدائها،وأن تتصل بالتجارب الدولية في الإعلام،وخاصة أن وسائل الإعلام الغربية هي ذات ىداء مهني متوافق مع مصالح دولها العليا،وهي لا تشذ عن هذه المصالح القومية،وقال "من خلال هذه القمة يمكن أن يطلع الإعلام المحلي والعربي على آداء وسائل الإعلام الغربية التي تتوافق مع مجتمعاتها".
ويعتقد د. أحمد زارع أن هذه القمة فرصة لاثارة قضية العولمة في الإعلام وكيفية الحد منها،إذ لايزال الإعلام الأمريكي هو المهيمن على الإعلام في العالم،ولاتزال قضية التدفق الإعلامي تسير من دول الشمال المتقدم إلى دول الجنوب النامي،دون أن يراعي مصالح هذه الدول النامية وقضاياها المصرية،وهو ما يشوه صورة الجنوب ويدث خللا في مجتمعاتها وقيمها،ولذا يجي من خلال هذه القمة مناقشة قضية التوازن الإعلامي بين الشمال والجنوب ووضع ميثاق شرف إعلامي دولي يحفظ لدولنا النامية خصوصياتها وقيمها.
ويرى رئيس الاتحاد العربي للصحفيين الشبان عبد الجواد أبو كب رئيس تحرير بوابة روزاليوسف- أن القمة الإعلامية المصرية حدث مهم يأتي في وقته المناسب لأن الاعلام المصري والعربي يعاني من أزمات كبيرة بعد بدء ثورات الربيع العربي وخاصة في سوريا وليبيا واليمن،وأن المنظومة الإعلامية العربية تحتاج إلى إعادة هيكلة سريعة وناجزة حتى يستعيد الإعلام المصري والعربي عافيته ويستطيع أن يكون قادرا على المنافسة على المستويين الإقليمي والدولي خاصة أننا نتحدث الآن عن كون الإعلام أصبح لاعبا رئيسيا في الصراعات الدولية وفي تنمية اقتصاد الدول ،وأصبح من يمتلك ذراعا إعلاميا قويا مستعمرا حقيقيا للدول التي لا يتجاوز إعلامها حدود مواطنيها غير المثقفين.
ولفت إلى أن أهمية هذه القمة الإعلامية تتمثل في أنه قد تكون نواة للاصطفاف الإعلامي العربي وبداية حقيقية للعمل على تطوير المحتوى الإعلامي بشكل يناسب طبيعة دول المنطقة العربية،خاصة أننا نشهد وسائل الإعلام في دولنا صارت انعكاسا ومقلدا أعمى لكل ما يمارسه الإعلام الغربي بغض النظر عن صلاحية ذلك للمتلقي العربي من عدمه.
وأوضح أن القمة قد تكون فرصة للتلاقي الإعلامي المصري العربي الأجنبي يتم خلالها تبادل الأفكار والأخذ بالتحديثات والتطورات التقنية بما يسهم في التطور الإيجابي للإعلام المصري والعربي وبما يناسب طبيعتنا العربية ،وخاصة أن المؤتمرات الإعلامية العربية العربية انحصرت في احتفاليات لتوزيع جوائز أغلبيتها مقدمة من دول غربية،وتوقفنا عن تطوير التشريعات التي تنظم الإعلام ،وأصبح الإعلام محكوما بترسانة قوانين سيئة السمعة وضعت قبل 50 عاما.