القاهرة ـ مصر اليوم
دعت صحف السعودية إلي موقف عربي موحد تجاه الإرهاب ومكافحته.
ورأت صحيفة "الوطن" أنه بعد الصدمة التي سببتها الجريمة الوحشية التي نفذتها عناصر "داعش" في حق 21 مصريا قبطيا في طرابلس الليبية، فإن الحرب على الإرهاب ستأخذ مسارا آخر، مشيرة إلى أن رد مصر كان فوريا وعاجلا مثلما كان حازما، وكانت رسالتها قوية لأعداء الأديان والإنسان والأوطان.
وأضافت الصحيفة - في افتتاحيتها اليوم - أن "مواجهة الإرهاب - داعش والتنظيمات المتطرفة كافة - هي قضية هذا العصر، وهي المعركة الحقيقية الفاصلة التي في حدها الحد بين نهضة الأمة العربية - من المحيط إلى الخليج - أو سقوطها عقودا أخرى في قعر آخر من الجهل والتخلف والرجعية".
وأكدت أن حتمية مواجهة الإرهاب والتطرف حقيقية لا يمكن تأجيلها، أو التردد في مواجهتها، وأن الأفكار والثقافة التي تغذي الإرهاب ينبغي استئصالها من جذورها، وأنه لا يمكن المساومة في ذلك أو التراجع عنه من قبل النخب والأنظمة العربية"، مشيرة إلى أن ثقافة الحرق والذبح والتفجير أصبحت واقعا يفرض وجوده في مناطق عربية عدة، ويسهل انتشار وباء التعصب عن طريق وسائل الإعلام، ورسالة كل إرهابي وكل متطرف وداعم أو حاضن أو متعاطف مع الإرهاب أن دم الإنسان بات رخيصا، بل أرخص من المدية التي يذبح بها، وبالأخص الإنسان العربي، مسلما أو مسيحيا، شيعيا أو سنيا، ما دام أن بين الجماعات الإرهابية وبين الكيان الصهيوني المحتل خرط القتاد!.
وقالت "هنا لا بد للأنظمة العربية ولوسائل إعلامها ونخبها ومفكريها وشيوخها الصادقين وحدهم، أن يتعاونوا على الخير، وأن يثبتوا في مواجهة الخطر الأكبر والعدو الأول لديننا ولأوطاننا.. لا بد من حرب واضحة وشاملة تضع أمامنا هدفا واحدا لا تغيب عنه أبصارنا وعقولنا، ولا يهدأ لنا بال حتى يتحقق واقعا أمامنا، وهو استئصال الإرهاب، فكرا وثقافة، بمحاربة أمراض الطائفية والتكفير، والفتاوى المحرضة، وإقصاء المخالف، والانغلاق الثقافي، وبمراجعة التعليم وفلترته، ثم استئصال الإرهاب على الأرض بتعقب كل محرض وداعم ومجند.
وتساءلت في ختام تعليقها "الأمة العربية على صفيح الإرهاب.. فما نحن فاعلون؟".
وتحت عنوان "موقف عربي لمواجهة الإرهاب"، قالت صحيفة "عكاظ " إن "اليوم.. يناقش مجلس الأمن الدولي مشروعا مقدما من مصر يسمح بالتدخل العسكري في ليبيا ولتشكيل إرادة دولية تعطي القادرين المشروعية لمواجهة الإرهاب الذي يهدد أمن دول المنطقة واستقرار شعوبها وأرواح مواطنيها"، مؤكدة أن المشروع المصري يستهدف مساندة الشرعية الليبية وحماية هذا البلد من الاستمرار في الفوضى التي تقوده إلى طريق مجهول لن تكون نتائجه في صالح أحد.
وأضافت أنه "رغم الإشارات الصادرة من دول الاتحاد الأوروبي باختلاف وجهات النظر حول هذا الإجراء المقترح، إلا أن المجتمع الدولي بات أكثر اقتناعا بضرورة استخدام القوة ضد المجموعات الإرهابية وفكرها؛ تقديرا لخطورة أعمالها التي لم تعد تهدد دول الشرق الأوسط وشعوبها فقط، بل تمتد نيرانها إلى جميع دول العالم، وبالأخص دول الاتحاد الأوروبي بحكم القرب والولايات المتحدة التي لها مصالح كبرى في المنطقة ورعايتها لهذه المصالح تستوجب التحرك لمحاصرة داعش في كل مكان".
وتابعت الصحيفة أنه "بغض النظر عن نتائج مناقشة مجلس الأمن، فإنه من المؤكد أن تحرك الدول الكبرى لمحاربة التطرف والتعاون مع الذين يقفون في وجهه بالمنطقة، تحت مظلة القانون الدولي، نافعة ومفيدة في المعركة ضد الإرهاب والمجموعات الإرهابية، لكن على أهل هذه المنطقة المبادرة لعمل شيء بأنفسهم".
وأكدت أنه قد آن الأوان لأن تتحرك الدول العربية وهيئاتها ومنظماتها لتوحيد الجهود في مكافحة الإرهاب، هذا الخطر الداهم الذي يهدد المجتمعات ويزعزع الأمن والاستقرار.. وأنه على الدول العربية، من خلال التنسيق الثنائي والعمل المشترك تحت مظلة الجامعة العربية، أن تحيي المواثيق والمعاهدات ومجالس التعاون والتنسيق في جميع المجالات لتشكيل رؤية مشتركة تعطي قوة ودفعا للتحرك الجماعي لمحاربة الإرهاب والاستفادة من الموقف الدولي المؤيد.
وشددت - في ختام تعليقها - على أن الإرهاب يهدد الجميع وعلى الجميع العمل لمحاربته.
أرسل تعليقك