القاهرة ـ إسلام أبازيد
أكدت أول قبطية تفوز بعضوية مجلس نقابة الصحافيين المصريين، حنان فكري، في حديث لـ"مصر اليوم"، أنها واجهت صعوبات عدة في سباق انتخابات التجديد النصفي للنقابة، أبرزها كونها من مؤسسة ليست ذات كتلة تصويتة كبيرة، ولكنها البعض شجعها على خوض الانتخابات، وحصولت على 500 صوت.
التقى "مصر اليوم" حنان فكري وكان له معها هذا الحوار..* كيف كانت معركتك الانتخابية، وماهي أبرز الصعوبات التي واجهتكِ؟ - في الحقيقة واجهت العديد من الصعوبات خلال تلك المعركة، كان أبرزها كوني من مؤسسة ليست ذات كتلة تصويتة كبيرة، حيث أن عدد أصوات الجريدة التي أعمل بها 50 صوتًا فقط، وهذه ليست كتلة تصويتية على الإطلاق، لذلك كنت أمام تحدي كبير، وبخاصة أن معظم الزملاء في الجمعية كانوا دائمًا يسألونني: إلى أي مؤسسة أنتمي، ولكن البعض شجعني على خوض الانتخابات. * ماذا يمثل لكِ كونك أول قبطية تفوز بعضوية مجلس نقابة الصحافيين؟ - بعيدًا عن كوني مسيحية، فأنا أعمل في النشاط النقابي منذ العام 2004، لذلك فأنا لست جديدة على نقابتي، ولم يستهونِ العمل النقابي فجأة، والدليل حصولي على 500 صوت خلال جولة الانتخابات السابقة. * هل أثرت ديانتك على مسيرتك الانتخابية سواء بالسلب أو بالإيجاب؟ - كنت أحاول أن أتلاشى رؤية أي شيء سلبي في هذا الإطار، وبخاصة من الزملاء المنتمين إلى تيار الإسلام السياسي، لأنهم سبيقون زملائي عقب انتهاء الانتخابات، لذلك قررت ألا أستسلم لهذا الإحساس، على الرغم من أن البعض حاول التلميح بأن اليسار أستقطب حنان فكري، وكان ردي دائمًا أنني في الأصل أنتمي إلى تيار اليسار، كما أنني عضو في حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، ولكن إنتمائي لليسار ليس له علاقة بعملي النقابي، فإنتمائي لليسار إنتماء سياسي في إطار وطني، وإنتمائي لنقابة الصحافيين إنتماء مهني من دافع حبي لنقابتي، وحرصًا على خدمة مصالح زملائي، فنحن جئنا لخدمة الجميع سواء من نتفق معهم سياسيًا أو نختلف. * من هو مثلك الأعلى في العمل النقابي؟ - يحيى قلاش، لأسباب عدة، من بينها أنه لم يبتعد عن النقابة لحظة واحدة، حتى وهو خارج تشكيل المجلس، فكان خارج النقابة بجسده بينما قلبه وعقله ووجدانه عالق بها. * كان هناك مفاضلة بين قلاش ورشوان داخل "تيار الاستقلال"، فأي الشخصيتين كنتِ تؤيدين؟ - التيار قال كلمته، وكان القرار الدفع برشوان لعدم تشتيت الأصوات، والجميع التزم بهذا القرار. * ما هي رؤيتك لأداء النقابة في المستقبل ؟ - متفائلة جدًا، وأرى أن المجلس بتشكيله الجديد سيلتقي على نقطة اتفاق، كما أنه حريص على أن يثبت أنه لا يوجد خلافات بين أعضائه، فأعضاء المجلس الحالي إن اختلفت آرائهم، فهم تجمعهم أرضية واحدة، ونحن جئنا لخدمة المهنة، وإثبات حسن نوايانا، وبخاصة أن عضوية المجلس عمل تطوعي لخدمة المهنة، من دون أي مقابل مادي. * البعض وضعك في مقارنة مع عبير السعدي، ما تعليقك ؟ وهل سيؤثر ذلك على أدائك النقابي؟ - عبير صديقة أدائها النقابي محترم، وأثبتت كفاءة في لجنة التدريب، وشرفت المرأة كممثلة للصحافيات، وأنا سعيدة بذلك، ولا أعتقد بوجود مقارنة، لأن الجماعة الصحافية واعية بذلك، ومعظم من منحوني أصواتهم يعلمون شخصيتي، ويدركون جيدًا مدى الاختلاف بيني وبين الزميلة عبير السعدي، آمل بأن نكمل بعضنا البعض. * كيف ستنفذين برنامجك الانتخابي على أرض الواقع؟ - برنامجي برنامج للطموح، وعندما مررت على الزملاء في المؤسسات خلال فترة دعايتي الانتخابية، كنت أقول لهم إن برنامجي برنامج للطموح، أما التنفيذ يحتاج لوقت وجهد، وإصرار من الجمعية العمومية، وأتطلع إلى تنفيذه على أرض الواقع بمشاركة ودعم جميع الزملاء. * ما تعليقك على أداء المجلس السابق؟ - لندع ما مضى، ولنكرز في المستقبل . * ولكن البعض اتهم أعضاء ذلك المجلس بالمساهمة في تشتيت الجماعة الصحافية، وإدخال النقابة في صراعات سياسية؟ - المجلس كان يحتاج لقائد حكيم يلم الشمل، ولكن للأسف الشديد غابت القيادة الحكيمة عن المجلس السابق، فجاء تقييم الجماعة الصحافية لأداء المجلس كما ذكرت. * هل أثر انتماء ممدوح الولي السياسي على دوره النقابي؟ - بالفعل أثر على كل شئ، فأنا على المستوى الشخصي كنت على خلاف سياسي معه، ثم تحول الخلاف إلى خلاف مهني، وبخاصة أنه ساهم بشكل كبير في إهدار حقوق الجماعة الصحافية، وراعى مصالح اتجاهه السياسي الذي ينمي إليه، وهذا ظهر بوضوح خلال حوار صحافي أجرته معه، وحينما سألته بشكل مباشر، هل أنت إخواني؟، فقال هذا شرف لا أدعيه، فهو كان مقرب من جماعة "الإخوان"، لذلك فعل ما يرضيها، وليس ما يرضي الجماعة الصحافية. * كيف ترين واقعة الاعتداء عليه خلال اجتماع الجمعية العمومية؟ - خلافي معه في الأداء النقابي، ولكن أسجل إدانتي لما تعرض له من اعتداء لفظي وبدني خلال اجتماع الجمعية العمومية، فتلك الإهانة لم توجه لممدوح الولي فحسب، ولكن لنا جميعًا، ولم أكن أتمنى أن يخرج نقيب الصحافيين بهذا الشكل، وهو المشهد الذي سيلتصق بعقول الصحافيين، وهو أنه خرج مضروبًا، فأنا أحمل كارنيه 2013 مكتوب عليه ممدوح الولي، لذلك فإن إهانته ستؤثر على صورة جميع الصحافيين. * هل من الممكن أن يكرر الدكتور ضياء رشوان أخطاء النقيب السابق نفسها؟ - لا ليست شخصية ضياء رشوان، أعتقد أن النقيب الجديد سيكون حريصًا على تكاتف الجماعة الصحافية، ووحدة صفها. * ما هي رسالتك للدكتور ضياء رشوان؟ - النقابة في حاجة لتفرغك لها، ولا أعني التفرغ الكامل، ولكن مزيد من الاهتمام. * البعض يرى أن الصحافيين يواجهون عداء واضح من السلطة السياسة، ما تعليقك؟ - الإعلام يتم الإنتقام منه، لأنه يكشف "فاشية" النظام الحالي، لذلك تحول النظام إلى عدو لحرية الصحافة والإعلام، ونحن لا نعادي أحد، فوظيفتنا كشف الحقيقة فقط، ولا يعنينا كيف سيكون شكل تلك الحقيقة، فنحن نعكس الصورة فقط، وليس لنا دور في تلوينها أو تجميلها أو قبحها، وهذا وضع غالبية الإعلام المصري. * ما هو دور النقابة في فض الإشتباك بين الجماعة الصحافية والسلطة السياسية؟ - سنسعى خلال الفترة المقبلة داخل مجلس النقابة، إلى وضع أسس للتعامل القائم على الإحترام المتبادل بين الطرفين. * ما تقييمك لباب الحريات ووضع الصحافة والإعلام في الدستور؟ - وضعها ردئ جدًا، ولابد من السعي إلى تغيير تلك المواد، التي لم تلق قبول لدى معظم أبناء الجماعة الصحافية. * ماذا عن إلغاء بدل التدريب والتكنولوجيا؟ - هذا كلام غير صحيح، فلن يتم إلغاء البدل، ولم يعلن ضياء رشوان ذلك، وكل ما حدث أنه توقع أن تقوم الحكومة بعملية انتقامية من الصحافيين، وبخاصة بعد انتخابات التجديد النصفي الأخيرة، وتقوم بإلغاء البدل، ولكننا في هذه الحالة لن نصمت، وسنحارب وستكون معركة كبرى مع الدولة، فهذه حقوقنا، فلا يجوز أن نعمل والحكومة تأخذ ثمرة أعمالنا، ويجب أن يعلم الجميع أن نصف مرتبات الصحافيين يتم إنفاقها على المواصلات ووسائل الإتصال . * ما تعليقك على الحلول البديلة التي إقترحها نقيب الصحافيين في حالة إلغاء بدل التدريب والتكنولوجيا.؟ - هذا سيأخذ وقت طويل، لذلك لابد من وجود تفاوض مباشر مع الدولة، ولابد من إيضاح نقطة مهمة للرأي العام وللجماعة الصحافية، وهو أننا لم نجيئ للاصطدام مع النظام، وبخاصة أن البعض يتهمنا بأن معظمنا ينتمي إلى التيار المناهض لجماعة "الإخوان المسلمين"، ولكن إن كانوا يرغبون في مد جسور تواصل معنا، فلابد أولاً أن يحترم النظام الصحافيين وحقوقهم، حتى لا نصل إلى نفق مسدود. * البعض يرى أن النظام يتبع مبدأ "دع الكلاب تعوي والقافلة تسير" في تعامله مع الصحافيين، ما تعليقك؟ - بالفعل النظام الحالي يتعامل بمبدأ "ديمقراطية النباح"، وفي اعتقادي أن الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات استنفذت الغرض منها، ولابد من بحث إجراءات تصعيدية أكثر من ذلك، وبخاصة أن النظام أصبح "ودن من طين وودن من عجين"، ولا يستجيب لأي مطالب. * في النهاية رسالة توجهيها إلى شباب الصحافيين؟ - تمسكوا بحقوقكم، فنحن كنقابة لا نستطيع الحفاظ على حق الصحافي من دون حفاظه هو عليه، ولابد أن تكون النقابة طرف في التعاقد مع الصحافيين الشباب، وتلعب دورًا بارزًا في علاقة المحرر والصحافي بالمؤسسة التي يعمل بها، ونحن نعلم جيدًا المصاعب التي يواجهها شباب الصحافيين، ونعلم أنه لابد من تقديم بعض التنازلات، ولكن لابد من التمسك بحقوقهم في بداية العمل، حتى نستطيع أن نثبتها له.
أرسل تعليقك