توقيت القاهرة المحلي 04:13:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرزات: الفنان يتضامن مع الثورة فكرًا وممارسةً

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - فرزات: الفنان يتضامن مع الثورة فكرًا وممارسةً

دمشق - جورج الشامي

  أكد رسام الكاريكاتور السوري العالمي علي فرزات أنه يعرف النظام السوري جيدًا  منذ قرابة 35 عامًا, أي منذ اشتغاله في الصحافة, مشيرًا إلى أن النظام يقوم على  أسس أمنية ومخابراتية, وكانت الصحافة خاضعة لرقابة أمنية, ممثلة في هرمية الوظيفة الصحافية, وما يعلوها من سلطة وزارة الإعلام, والأجهزة الأمنية  والمخابراتية, لافتًا إلى أنه اشتغل بالترميز لتعريته. وكشف فرزات في حديثه مع شبكة وجريدة "شام" الإخبارية المعارضة عن تعرضه  إلى البلطجة التي دبرتها أجهزة أمن ومخابرات النظام, والتي كادت أن تودي بحياته، مشيرًا إلى أن هذه الترميزية كانت تجربة نضال حقيقية, ما دفع بإحدى  الأكاديميات الأميركيات, أن تتخذ من رسوماته مثالاً للترميز الكاريكاتيري المناضل ضد الديكتاتورية في سورية, التي تبدأ منذ العام 1963, حينما اغتصب حزب البعث  الحكم في سورية, وحتى مرحلة ما قبل الثورة. وأضاف "قبل الثورة بثلاثة شهور قررت أن أكسر حاجز الخوف لدى الناس  والشارع, حينما تناولت شخصيات السلطة بشكل مباشر, منها بشار ورامي مخلوف  وأجهزة الأمن والمخابرات, حتى أكسر الرعب والخوف المتأصل لدى الناس, وأنا أفتخر أني ساهمت في كسر حاجز الخوف, والناس حينما كانوا يخرجون للتظاهر  كانوا يحملون رسوماتي, هذا أمر كان يبعث على سروري كوني حققت أثرًا ملموسًا لديهم عبر فني. وكانت ردة الفعل الهمجية والبربرية من قبل النظام عبر الاعتداء  عليّ, شيئًا طبيعيًا بالنسبة إلى نظام قائم على الإجرام, لا يملك سوى العنف في الرد على النتاج الإبداعي المثمر". وعن التضامن العالمي معه جراء هذه البلطجة, قال فرزات "إن كثيرًا من فناني  العالم قاموا بالتضامن معي, عبر رسمهم لي, وإبداء مواقف داعمة ومناصرة  لمواقفي, وكثير منهم لا أعرفه, والكثير من الناس في العالم أقبلوا على شراء  ومطالعة رسوماتي بوتيرة كبيرة". وعن التمرد الفني، وعلاقته مع الأيديولوجية السياسية يقول فرزات "التمرد ليس  مجرد مسألة سياسية, هناك ظلم اجتماعي, ظلم حقيقي متعدد المستويات, يمارس  على الناس منذ ما يقارب الـ50 سنة, هو هذا الظلم الذي تجده يمشي في الشارع,  والشعارات هي تحصيل حاصل, الأيديولوجية الحقيقية هي الإنسان الذي أصفه  بتسونامي, ما أراه هو تسونامي بشري, مطالب بالحرية, الحرية التي تعيد حقوقه ممن استلبها". ويتابع فرزات سرده لمشاركاته الثقافية المناصرة للثورة السورية, والتي كانت إحدى  محطاتها "يوم التضامن مع الشعب السوري" الذي يقيمه معهد العالم العربي في باريس, "اليوم هناك مسارات عدة تمشي على التوازي, الحراك الثوري في الداخل,  تقابله إفرازاته على الأصعدة كافة ومناحي الوجود, بات هناك فنانون للثورة وإعلاميون وسياسيون, وأصبح من الضروري, أن يصل صوت الثورة إلى كل  مكان في هذا العالم, وكل منا يشتغل في مجال اختصاصه". وعن موقفه من نقابة الفنانين السوريين يجيب فرزات "هذه المؤسسات أنشأها حزب البعث, وكانت عبارة عن تجمعات مخابراتية وأمنية, ليست من أجل الثقافة والفن, بل من أجل قمع الفنان والفن, من أجل أن يكون لدى كل مبدع مصنّف أمني, يكون  أداة رقابة ومتابعة مسلطة عليه". وفيما يتعلق بالنخبة الفنية في سورية,يقول "الفن كلمة عامة, حينما نقول الفنان, يجب  أن نصنّف هذه الكلمة, ونضع الفنان في مكانه الحقيقي, والفنانجي/الكندرجي في  مكانه الحقيقي كذلك, الثورة أبدعت فينا هذه الحالة من التصنيف الأخلاقي, من كان  مع الشارع الثائر, فكرًا وسلوكًا وممارسةً, هو فنان, الفن هو قيمة أخلاقية وجدانية  وطنية, وغير ذلك هي صنعة وحرفة, وللأسف ظهر أن كثيرًا من الفنانين الذين كانوا يدّعون أنهم مع الفقراء والشارع والمظلومين هم ببغاوات حقيقية, يقومون  بتصدير خطاب ملقن لهم, وهذا ما أكدته التجربة, حينما اختبرت شعاراتهم على أرض الواقع المعاش". وأخيرًا عن خصوصية فن الكاريكاتير في الثورة يقول "خصوصية فن الكاريكاتير  في الثورة هي في انتمائه للشارع, ليس فن الكاريكاتير فقط, أي فن ينتمي للشارع,  هناك معادلة, الفن صوت وصدى, حينما توجه نتاجًا إبداعيًا, ويلاقي صدى لدى  الناس, إذا هو أحدث التأثر والتأثير المتوخى نتيجة التفاعل, وحينها يصبح المتلقي منتجًا آخر للعمل الإبداعي، وحينما تصاب أو يحدث لك شيء تجد الناس يعتبرونه  همًا مشتركًا وجمعيًا, وليس شيئًا شخصيًا يهم فقط من وقع عليه الفعل, ويدافعون عنك حتى الموت، الثورة والإبداع والقيمة الأخلاقية, نتيجة التفاعل بين الفن الذي  كان قبل وأثناء وبعد الثورة, هذه المعادلة تعطي للفن خصوصيته". ويستخدم فرزات سلاحه الكامن في رسومه الكاريكاتيرية في معركة علنية ضد  النظام في سورية حاليًا، وهو ما دفع الرئيس الأسد لاتهام فرزات بطعنه في ظهره خلال لقائه أهالي مدينة جوبر. وبدأت علاقة فرزات بالأسد الابن خلال تحضيره لاستلام السلطة في أواخر أيام  والده، وتطورت في السنوات الأولى لحكمه إلى حد منحه ترخيصًا لأول جريدة  مستقلة تصدر بعد 40 عامًا من منع الصحف الخاصة في سورية، وهي صحيفة " الدومري". لكن هذه العلاقة التي بدأت متفائلة بعهد جديد سرعان ما خفت نسبة التفاؤل فيها مع  التضييق على أعداد جريدة "الدومري" وصولاً إلى إغلاقها العام 2004 بعد عدد  حمل عنوان "الإيمان بالإصلاح" بالخط العريض على صفحتها الأولى. ومنذ إغلاق جريدة "الدومري" تحول فرزات إلى خصم صريح للإعلام السوري  الذي استهدفه في أكثر من مناسبة، وشن حملات ضده وصلت إلى قيام عناصر أمن ملثمين باختطافه ورميه على طريق المطار، بعد مهاجمته والاعتداء عليه في سيارته أثناء عودته من مكتبه الى المنزل. يشار إلى أن علي فرزات فنان رسام كاريكاتير سوري ولد في حماة عام 1951. هو  فنان كاريكاتير عالمي فاز بعدد من الجوائز الدولية والعربية، ونشرت رسوماته في الكثير من الصحف السورية والعربية الأجنبية، وأصدر في العام 2000 صحيفة  خاصة "الدومري" الساخرة. وحصل فرزات على ترخيص بإصدار جريدة "الدومري" في العام 2001 وكان ذلك  أول ترخيص يعطى لصحيفة مستقلة في سورية منذ 1963، وشهدت رواجًا كبيرًا منذ بدء صدورها مع طبع 60 ألف نسخة، إلا انه نتيجة بعض المشاكل مع السلطات  توقفت الجريدة عن الصدور بعد أن تم سحب الترخيص منه في العام 2003. وأسس فرزات صالة للفن الساخر التي اتخذت من مقر جريدة "الدومري" موقعًا لها  لتكون استمرارًا لفكرها معتمدًا على النجاح الذي حصدته الجريدة لدى الجمهور الذي نقلت همومه وعكست واقعه وكانت لسان حاله، وفاز علي فرزات بعدد من الجوائز  الدولية والعربية، منها الجائزة الأولى في مهرجان صوفيا الدولي في بلغاريا 1987، وجائزة الأمير كلاوس الهولندية 2003. وًأقام معرضا في معهد العالم العربي في باريس 1989، ونشرت رسوماته في العديد من الصحف السورية والعربية والأجنبية، وقد عرف برسوماته الجريئة والتي تنتقد  النظام السوري، في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، اختاره البرلمان الأوروبي مع أربعة مواطنين عرب آخرين للفوز بجائزة ساخاروف لحرية الفكر. وكان فرزات في بداية الثورة تعرض إلى اعتداء قام به عناصر الأمن بعد اختطافه، وتكسير أصابعه، بعد مهاجمته والاعتداء عليه في سيارته وهو في طريق عودته من  مكتبه إلى المنزل، وظهر الرسام العالمي في صورة في المستشفى بعد مهاجمته من قبل عناصر متخفية اختطفوه وانهالوا عليه ضربًا، واستهدفوا وجهه ويديه.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرزات الفنان يتضامن مع الثورة فكرًا وممارسةً فرزات الفنان يتضامن مع الثورة فكرًا وممارسةً



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon