ناول كبار كتاب المقالات بالصحف المصرية الصادرة اليوم العملية العسكرية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن، والمأمول من القمة العربية المرتقبة بشرم الشيخ.
فتحت عنوان "اليمن .. وإيران" أكد الكاتب محمد بركات في عموده "بدون تردد" في صحيفة "الأخبار" أن العمليات العسكرية الجارية علي أرض اليمن الآن، نتيجة التدهور الشديد الذي شهدته الأوضاع هناك، طوال الأيام والأسابيع والشهور الماضية، في ظل التدخل الإيراني السافر في الداخل اليمني، ودعم إيران الواضح والمعلن للحوثيين، والدفع بالميليشيات المسلحة الحوثية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني للسيطرة علي اليمن وعزل الرئيس واعتقال الحكومة هي معطيات بالغة الخطر، تفرض علي الأمة العربية كلها واقعا جديدا وتحديا مباشرا وخطيرا في ذات الوقت.
وقال بركات "ليس من المبالغة في شيء على الإطلاق، القول بأن هذا الذي يجري على أرض اليمن الآن يمثل بالفعل تحديا كبيرا لكل المقومات الأساسية لتماسك وقوة الأمة العربية، وتضع هذه المقومات موضع الاختبار الحقيقي، في ظل التهديد المباشر الذي تتعرض له، في مواجهة الرغبة الإيرانية المستقرة والواضحة والمعلنة، للتمدد والسيطرة بالقوة المسلحة علي حساب الدول والشعوب العربية".
وأكد الكاتب خطورة التمدد والتواجد الإيراني في المنطقة العربية، وخطورة سيطرة إيران علي باب المندب، وعمليات المرور والدخول والخروج في البحر الأحمر وصولا إلي التهديد المباشر علي أمن واستقرار منطقة ودول الخليج كلها وهو ما يؤثر بالقطع تأثيرا مباشرا علي الأمن القومي المصري.
وشدد على ضرورة أن تثبت القمة العربية، التي تجري الاستعدادات لعقدها في شرم الشيخ خلال الساعات القليلة القادمة، للعالم أن التضامن العربي حقيقة واقعة، ولها وجود على الأرض، وأن الأمة العربية قادرة علي حماية وجودها ومواجهة التحديات الخطيرة التي تهددها مؤكدا ان هذا خيار لابد منه وليس له بديل آخر.
أما الكاتب عماد الدين حسين فأكد في عموده "علامة تعجب" بصحيفة "الشروق" تحت عنوان "مطلوب رسالة حازمة من القمة العربية لإيران" أن على العرب أن يبعثوا عبر قمتهم العربية برسالة واضحة لا لبس فيها إلى إيران خلاصتها انتم جيراننا واخوتنا فى الدين والإنسانية أهلا وسهلا بكم إذا احترمتم قواعد الجيرة ومباديء الدين لكن إذا تصرفتم باعتباركم قوة استعمارية تريد الهيمنة وفرض "فرسنة" المنطقة فلن نسمح لكم.
وأوضح حسين أن جزء من الرسالة العربية وصل إلى إيران في منتصف ليل "الأربعاء – الخميس" حينما أغارات المقاتلات العربية على قواعد مواقع للميليشيات الحوثية في عدة مناطق باليمن لكن بقية الرسالة ينبغي أن تكون واضحة وعاجلة.
وأشار الكاتب الى أن الرسالة، التي يفترض أن تخرج من القمة العربية في شرم الشيخ إلى إيران، هي أن العرب لن يسمحوا بتنصيب دمية إيرانية في صنعاء أو عدن حتى لو تخفت فى ثياب على عبد الله صالح الذى باع بلاده والمنطقة من اجل الكرسى والعودة للانتقام .
وشدد على ضرورة أن تكون الرسالة العربية لطهران واضحة وهى أنهم لا يختلفون مع إيران الشيعية بل مع إيران وطموحاتها الفارسية ضد المنطقة، وان على العرب ان يذكروا إيران بانه لا فارق عمليا بين إيران الشاهنشاهية وايران الخمينية فكلتاهما تريد الهيمنة الأولى باسم الامبراطورية والثانية باسم الإسلام .
وأكد الكاتب أن الرسالة العربية ينبغي أن تذكر إيران بأن كل ما كانت تقوله وترفعه من شعارات عن تصديها للشيطان الأكبر أو الأصغر أي أمريكا وإسرائيل كان مجرد لغو وأن هدفها الرئيسي هو احتلال البلدان العربية .. قائلا "على العرب أن يذكروا إيران بانها لم تطلق رصاصة واحده ضد العدو الصهيوني وأن الحرس الثوري الذي شكلته في بداية الثورة الإسلامية عام 1979 وفيلق القدس لتحرير عاصمة فلسطين لم يحارب إلا السنة للأسف في العراق وسوريا وأخيرا يقمم بتدريب الميليشيات الحوثية في اليمن.
واختتم الكاتب عماد الدين حسين عموده قائلا "رسالة العرب لإيران ينبغي أن تكون واضحة وهى أننا لن نسمح لكم بالهيمنة على المنطقة وان سياستكم الراهنة لا يستفيد منها إلا إسرائيل وكل أعداء شعوب المنطقة".
أما رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" محمد عبد الهادي علام فقال في عموده "هوامش حرة" تحت عنوان "خيارات مصر من إثيوبيا إلى اليمن" إن الرئيس السيسي صعد إلي منصة البرلمان الإثيوبي بمجلسيه، في جلسة تاريخية بكل المقاييس، موجها رسالة حب ومودة من شعب مصر إلي شعب إثيوبيا باسطا يديه بالخير ومعبرا عن إرادة صادقة في تعميق علاقات التعاون بعد أن وقعت مصر وإثيوبيا والسودان اتفاق المبادئ حول سد النهضة في الخرطوم يوم الاثنين الماضي.
وأكد علام أن عمق وصدق كلمات الرئيس السيسي، لقي في البرلمان الإثيوبي، استحسانا وصنعت فارقا في الشارع الإثيوبي .. مشيرا إلى أنه كان لعبارة «الواجب يملي علينا، معا، أن نترك لأجيالنا الجديدة ميراثا أفضل مما آل إلينا» وقع جميل على الأشقاء في حوض النيل وهم يتابعون رئيس مصر يقترب من قلوبهم وعقولهم، وينزع عن العلاقات المشتركة هواجس الأمس ومخاوف الغد من أجل البناء والتنمية للجميع علي ضفاف النيل الخالد.
وأوضح أن في كلمة السيسي في البرلمان الإثيوبي تجسدت الواقعية الجديدة في السياسة الخارجية المصرية، والتي تصوغها القيادة السياسية في مبادئ واضحة لا مجال فيها للتأويل، فهي تعترف بحقوق الشركاء الآخرين وأمانيهم القومية دون الإضرار بمصالحهم، ومن ثم فالصدام لا يحل المشكلات بين الدول, وفي التقارب المصري - الإثيوبي الأخير الدليل علي إمكان بناء جدار الثقة من جديد، وأن الحل الحقيقي للأزمات هو المواجهة وليس التسويف والحوار المباشر وليس الانسحاب أو المقاطعة أو السماح لأطراف مغرضة في نياتها أن تحدث مزيدا من الشقاق في العلاقات بين بلدين يربطهما «حبل سري» مثلما استعار الرئيس السيسي تعبير رئيس الحكومة الإثيوبية الراحل ميليس زيناوي في إشارته إلي نهر النيل.
وقال رئيس تحرير "الأهرام" : نعم، كانت الدولة المصرية بعد ثورة 25 يناير قد مرت بمرحلة «رخوة» كادت تعصف بمقدرات الأمة إلا أنها تماسكت وصمدت في مواجهة موجات متلاحقة من الفوضي والعشوائية حتي تصل إلي حالة الصلابة الكاملة وتبرهن كل يوم علي قدرتها علي الوقوف في وجه السيناريوهات المعاكسة التي هددت كيانها ومقدراتها وعلاقاتها بالدول الأخري.
وأشار إلى أن واقعية مصر تجسدت في التعامل بحسابات دقيقة مع ملف سد النهضة وتركت ما بعد وثيقة المبادئ إلي اللجان الفنية التي ستحكم علي سلامة السد من الناحية الهندسية وسعة التخزين، موضحا أن واقعية مصر هي التي فضلت التعامل مع الموقف من خلال مبادئ القانون الدولي العام ومنحت الدبلوماسية ووسائلها فرصة لحل المشكلات.
وأضاف علام أن القاهرة وأديس أبابا اتفقتا على الالتزام بمدة 15 شهرا للحل من بينها 12 شهرا كحد أقصي للدراسات المتعلقة بمشروع السد ثم ثلاثة شهور أخري تقوم خلالها الأطراف الثلاثة - مصر وإثيوبيا والسودان- بالتوصل إلي ثلاث اتفاقيات وهي اتفاقية حول أسلوب ملء سد النهضة بالمياه، واتفاقية تشغيل السد، وآلية التعاون بين الدول الثلاث بموجب الاتفاقيتين الأولي والثانية.
وأكد أن في تلك الخطوات المفصلة الرد علي الانتقادات المتسرعة التي حاولت التشكيك في الاتفاق وفي قدرة المفاوض المصري علي حماية حقوق الشعب المصري رغم علم الكثيرين- بما فيهم المنتقدون- أن كفاءة المفاوضين المصريين سواء الفرق القانونية أو الفنية أو الدبلوماسية ليست محل شك، خاصة عند التعامل مع مبادئ القانون الدولي.
ونوه عبد الهادي علام إلى أن الجبهة الداخلية تستمد اليوم قوتها من تلك الصورة المحترمة لمصر في الخارج وهو ما يعني التحرك في الفترة المقبلة نحو مزيد من تفعيل القانون ومواجهة بقايا المشروع الفوضوي بقوة بعد أن زالت أي شكوك في قدرة الدولة علي التصدي لدعاة الهدم.
وتحت العنوان الفرعي "القمة العربية واستعادة الشرعية في اليمن" قال رئيس تحرير "الأهرام" إن قادة العالم العربي سيعقدون قمة جديدة برئاسة مصر يوم غدٍ - السبت- بمدينة شرم الشيخ بعد يومين من بدء عملية عسكرية موسعة لاستعادة الشرعية في دولة اليمن الشقيق بعد تغول جماعة الحوثيين وتهديد كيان الدولة بما يمثل خطرا كبيرا علي منظومة الأمن القومي العربي التي تعرضت لهزات عنيفة في السنوات الأخيرة وقد جاءت التطورات في اليمن لتضع القادة العرب أمام مسئولياتهم والتنسيق المشترك علي أعلي المستويات لضمان عودة الأمور إلي نصابها في جنوب الجزيرة العربية وفي مضيق باب المندب.
وأوضح علام أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيترأس قمة القادة والزعماء العرب .. مشيرا إلى أن الأحداث المتلاحقة في العالم العربي أثبتت سلامة السياسة المصرية في التعامل مع ملف الأمن العربي ومواجهة خطر التنظيمات المسلحة التي استشرت في المنطقة طولا وعرضا.
ولفت إلى أن الطرح المصري الخاص بتشكيل قوة عربية مشتركة كان لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية في ربوع المنطقة سابقا علي التدخل لحماية الشرعية في اليمن من خلال رؤية صائبة كانت تري الخطر علي الأبواب وهو خطر لا علاقة له بصراع سني-شيعي مثلما يسعي البعض إلي الترويج لتلك المقولات لصالح مزيد من الفوضي الإقليمية وتدمير مقدرات شعوب المنطقة وهو المأزق الذي انجرت إليه، للأسف بعض الأطراف في المنطقة وساهمت في تعريض وحدة وسلامة عدد من الدول للانهيار والتفكك.
وأكد محمد عبدالهادي علام أن مواجهة الإرهاب وأطماع إيران يتطلب قدرا من الرشد العقلاني في المواجهة والتركيز على ما يمكن تحقيقه في تلك المرحلة ... مشيرا إلى أن القادة العرب يدركون اليوم أن هناك فرصة سانحة لجمع الشمل في قمة شرم الشيخ ويدركون أيضا أن الحل في بلد مثل سوريا لابد أن ينصب علي عدم التمسك بمطالب تعجيزية في تلك المرحلة ولكن في رؤية توافقية تجنب الأشقاء في سوريا ويلات ما يجري علي الأرض ومأساة المتاجرة بمعاناتهم في عواصم الدول الكبري والتي لم يحصد منها المواطنون السوريون سوي الرماد.
واختتم الكاتب عموده قائلا "ينطوي الوضع في ليبيا علي درس كبير للعالم العربي هو أن تشابك المصالح وتدخل دول، لا ناقة لها ولا جمل في الصراع الداخلي، لمجرد إثبات الوجود واللعب علي تناقضات تزيد بها من سطوتها الإقليمية يجب أن يتوقف عند تلك النقطة وأن الوقوف إلي جانب الجيش الوطني الليبي ينبغي أن يحتل أولوية قصوي في المرحلة المقبلة".
أرسل تعليقك