أهتمت افتتاحيات صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم بالمعاناة التي يعيشها الشعب اليمني جراء تآمر الحوثيين والمخلوع علي صالح على نهب ثروات البلاد إلى جانب الدمار الذي تشهده حلب السورية مع تزايد الغارات الجوية بشكل أكثر عنفا في الآونة الأخيرة .
كما تناولت الصحف مشكلة التغير المناخي ومماطلة الدول الكبرى في مواجهة مشاكل الازدياد الحراري الناجم عن الانبعاثات الغازية والتي أدت إلى مضاعفة التحديات.
فتحت عنوان "عندما يختلف المتآمرون" ..أكدت صحيفة "البيان" ان المتآمرين الحوثيين وأنصار المخلوع علي صالح لا يجمعهم سوى الولع بالسلطة ونهب ثروات البلاد ولا يهمهم معاناة الشعب اليمني الذي باتت مأساته تؤلم المجتمع الدولي .
وقالت " لأنهم عملاء ومتآمرون على شعبهم ووطنهم فإنهم لن يكونوا أبدا بمنأى عن الخلافات والصراعات بينهم وهذا ما كان يدور في الخفاء ثم ظهر للعلن " ..مشيرة الى تزايد حدة الخلاف بين الانقلابيين مؤخرا حيث اقتحم مسلحون حوثيون مقرات وسائل إعلام للمخلوع وهددوا صحافيين بالقتل والسحل في الشوارع .
ولفتت الصحيفة الى ما كشفته مصادر عن مخطط إيراني يهدف لتطويق وتضييق الخناق على المناطق الخاضعة للمخلوع وتجنيد جنود من الموالين له وتحويلهم إلى مرتزقة ينضمون لميليشيات الحوثي التي خسرت الكثير من أفرادها في المعارك الى جانب إعداد الحوثيين لخطط عسكرية على الطريقة الإيرانية في حال تمت مواجهتهم مع أنصار المخلوع صالح في صنعاء.
وخلصت "البيان" في ختام افتتاحيتها إلى القول " انهم قد اجتمعوا منذ البداية على الباطل ونهبوا البلاد وخربوها وماطلوا كثيرا هربا من الحل السلمي حتى يزيدوا من نهبهم وذهبوا يرتكبون جرائم جديدة بحق الإنسانية فمن القتل والقصف العشوائي وزراعة الألغام والتهجير في مناطق القتال الساخنة إلى القمع والاعتقال والخطف والتجويع والسرقة في المناطق التي تخضع لسيطرة هؤلاء المتمردين فضلا عن انتهاك حقوق الطفولة من خلال عمليات تجنيد الأطفال للقتال وهاهم يتصارعون على سلطة لا حق لهم فيها".
من جانبها أكدت صحيفة "الوطن" ان سوريا تحتاج الى حل جذري وليس الاكتفاء بحلول إسعافية بسيطة وقاصرة عن بلوغ الآمال كهدنة بسيطة في مكان وإدخال شحنات مساعدات غذائية في مكان آخر ..واصفة الأزمة بأنها معقدة والوقت ليس في صالحها كونها تزداد تعقيدا مع مرور الزمن والجمود الذي يعاني منه المجتمع الدولي للتوافق على حل ملزم يكون سياسيا يضع حدا لويلات الملايين من السوريين الذين باتوا ضحايا الحرب المشتعلة في بلد مدمر ومهدد بالتقسيم.
وقالت الصحيفة تحت عنوان "جرح حلب النازف" ان عملية القصف والغارات الجوية عادت بشكل أكثر عنفا خاصة على أحياء حلب الشرقية بعد أن فشل النظام السوري والمليشيات الداعمة في إجبار المعارضة وأكثر من 250 ألف محاصر على الاستسلام بعد شهور طويلة من الحصار والتجويع والقصف الذي استهدف المباني والمراكز الصحية والطبية والخدمية كمحطات المياه.
وأشارت إلى أن عشرات القتلى راحوا ضحايا الغارات التي رافقتها عملية روسية واسعة استهدفت خصوصا مدينة إدلب وريف حمص بعد أن استقدمت روسيا أحدث ما في ترسانتها العسكرية من طائرات وبوارج وصواريخ.
وقالت " صحيح أن معركة حلب تكتسب أهمية كبرى لدرجة يراها بعض المحللين أنها مفصلية في الأحداث السورية لكنها مأساة حية يئن تحتها عشرات الآلاف كما حصل في مئات المدن والبلدات والقرى التي نالت من الويلات والقصف والهجمات من قبل النظام والمليشيات الداعمة والإيرانية الكثير ودمرت وأجبرت ملايين السوريين على النزوح فضلا عن مئات آلاف القتلى والجرحى ووضع مأساوي يعانيه الجميع.
ونوهت إلى أن الإدانات لجرائم النظام لا تتوقف ولكنها تبقى دون الموقف اللازم لوقف المذابح ..وقالت " قد يكون للترقب دور كبير بعد وصول الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب إلى السلطة ومواقفه المختلفة حول أزمة سوريا واولوياتها".
وأكدت "الوطن" في ختام افتتاحيتها أن كل حديث عن الاكتفاء بتحقيق هدنة أو إدخال مساعدات للمحاصرين فقط يبقى حلا قصيرا لا يرقى للتعامل مع الأسباب الجوهرية لإنجاز حل شامل يواكب ويتفاعل مع تطلعات الشعب السوري الذي دفع ضريبته كثيرا من دمه وحياته ومستقبل أجياله ودمار كارثي فضلا عن بلد بات يعاني شروخا ومهددا بالتقسيم على كافة الصعد .
وقالت " وفي غياب الحل الشامل للأزمة وفق جنيف1 خاصة فإن ما تعانيه حلب سوف ينسحب لغيرها ولن يختلف إلا الاسم ومع كل تأخر في الاتفاق الدولي الواجب سوف تزداد غزارة شلال الدم وتتضاعف أرقام الأبرياء المنكوبين.
وفي موضوع آخر تحت عنوان "مكافحة التغير المناخي" ..قالت صحيفة "الخليج" ان المماطلة من قبل الدول الكبرى في مواجهة مشاكل الازدياد الحراري الناجم عن الانبعاثات الغازية قادت إلى مضاعفة التحديات وأصبحت الكلف لمواجهة التغير المناخي مضاعفة حيث أصبح على العالم تحمل كلف خفض الانبعاثات الغازية وفي نفس الوقت مواجهة كلف الكوارث الطبيعية التي تتزايد بسبب الإهمال في معالجة هذه المشاكل .
واشارت الصحيفة في هذا الصدد الى ما أكد عليه البنك الدولي من أن الكوارث الطبيعية تفقر ستة وعشرين مليونا من البشر سنويا وتزيد خسائرها على خمسمئة بليون دولار كل عام ولكن من المتوقع أن تزيد هذه الخسائر عاما بعد عام بسبب التغير المناخي ..وقالت " ان هذا تحد كبير تثور الشكوك حول وجود الإرادة لدى البلدان الكبرى لمواجهته فالأزمة الاقتصادية التي تلقي بظلالها على كثير من البلدان تجعل من الصعب تصور أن هذه البلدان ستعطي الأولوية لقضايا تبدو لها مؤجلة على حساب قضايا تؤرقها .. ومن طبع السياسيين في هذه البلدان أن يعطوا الاهتمام للقضايا العاجلة بالرغم من أن إهمال بعض القضايا مثل التغير المناخي قد تؤدي إلى نتائج كارثية مستقبلا.
ولفتت إلى أن البلدان التي تملك الوفرة الاقتصادية لا تعني أنها ستعطي الأولوية في الإنفاق للمناطق الأكثر فقرا والتي تزداد فقرا بسبب الكوارث الطبيعية ..مشيرة إلى أن صانع القرار في كثير من هذه البلدان يقع تحت تأثير اللوبيات التي تملك الأموال التي لها أولويات أخرى غير تقديم الدعم للمناطق الفقيرة التي تزداد بؤسا بسبب نتائج التغير المناخي.
وقالت الصحيفة " من ينظر في سياسات البلدان الكبرى يجد بوضوح أن التسلح يأخذ الأولوية على ما عداه وليس من المتوقع من هذه البلدان أن ترصد الأموال الكافية لمواجهة الأضرار الكبيرة التي تواجهها القارة الإفريقية نتيجة التغير المناخي ..وعلى العكس من ذلك تتنافس هذه القوى على استغلال موارد هذه القارة وتزيد من إنفاقها العسكري من أجل تثبيت وجودها فيها وبهذه الطريقة تصبح المؤتمرات التي تعقد حول التغير المناخي والمخاطر المترتبة عليها مناسبة للتباري في الحديث عن ذلك وللإعلان عن النية لبذل قصارى الجهد لتقديم الدعم للبلدان المتضررة.
وأكدت "الخليج" في ختام افتتاحيتها أن المنظمات الدولية تؤدي دورها في هذا العبث دون أن تفصح بشكل صريح عن أن هذه البلدان لا تفعل ما ينبغي أن تقوم به أو حتى ما تتعهد بالقيام به ولعل الأمثلة صارخة في هذا المجال ..ومتسائلة " كم وضعت المنظمات الدولية من خطط وبرامج لإزالة الفقر مثلا وتمر العقود والفقر يزداد وتزداد معه محاولات التقليل من خطورته بالتلاعب بالمعايير الموضوعة لقياس حجمه ومستواه .. والخشية أن يتكرر الأسلوب نفسه مع موضوع التغير المناخي وأن يدفع الفقراء ، دولا وجماعات، تكلفة الإهمال الدولي.
أرسل تعليقك