القاهرة - أ ش أ
تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الخميس عددا من القضايا المهمة التي تفرض نفسها بشكل تام على واقع المجتمع المصري، سلط بعضها الضوء على قضية "الإرهاب".
فتحت عنوان "لا فيتو على مقاومة الإرهاب" أكد الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده "نقطة نور" بصحيفة "الأهرام" أنه سواء نجحت اليابان في تعديل قوانينها، أو أعطت لبعض بنود دستورها الراهن تفسيرا جديدا يمكن الحكومة اليابانية من إرسال قواتها في مهام خارجية تساعد على إنقاذ الضحايا اليابانيين من براثن الإرهاب ، أو المشاركة في جهد دولي مشترك يعزز حق الدفاع الذاتي الجماعي في مواجهة الإرهاب، فإن الطريق الأكثر مباشرة وسرعة ووضوحا هو إنهاء المشكلة من المنبع!، وتمكين المجتمع الدولي طبقا للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة من عقاب أى دولة تعطى لجماعات الإرهاب ملاذا آمنا أو تسهم فى تمويل أنشطته أو تساعده على عبور أراضيها، أو تستخدمه لتحقيق مآرب سياسية، في إطار التزام واضح باجتثاث كل جذور جماعات الإرهاب دون تفرقة بين جماعة وجماعة، ابتداء من "داعش" إلى القاعدة إلى بوكو حرام إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وقال مكرم "نعرف جميعا أن الجزء الأكبر من المشكلة يكمن في رغبة بعض الدول الكبرى في الإبقاء على بعض جماعات الإرهاب فزاعة تساعدها على ابتزاز الدول الأخرى، ولهذا السبب تختلق هذه الدول مشكلات مصطنعة يدور معظمها حول تعريف الإرهاب، دون اعتبار لحق الغالبية العظمى من المجتمع في تحديد الجماعة الإرهابية وتعريفها، خاصة عندما تكون جماعة مسلحة ترتكب جرائم الإرهاب بصورة يومية يترتب عليها المزيد من الضحايا والخسائر الفادحة، ولأن المعايير المزدوجة هى التى تحكم مواقف الدول الكبري، سوف يظل تعريف الإرهاب ذريعة كاذبة تعوق أي جهد جماعي دولي يستهدف اجتثاث جذور هذه الجماعات!.
وأوضح الكاتب أن المشكلة كانت دائماً في الاستخدام السىء لحق الفيتو الذي كرس هذه المعايير المزدوجة، وصنع هذا الخلط السىء الذي جعل إرهاب تشارلى إيبدو أولى بالاهتمام من إرهاب جماعة بوكو حرام، أو إرهاب جماعة الإخوان المسلمين!، رغم أن كليهما ينطوى على تنظيم مسلح يقتل ويحرق ويدمر، ويمكن أقلية باغية مسلحة من أن تفرض إرادتها على الدول والمجتمعات الإنسانية.
واختتم مقاله قائلاً "لا أظن أن الوضع الدولي الراهن الذي يجعل دولة مثل اليابان وربما فى حجم الولايات المتحدة عاجزة عن وقف ذبح مواطنيها بهذه الصورة البشعة قابل للاستمرار، وربما يكون أقصر الحلول وأنجحها وقف استخدام الفيتو فى أى قضايا تتعلق بالإرهاب، وتفويض مجلس الأمن اتخاذ القرار الصحيح بالأغلبية العظمى لأعضائه".
وفي عموده "علامة تعجب" بصحيفة الشروق راهن الكاتب عماد الدين حسين على أن التاريخ سوف يثبت لاحقا أن الموساد الصهيوني تمكن من اختراق تنظيم "داعش" وغالبية التنظيمات المتفرعة منه والمتعاونة معه أو المؤيدة له ضمنا.
ونوه حسين إلى أن مشهد إحراق التنظيم للطيار الأردني معاذ الكساسبة والذي شاهده غالبية العالم مساء الثلاثاء الماضي أصاب كل نفس سوية بالقرف والاشمئزاز ولسوء الحظ فإن الظرف الذي سيدفع الثمن هو الإسلام والمسلمون.
وأضاف "قلت قبل ذلك وأكرر اليوم أنه لو أن الموساد دفع مليارات وتريلونات الدولارات لكى يشوه صورة الإسلام والمسلمين ما أدى المهمة بالطريقة التي ينفذها الدواعش في منطقتنا".
وأكد أن بعض زعماء العالم وكبار مثقفيه الحقيقيين يستطيعون أن يفصلوا بين حقيقة الإسلام وأفعال التنظيمات المتطرفة ، لكن غالبية شعوب العالم لا يمكنها أن تفعل ذلك ، لأن نظرتها عن الآخرين تكون من خلال أفعالهم .
وقال كمال الدين حسين "الآن العالم لايرى من الإسلام والمسلمين إلا صور القتل والذبح والحرق والتخريب والتدمير والعودة إلى ممارسات تنتمى للعصور السحيقة كما نرى الآن في العراق وسوريا واليمن وسيناء وليبيا وأفغانستان وباكستان ومالى ونيجيريا .. المشكلة الكبرى ليست فى تآمر العالم ضدنا بل فى تآمرنا ضد أنفسنا".
واختتم مقاله مؤكدا أن الموساد وغيره من الأعداء لا يمكن أن ينجح إلا إذا كان لدينا استعداد وقابلية لذلك وبالتالى علينا أن نلوم أنفسنا أولا ، قبل أن نفكر فى لوم الآخرين ، أو اختلاق الأعذار لهذه الفئة الضالة.
أما الكاتب محمد بركات فأكد في مقاله "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" تحت عنوان "الجريمة والمؤامرة" ضرورة أن نعي بوضوح، أن ثورة الثلاثين من يونيو، والخروج الهادر وغير المتوقع لملايين المصريين في ذلك اليوم المشهود، وإعلانهم لإرادتهم ورفضهم الكامل لاستمرار حكم الجماعة الإرهابية ومكتب إرشادها لمصر، قد أثر تأثيراً مباشراً علي المخطط الاستراتيجي الأمريكي، الذي كان جاريا تنفيذه لتغيير خريطة المنطقة وإعادة رسمها من جديد، في إطار ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد أو الكبير.
وقال بركات "قبل الثلاثين من يونيو، وقبل تولي الجماعة حكم مصر وسيطرتها علي الدولة المصرية، كان قد تم الاتفاق بين المخابرات الأمريكية «السي أي إيه» والرئيس المعزول ومكتب إرشاده، برعاية ومشاركة تركية وقطرية، علي المساندة والدعم الأمريكي لهم للوصول إلي الحكم، في مقابل الانضواء الكامل تحت الجناح الأمريكي، والتنفيذ الكامل والأمين لكل المخططات الأمريكية، وكل ما يحقق المصلحة الإسرائيلية".
وأضاف الكاتب "في هذا الإطار تمت الصفقة، وبدأت الولايات المتحدة في إسراع الخطي لتحقيق مخططها الخاص بالشرق الأوسط الكبير أو الجديد، والذي يتطلب بالضرورة تفكيك وتفتيت الدول القائمة بالمنطقة العربية، وتحويلها إلى كيانات صغيرة ودويلات مقسمة ومتطاحنة، بحيث تصبح إسرائيل هي الكيان الأقوى في المنطقة، بعد إعادة رسم الخريطة من جديد،...، وهو ما رأيناه يتحقق بالفعل علي أرض العراق، ثم سوريا، وليبيا، واليمن".
وأوضح أنه كان الدور على مصر، حيث بدأ العمل علي اقتطاع أجزاء من سيناء وتحويلها إلى مرعى وموطن لجماعات الإرهاب والتطرف، تمهيداً لإعلانها إمارة إسلامية منفصلة عن مصر وضمها إلى حماس بعد ذلك.. مشيرا إلى أن ذلك كان المقرر الذي بدأت خطوات تنفيذه بالفعل لولا عناية الله، ويقظة الشعب ، وثورته الهادرة وغير المسبوقة، وخروج الملايين للإطاحة بحكم الجماعة، والإطاحة في ذات الوقت بالمخطط الذي كان يتم تنفيذه بالفعل لتفكيك مصر والتفريط في سيادتها علي أرضها.
واختتم محمد بركات مقاله قائلا " حربنا مع الإرهاب طويلة وشرسة، وتستدعي منا اليقظة والتأهب مع الإيمان الكامل والقوي بأن النصر سيكون لمصر وشعبها وجيشها الباسل بإذن الله وتوفيقه".
أرسل تعليقك