القاهرة - أ ش أ
اهتمت صحف القاهرة الصادرة اليوم "الأربعاء" بالقمة المصرية الروسية أمس بين الزعيمين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين التي أسفرت عن اتفاقات لتعزيز التعاون بين البلدين عسكريا واقتصاديا وتجاريا وسياحيا.
فتحت عنوان "نقلة كبيرة فى العلاقات المصرية ـ الروسية" ذكرت صحيفة "الأهرام" أن القمة المصرية – الروسية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اختتمت أمس بالإعلان عن استمرار تعزيز التعاون المشترك بين البلدين فى جميع المجالات، ولا سيما الاقتصادية والتجارية والعسكرية والسياحية، فضلا عن توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية فى مجال الطاقة النووية والاستثمار والغاز.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس أعلن، خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذي عقد بعد انتهاء المباحثات الرسمية مع بوتين، أن الاتفاقيات المبرمة، تضمنت مذكرة تفاهم لإقامة محطة نووية بالضبعة لتوليد الطاقة الكهربائية، فضلا عن مذكرات تفاهم أخرى فى قطاعات الاستثمار والغاز.
وأكد أنه اتفق مع الرئيس الروسى على مواصلة تعزيز التعاون العسكرى المشترك فى ظل الظروف الراهنة، وتسهيل الحركة التجارية وإزالة أى عقبات تواجهها، موضحا أنه تم الاتفاق على بذل الجهود من أجل إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الأوراسى.
وأشار إلى أن الجانبين اتفقا على التعاون فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية، لا سيما أن روسيا تتمتع بمزايا وخبرات واسعة فى هذا المجال ، والذى توليه مصر اهتماما خاصا فى إطار عملية التنمية وتوفير احتياجاتها من الطاقة.
وقال السيسى إنه استعرض مع نظيره الروسى استعدادات مصر للمؤتمر الاقتصادى فى مدينة شرم الشيخ، ومصر تتطلع للمشاركة الروسية الفاعلة فيه، وهو ما أكد عليه الرئيس الروسى، مضيفا أنه تم الاتفاق على دعم العلاقات الاستثمارية بين البلدين، والبدء فى اقامة المنطقة الصناعية الروسية ، والتى تم تحديد موقعها فى شمال عتاقة على محور قناة السويس.
وبالنسبة للقضايا الدولية والاقليمية، نقلت صحيفة "الأهرام" عن الرئيس السيسي قوله إن الجانبين اتفقا على الوقوف جنبا الى جنب لمواجهة التحديات فى ظل تفشى ظاهرة الارهاب البغيضة، موضحا أن استشراء الإرهاب بات يحتم تضافر الجهود الدولية من خلال منهج شامل لا يعتمد على الشق الأمنى فقط، بل معالجة النواحى الاجتماعية التى تسهم فى التطرف.
وبالنسبة للقضية الفلسطينية، قال السيسى انهما اتفقا على احياء المفاوضات الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين، واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وحول ليبيا، قال السيسى انهما أكدا أهمية الحفاظ على سيادة ليبيا ووحدة أراضيها، وضمان وحدة العراق وتحقيق الوفاق بين مختلف مكوناته الوطنية، ومواجهة خطر الارهاب.
وبالنسبة لسوريا، أكد السيسى وبوتين ضرورة توفير المناخ المناسب لإنهاء الأزمة الراهنة عبر حل سياسى، وأكد الجانبان أهمية التوصل لتسوية عاجلة بشأن اليمن وعدم السماح بتهديد وحدته أو تهديد استقرار المنطقة.
وأوضح الرئيس أنه فى ضوء المشهد الدولى المملوء بالصراعات والهيمنة والتدخل فى شئون الدول، فقد تم الاتفاق على حاجة العالم إلى نظام أكثر ديمقراطية وعدلا وأمانا لجميع الدول، فضلا عن الحاجة الملحة لإقامة نظام اقتصادى دولى أكثر انصافا.
وأكد السيسى أن مصر تستند فى علاقتها مع روسيا على أسس عميقة من التعاون الممتد، وترى فيها صديقا استراتيجيا فى العلاقات الدولية المتوازنة، كما اكد أن القاهرة بعد ثورتى يناير ويونيو تمد يدها بالصداقة إلى جميع الدول التى ساندتها ومازالت تساندها من أجل التنمية.
وكان "طلقات مدفعية وخيول ومراسم مبهرة .. استقبال مهيب للرئيس الروسى بقصر القبة" عنوان أخر لصحيفة "الأهرام" أكدت خلاله أن مراسم الاستقبال الرسمية التى أجريت للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس بقصر القبة، شهدت أجواء احتفالية ضخمة بدأت بدخول سيارة الرئيس الروسي إلى قصر القبة وسط موكب بهيج تصاحبه الخيول.
وأوضحت أن المدفعية أطلقت 21 طلقة عند دخول الموكب إلى القصر، ثم استقبل الرئيس السيسى ضيفه الكبير وقام بمصافحته، وعزف السلامان الجمهوريان الروسى والمصري، واستعرض الرئيسان حرس الشرف، وقام عدد من طلبة المدارس بالاصطفاف وتحية الزعيمين مرتدين ملابس بألوان العلم الروسي، ورددوا بعض الشعارات ابتهاجا بزيارة الرئيس الروسي باللغة الروسية، وكذلك تحية للرئيس السيسى ومنها: «السيسى السيسي.. تحيا مصر».
وأضافت الصحيفة أنه عقب الانتهاء من مراسم الاستقبال، التقط الزعيمان الصور التذكارية، قبل بدء جلسة مباحثات القمة التى جمعت بين الرئيسين، والتى تلتها جلسة المباحثات الموسعة، بحضور الجانبين المصرى والروسي، وأعقبها حضور الرئيسين لمراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات.
وعقب الانتهاء من المؤتمر الصحفى المشترك بين الزعيمين، أقام الرئيس السيسى مأدبة غداء تكريماً للرئيس بوتين والوفد المرافق له، ورافق الرئيس ضيف مصر الكبير إلى المطار حيث قام بتوديعه.
وكان الرئيسان قد تبادلا الهدايا التذكارية عقب مأدبة العشاء التى جمعت بينهما ببرج القاهرة مساء أمس الأول، حيث أهدى الرئيس بوتين الرئيس السيسى بندقية ماركة «كلاشينكوف» روسية الصنع، بينما أهداه الرئيس السيسى خرطوش فضى كبير عليه صورة الرئيس الروسي.
أما صحيفة "الأخبار" فنقلت عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله، خلال المؤتمر الصحفي، أنه رغم الصعوبات التي واجهتها مصر خلال السنوات الاخيرة إلا أننا تمكنا في علاقاتنا الثنائية من الاحتفاظ بالمستوي ونرتقي بآفاق جديدة للتعاون بيننا، وأكد الرئيس الروسي أنه أجري مع الرئيس السيسي مفاوضات بناءة وذات مضمون ثري وواصلنا حوارنا الذي بدأناه في مدينة سوتشي الروسية حول مجمل القضايا الاقليمية والدولية التي تهم البلدين.
ودعا الرئيس الروسي السيسي لزيارة روسيا مرة أخري في زيارة رسمية لتبادل الآراء حول جميع المسائل ذات الاهتمام المشترك.
وقال بوتين إن التعاون الاقتصادي بين البلدين كان علي رأس المباحثات .. مشيرا إلى أن التبادل التجاري في السنة الماضية بين البلدين زاد بنسبة 80 % ومن العوامل الرئيسية لهذه الزيادة هي التعاون في مجال المنتجات الزراعية كما زاد تصدير القمح الروسي الي مصر وزاد تصدير المنتجات المصرية الي روسيا، منوها إلى أن التعاون في مجال الطاقة يتطور بمعدلات طيبة فهناك أكثر من 1.4 مليون طن مشتقات نفطية وصلت الي مصر.
وأضاف بوتين أن السيسي ذكر أننا ناقشنا آفاق التعاون في مجال الطاقة النووية لافتا الي أنه بخصوص هذا المجال فإننا نسعي للاتفاق علي إقامة محطة طاقة نووية في مصر وخلق فرع كامل جديد في الاقتصاد المصري ويشمل المشروع بناء المحطة وتدريب الكوادر والدراسات العلمية والبحوث العلمية كمشروع متكامل.. وبالاضافة الي كل ذلك فنحن لدينا آفاق واعدة في الاستخدام السلمي في الفضاء الكوني وعبر الملاحة باستخدام الاقمار الصناعية.. وسوف نركز جهودنا في تطبيق جملة من المشاريع الاقتصادية خلال الفترة المقبلة.
وأوضح بوتين أن هناك مشروعات أخري في البنية التحتية للمواصلات وصناعة السيارات والصناعات الكيميائية .. مشيرا الي أن اللجنة الحكومية الروسية - المصرية المشتركة تقوم بذلك، وأشار الرئيس الروسي الي أهمية توقيع مذكرة تفاهم حول الاستثمارات والمشاريع الاستثمارية المشتركة بين البلدين مشيرا الي أنه تم الاتفاق علي توسيع الامكانات للاستثمارات الصغيرة والمتوسطة وهناك أكثر من 400 شركة روسية تعمل في الاراضي المصرية.
وقال إننا نعمل في الاستمرار علي مجلس الاعمال الروسي - المصري، ونري أنه من أهم عوامل التعاون الثنائي هو الاتصالات الانسانية فيما يخص التبادل السياحي والتعليمي، وأضاف أن الجامعة المصرية - الروسية تواصل أعمالها ويزداد عدد السياح الروس الي مصر عاما بعد عام.
وأضاف أنه خلال العام الماضي زار المنتجعات المصرية أكثر من 3 ملايين سائح روسي مما يشكل زيادة 50 % عن عام 2013 .
وأكد بوتين أن كل تلك النتائج الايجابية في العلاقات بين البلدين وتطورها يعود الي الاستقرار السياسي الذي تم الوصول إليه تحت قيادة الرئيس السيسي.
وأضاف أننا ناقشنا الاوضاع الاقليمية والشئون الدولية حيث تم الاتفاق علي تكثيف الجهود في مكافحة الارهاب وتحدثنا باهتمام كبير فيما يخص تسوية الأزمة السورية وتحدثنا في موضوع التسوية في الشرق الاوسط موضحا أنه أبلغ السيسي علي النتائج التي وصلنا إليها في اجتماع المعارضة السورية وممثلي الرئيس الاسد في موسكو.
وقال بوتين اننا نعول الكثير لإجراء الجولة الثانية لتلك الاتصالات ونأمل بالوصول الي تسوية سلمية في سوريا.
وقدم بوتين الشكر للرئيس السيسي والشعب المصري والمسئولين علي حسن الضيافة وقال: أتمني سلاما وازدهاراً للشعب المصري الصديق، وأكد أن روسيا تنوي وستبقي شريكا وصديقا موثوقا به لمصر وعلي يقين من أن الزيارة ستعطي حافزا جيداً لمواصلة التعاون الثنائي.
وتحت عنوان "لقاء الرئيسين المصري والروسي.. بشرة خير للبحر الأحمر" نقلت صحيفة "الجمهورية" عن أحمد مصطفي الدع مدير فرع هيئة تنشيط السياحة بالبحرالأحمر قوله "إن السائح الروسي يتصدر سنويا المركز الأول بين الدول في السياحة الوافدة لمصر بشكل عام والبحرالأحمر بشكل خاص والإحصاءات تؤكد أنه في عام 2014 وصل مصر ملايين السياح الروس.. وصل منهم للبحرالأحمر مليون و665 سائح من إجمالي 4 مليون و126 ألف سائح من جنسيات مختلفة زاروا المحافظة".
وأضاف أن هذا ليس من فراغ لكن لجهود وزارة السياحة والتسويق الجيد في روسيا وعشق السائح الروسي لمصر وما تربطه بشعبها من علاقات وطيدة علي مر التاريخ.
وتابع "أن زيارة الرئيس بوتين تعد رسالة قوية للعالم أن مصر منفتحة علي الجميع ولم ولن تغلق نفسها علي دول بعينها ولكن يدها ممدودة بالسلام والتعاون مع الجميع ولن يسيطر عليها كيان ما.. وهي توطيد للعلاقات.. كما أنه بجانب ما سيتم من إتفاقات في المجالات العسكرية والسياسية.. سيكون العائد كبير للاقتصاد المصري".
وأشار إلى أن هناك دراسة قام الدكتور هشام زعزوع وزير السياحة بعرضها علي البنكين المركزيين المصري والروسي لحل مشكلة تراجع السياحة الروسية بعد أزمة الروبيل.. حيث تم اقتراح بالعمل بنظام المقايضة بين الخدمات المقدمة بين البلدين حيث إننا نقوم باستيراد الغاز المسال والقمح من روسيا فسيكون السداد بالجنيه المصري مقابل اننا نقبل من شركات السياحة الروسية أن تدفع ديونها المتراكمة و قيمة الرحلات السياحية الموجهه لمصر بالروبيل وليس الدولار.
وأوضح أنه سيتم عرض هذا المقترح خلال مباحثات الرئيسين المصري والروسي مما يكون له دور إيجابي في سرعة موافقة البنكين المركزيين للدولتين، مؤكدا أن هذه الزيارة جاءت في الوقت المناسب وستعود بالخير علي الحركة السياحية في مصرولها مردود عالمي جيد.
من جانبه، أكد المحافظ اللواء أحمد عبدالله أن هناك ارتياحا كبيرا لزيارة الرئيس الروسي بعد غياب 10 سنوات ولقائه الرئيس السيسي.. مشيرا إلي أن العلاقات المصرية الروسية عميقة جدا سواء بين الشعبين أو الحكومتين.. وستزداد قوة في ظل التعاون المباشر بين القيادتين السياسيتين.
وأشار إلى أن الزيارة تعد أكبر دعم للمؤتمر الاقتصادي المقرر انعقاده في شهر مارس/ آذار القادم، مضيفا أن الأمل كبير في الموافقة علي المقترح المقدم بتفعيل نظام المقايضة والذي سيحل أزمتي الجنيه المصري والروبيل الروسي ويضمن استمرار التبادل الاقتصادي بين الدولتين.
أرسل تعليقك