تناولت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها انتهاكات جيش الإحتلال الإسرائيلي المتكررة والبشعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي كان أفظعها جرائمه في قطاع غزة دون حسيب أو رقيب في ظل مساندة واشنطن " العمياء " لتل أبيب بحجة دفاعها عن أمنها..إلى جانب توجهات أردوغان وطموحاته السلطانية.
وتحت عنوان " انتهاكات الاحتلال و غياب المحاسبة " قالت صحيفة " البيان " في افتتاحيتها اليوم إن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي البشعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وكان أفظعها مؤخرا جرائمه في حربه على قطاع غزة التي يشنها منذ أكثر من شهر في ظل إعلانات لوقف إطلاق نار أو هدنة بمسميات مختلفة .. تكشف فظائع لم يكن الإعلام ولا الأهالي قادرين على اكتشافها أو توثيقها للعالم.
وأوضحت الصحيفة أن اللجنة التي أعلنت الأمم المتحدة تشكيلها للتحقيق في خروقات محتملة لحقوق الإنسان ارتكبها كلا الجانبين خلال الحرب على غزة لم تلق قبولا أو ترحيبا من جانب سلطات الاحتلال التي انتقدتها بشدة متهمة مجلس حقوق الإنسان الدولي بأنه تحول إلى مجلس لحقوق الإرهابيين وإلى محكمة لا تراعي العدالة وتعرف نتائج تحقيقاتها مسبقا رغم أن الضحايا الفلسطينيين تجاوزوا ألفا و / 938 / شهيدا معظمهم من المدنيين والأطفال والنساء مقابل أعداد متواضعة من الإسرائيليين لم تتجاوز / 64 / جنديا وثلاثة مدنيين.
ولفتت إلى أن هذا التشكيك والرفض المسبق رافقه تأكيد مسؤول إسرائيلي أن مفاوضات القاهرة الرامية لإنهاء الحرب لم تحقق تقدما حتى الآن لافتا إلى أن الخلافات ما زالت كبيرة في ظل التزام الطرفين بهدنة / 72 / ساعة تنتهي منتصف ليل الأربعاء ـ الخميس حيث من المتوقع أن تواصل إسرائيل بعدها أو ربما خلالها قصفها لقطاع غزة وقتل مزيد من الفلسطينيين الأبرياء وهدم بيوتهم فوق رؤوسهم.
وقالت " البيان " في ختام افتتاحيتها إن عيون الفلسطينيين تبقى معلقة على مفاوضات العاصمة المصرية حيث ضاقت صدروهم من ويلات الحرب التي يعيشونها ويدفعون ثمنها وحدهم إذ إن التضامن العربي والدولي يرفع فقط معنوياتهم ويعزز صمودهم ولكنه بشكله الحالي لن يكون كافيا لنصرتهم وإنهاء حرب الاحتلال الشعواء ضدهم كما أنه لن يكون رادعا للجيش الإسرائيلي الذي اعتاد ممارسة انتهاكاته المتكررة بلا حسيب أو رقيب لا سيما في ظل مساندة واشنطن العمياء لتل أبيب وتأكيداتها المتواصلة على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وحماية أمنها دون أي اعتبار لحماية المدنيين الفلسطينيين وحقهم في الدفاع عن أنفسهم في أرضهم المحتلة.
أما صحيفة " الوطن " فدعت تل أبيب إلى أن تنظر إلى ما يجري اليوم في المنطقة لتستخلص منه العبر و الدروس و الرؤية لمستقبلها إذا رضيت بالسلام العادل و لمصيرها وتستمع لنصيحة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي عندما قال .." إن على إسرائيل أن تدرك أن السلام هو الخيار الأوحد لبقائها ".
وأضافت تحت عنوان " السلام وحده يضمن بقاء إسرائيل "..أن ما يجري اليوم في غزة و العالم العربي يؤكد أن بقاء إسرائيل في ظل احتلالها الأراضي الفلسطينية يعد بقاء هشا بل يستحيل لأن العناصر التي تشكل قوة مضادة لإسرائيل تتولد من حالة الحرب والفوضى والصراعات و أهم عنصر بين تلك العناصر هو حالة السيولة التي توجد في المنطقة بفوضى الحدود والحقوق .. موضحة أن إسرائيل لا تعرف حدودها حتى الآن لأنها تطمع في أن تغتصب مزيدا من الأراضي الفلسطينية لتكون مستوطنات لمزيد من اليهود المهاجرين إلى هذه الأراضي والمنطق يقول إن الشعب الفلسطيني شعب حي و باق و لن ينصهر في أي من شعوب المنطقة و لن ينسى حقوقه التاريخية وأكثر من مليون فلسطيني يعيشون داخل إسرائيل بهويتهم العربية ودينهم الإسلامي والمسيحي..منوهة بأن عدم وجود حدود لإسرائيل يجعل شرعيتها محل شك لدى الكثير من القوى العربية والغربية والعالمية.
وأكد " الوطن " في ختام افتتاحيتها..أن الإحتلال الإسرائيلي سيهزم يوما من الأيام إذا بقي بؤرة عدوان مستمر ضد الحقوق الفلسطينية والعربية وما تشهده المنطقة سيولد أشكالا جديدة من الرفض العربي لإسرائيل.
من جانبها وتحت عنوان " السلطان أردوغان " قالت صحيفة " الخليج " في افتتاحيتها اليوم إنه " كعادة سلاطين بني عثمان عندما كانوا يتولون العرش توجه رجب طيب أردوغان بعد إعلان فوزه كأول رئيس منتخب بالاقتراع المباشر بنسبة تصل إلى / 52 / في المائة إلى المسجد الأزرق في اسطنبول لأداء الصلاة في إشارة واضحة إلى توجهاته العثمانية وطموحاته السلطانية ".
ورأت أنه عندما يعلن أردوغان أنه سيكون رئيسا لـ/ 77 / مليون تركي فهذا من حيث الشكل صحيح لأن تركيا ستكون في قبضته لخمس سنوات مقبلة وربما لعشر سنوات إذ إنه لا يخفي طموحه إلى رئاسة ثانية ووضع تركيا في ظل نظام رئاسي بحيث يكون مطلق الصلاحية في تحديد سياسة بلاده في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية لكن من حيث المضمون فإن ممارسات أردوغان خلال السنوات القليلة الماضية على الصعيد الداخلي ونهجه السياسي الإقليمي يشيران إلى خمس سنوات عجاف تنتظر تركيا في ظل قبضة حديدية وتوجه استبدادي وتطلعات إقليمية تثير الريبة والمخاوف.
ولفتت إلى أن أردوغان لم يقصر في استخدام كل وسائل العسف والقهر والعنف ضد كل معارضيه الإسلاميين والعلمانيين وحول الخيار الديمقراطي الذي ادعى أنه من أربابه إلى مجرد سلم للوصول إلى السلطة التي جعل منها نموذجا للتفرد والدكتاتورية وكانت طريقة تعامله الفظ مع متظاهري ميدان تقسيم في اسطنبول نموذجا فاقعا على هذا التوجه..إضافة إلى حملات الاعتقال التي طالت الإعلاميين والنشطاء السياسيين وصولا إلى رجال الأمن والقضاة الذين شك في ولائهم لسلطانه بعد انكشاف فضائح الفساد التي تورطت فيها حاشيته.
ونوهت " الخليج " في ختام افتتاحيتها بأن هذه السياسات أدت إلى شرخ داخلي وانقسام مجتمعي وهو سيتعمق في ظل نهج سيواصله كرئيس مطلق الصلاحية..مشيرة إلى أنه في الشأن الإقليمي أدت ممارساته - التي تنطلق من مفهوم ديني ضيق وطموحات سياسية عثمانية - إلى عزل تركيا بعدما جاهر بعدائه للدول المجاورة من خلال فتح حدود بلاده لكل قوى الإرهاب والتطرف والتكفير وتوفير الدعم والإسناد لها ومن ثم السعي إلى التدخل في شؤون دول أخرى بل والمجاهرة بإعلان العداء لها.
أرسل تعليقك