أبوظبى - مصر اليوم
انتقدت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم الاثنين في مقالاتها الافتتاحية بالانتهاكات الإسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى واستمرار التوغل الاستيطاني في ظل الضغوط الأمريكية على الفلسطينيين لمنعهم من التوجه إلى مجلس الأمن الدولي.
وتحت عنوان "الفاشية الإسرائيلية"، قالت صحيفة (الخليج) إن "الفرق بين المتطرف في الاحتلال الإسرائيلي والمعتدل أن الأول يريد أن يقضم كل شيء مرة واحدة بغض النظر عن كل شيء، أما الآخر فهو يريد أن يداور ويناور وهو يلتهم الجزء تلو الآخر من فلسطين وهذا شأن المعتدلين في موضوع الاستيطان وشأنهم في موضوع الأقصى وهو ما يقوم به الآن نتنياهو".
وأشارت إلى أن نتنياهو يدعو إلى التهدئة في الأقصى كالذئب الذي يريد مهادنة الضحية وبهذه الدعوة يساوي بين الصهاينة الذين يدنسون الحرم القدسي مع الذين يدافعون عن مقدساتهم خصوصا أنه لم يكن بعيدا عن التحريض وعن الانتهاكات لأنه كان يعرف بها إن لم يكن من مخططيها.
وأوضحت الصحيفة أنه يفعل ذلك لأغراض عدة منها أنه يحاول أن يجس نبض الشارعين الفلسطيني والعربي فلما أحس أن ذلك قد يثير التوتر إلى درجة لا يعلم منتهاها بدأ يلعب دور المهدئ وجعل الأمر وكأنه خلاف لابد من التفاوض حوله وليس انتهاكا لمقدسات وحقوق الفلسطينيين وخروجا على قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد عدم شرعية الاحتلال.
وأضافت أن "الولايات المتحدة سارعت إلى تلقف الدعوة لتمارس ضغطها كالعادة على الفلسطينيين الضحايا وليس على الجناة الإسرائيلين فوزير خارجيتها جون كيري يطلب من الفلسطينيين عدم الذهاب إلى مجلس الأمن لطرح الانتهاكات الإسرائيلية عليه من أجل اتخاذ الموقف المناسب الذي تتطلبه القرارات الدولية ويفرضه القانون الدولي".
وأكدت (الخليج) - في ختام افتتاحيتها - أن التفريق ينبغي أن يتم بين السياسات ومناورات إدارتها فالسياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية ثابتة منذ عقود بل إن التغييرات التي تحصل فيها هي إلى الأسوأ للفلسطينيين وهذا ثابت في موضوع الاستيطان الذي انطلق في السياسية الأمريكية من كونه انتهاكا للقرارات الدولية إلى كونه لا يساعد في عملية التسوية.. مشيرة إلى أن المراهنة في هذا الموضوع تعتمد على صلابة الموقفين العربي والفلسطيني.
وحول التحديات والتهديدات التي تواجهها المنطقة العربية، أكدت صحيفة (الوطن) أن الأحداث التي جرت وتجري في المنطقة العربية منذ شهر يناير عام 2011 دلت على أن الأمة العربية أمة واحدة وهو ما تؤكده السمة الواحدة والتهديدات المتشابهة والمخاطر المتطابقة والتحديات المتماثلة.
وتحت عنوان "أمن الخليج خط أحمر"، قالت "إذا كان الإرهاب خطر يهدد العالم فإنه يتركز الآن في المنطقة العربية ويتحرك بين دولها بهدف الوصول إلى قلب الأمة لتفتيت قوتها وضعضعة أركانها بعد أن شهدت الأطراف والبوابات الشرقية والغربية والجنوبية والشمالية اختراقات خطيرة من قوى الظلام العابثة بمصير المنطقة في لعبة تحركها فيها قوى أكبر منها تريد فرض مشروعات سياسية واستراتيجية وعسكرية وأمنية تناقض المصالح العربية".
وشددت على أن أمن الخليج جزء أصيل من أمن المنطقة والأمة ما يهددها يهدد الأمن العربي برمته خاصة وأن المخططات الخارجية تستهدف المكانة الاستراتيجية والثروات الطبيعية والدور الفاعل الذي تقوم به دول الخليج وما يؤكد ذلك عدد كبير من العناصر والأحداث والعوامل والتجارب والمتغيرات والتحديات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما بدأ ما يسمى بـ "الربيع العربي" انتقلت عدواه من تونس إلى مصر إلى سوريا إلى ليبيا ثم إلى اليمن ولم ينته ذلك إلا وتجددت الاضطرابات في العراق بعد أن شهد انهيارا هائلا في مؤسساته الأمنية والعسكرية فحدث فراغ كبير في الدولة التي أصبحت مكشوفة أمام جماعات متطرفة تشكل رأس الرمح لمشروعات خارجية تسعى إلى بناء إمبراطورية قديمة أو إلى خلافة سالفة.
وقالت إنه "أصبح أمام هذه الدول القادرة على المواجهة مسئولية حماية المنطقة جميعا عبر التنسيق والتضامن والتعاون والتحالف للحفاظ على المؤسسات الوطنية الاستراتيجية التي تشكل عصب الدولة وظهرها ونجحت هذه الكتلة العربية في صد موجات من العدوان الغاشم الذي يتستر تحت شعارات إسلامية كثيرة ومخادعة".
وأضافت أن "المعركة ستكون طويلة شيئا ما ولكن ستصبح قصيرة عندما تشارك الشعوب بوعيها ووطنيتها وقدرتها على الفرز في معركة الكرامة والسيادة والحفاظ على الهوية"، مشددة على أهمية دور الاقتصاد في استعادة المباداة والمبادرة السياسية والاستراتيجية بإيجاد توازن استراتيجي بين قوة البناء وقوة الأمن وأدوات الحماية.
وأكدت الصحيفة أن قوة هذه الدول ستزداد بعد أن تتحرر ليبيا من سطوة المليشيات المتطرفة الإرهابية كما رفضت تونس التوجه الإخواني لقيادة الدولة بجانب ما قدمته مصر من نموذج لدور الشعب المصري وطليعته المدنية والعسكرية مدعوما من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين والكويت ولذلك صدقت أقوال القيادات في هذه الدول وهم يؤكدون أن "أمن مصر من أمن الخليج وأمن الخليج من أمن مصر"، واليوم يرفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عاليا الموقف المصري والعربي المتميز بأن "أمن الخليج خط أحمر".
وشددت (الوطن) - في ختام افتتاحيتها - على أن "الخط الأحمر" لا يجوز تخطيه أو الاقتراب منه لأنه يشكل في الأصل مفتاح أمن الأمة ووحدة إرادتها وسلامة مصيرها وسيادة قرارها.
أرسل تعليقك