القاهرة ـ وكالات
شهد الإعلام المصري خلال النصف الثاني من العام الماضي حملة شرسة، من أعضاء تيار الإسلام السياسي، بلغت ذروتها عندما تم حصار مدينة الانتاج الإعلامي ثم تهديد الإعلاميين واتهامهم بالعمالة، والخيانة حتى وصل الأمر إلى السب والقذف.
كما شهد العام تضييق الخناق على بعض الإعلاميين والقنوات مثلما حدث مع برامج العاشرة مساء عندما تم منعه بحجة أنه يخرج على الهواء من خارج مدينة الانتاج الإعلامي، والبعض فسر هذا القرار الصادر من وزارة الإعلام المصرية بأنه قرار صادر بسبب الهجوم الذي يقوم به وائل الابراشي على جماعة الاخوان والرئيس محمد مرسي، كما وصل الآن في العام المنتهى الى وصول بعض الإعلاميين الى النيابة العامة بتهمة إهانة الرئيس، وأبرزهم محمود سعد، كل هذه الأمور جعلتنا نطرح سؤالاً على الإعلاميين وبعض الخبراء، ماذا ينتظر الإعلام المصري في 2013؟ أيضاً لابد وأن يعي أصحاب البرامج أن الحيادية يجب أن تكون من أولويات العمل الإعلامي، خاصة أن هناك ملاحظات كثيرة على البعض منهم نتيجة عدم الحياد.
< الدكتورة ليلى عبد المجيد عميدة الإعلام الكندية، تقول: المشهد الإعلامي في العام الجديد يحمل مفاجآت وسوف تخرج أصوات تندد بوقف القنوات الدينية التي تستغل منابرها في تكفير الشعب ونخبه، ويأتي هذا على أيدي أبناء التيار الإسلامي المتوازنين الذين بدأوا بالفعل في إطلاق حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» يستنكرون فيها الأفعال التي يقوم بها بعض المحسوبين على التيار الإسلامي، من سباب وشتائم ضد الإعلاميين بشكل غير لائق.
وقالت عبد المجيد: على الإعلامي عدم استفزاز أي شخص من التيارات الإسلامية حتى لا نفجر شرارة الحرب مع بعضهم البعض، خاصة ونحن ننزلق نحو الهاوية، ورائحة الانشقاق في كل مكان بمصر وإلغاء نمط السخرية لأنه أسلوب غير حضاري، فمن المفروض أن نضع مصر أمامنا، وعلى الإعلاميين أن يتوحدوا وينتقدوا أنفسهم فيما يقدمونه للمشاهد، ووقف الاتهامات والشتائم، وعليهم وضع ميثاق شرف إعلامي يحميهم ويحاسبهم، ولابد من انشاء هيئة أو مجلس وطني لادارة الإعلام في المرحلة المقبلة لادارة الإعلام ليفعل القانون الإعلامي للمسموع والمرئي.
<< الدكتور محمود يوسف، وكيل اعلام القاهرة، ليس لديه أي تفاؤل في العام القادم، لأنه يرى الإعلام ذهب بلا عودة، فبعد الثورة الكل يلهث وراء شهرته حتى ولو صنع فوضى، وبعد تناول الصحف والمواقع لبرامجه أحس أنه البطل الهمام الذي ينقذ مصر، وجعل الإعلامي نفسه القاضي والجلاد معا، ولأنه عاش الذاتية فمن الصعب الرجوع عنه، في العام الجديد سيكون عام الصراع الإعلامي السياسي، الكل هيحاول أن يثبت وجوده، يصل الى الاشتباك، وآمل أن يدرك الإعلام الخاص أن اسرائيل حشدت جنودها على الحدود بحجة تأمين وحماية الحدود، وهذا أمر خطير، فلابد أن يركز الإعلام على سيناء التي غابت عن المشهد نهائيا، كأنها جزء منفصل عن الوطن، فطريق التنمية يبدأ من سيناء، ووجود الكاميرات هناك يرصد مشاكلهم، والبحث عن المسئولين عن حل لجذب رؤوس الأموال للاستثمار فيها، ولابد من ترضية أهل سيناء وتوفير فرص عمل لهم.
وانتقد يوسف أداء ابراهيم عيسى وباسم يوسف ووصفهما بأنهما لا يقدمان إعلاماً، بل يقدمان مسرح اللامعقول، فالدول التي في حالة التوتر تستخدم اعلامها للبناء وليس للهدم، وعلى الجانب الآخر أنا ضد تهجم الشيوخ عليهم، وأعتقد أن العام الجديد لابد أن يصنع إعلاما لتوحيد الصف المصري.
الدكتورة هويدا مصطفى، تتخوف من انتشار ظاهرة الارهاب وقالت: على الإعلام التصدي لها من واقع المسئولية الاجتماعية، بدلاً من استضافة شخصيات تصدر أحكاما على الشعب بالتحريم أو سب بعض الشخصيات والتوعد له، أو إصدار فتاوى بهدم الآثار بما فيها الهرم لأنه من الماسونية، وأشكال عديدة يفرح بها نجوم الفضائيات ويبنى عليها حدوتة، ونسي أنه بهذا يصنع إرهاباً للشعب، وعليه في عام محمل بالغيوم أن يلتزم بالمهنية ومعايير الصدق والموضوعية والدقة والأمانة في عرض القضايا، وتجنب ما يؤدي للفوضى، ولابد من تعريف شبابنا خطورة الإرهاب على استقرار الوطن، والمجتمع، وأنه يأخذ معه الأخضر واليابس، وأطالبهم بانشاء مركز إعلامي مستقل ليمد وسائل الإعلام بالمعلومات المستجدة حول الاحداث الإرهابية التي نتمنى ألا توجد في المرحلة المقبلة، والرد الفوري على الشائعات سواء كانت من الداخل أو الخارج، مع شرح قانوني مركز يتناول العقوبات الرادعة لجرائم الارهاب، مع الارشادات الخاصة بدور المواطن في مواجهته وتحركات الارهابيين ولابد من مساعدة الجميع بصرف النظر عن الاختلاف السياسي.
وتوجد دراسة تؤكد أن الفضائيات ركزت على اعتناق مفاهيم دينية خاطئة بلغت 15٪ والجهل والفقر بنسبة 12٪ مما يعني أن الارهاب يهتم بالبعد الديني وبالأهداف السياسية، وينمو بنسبة 35٪ مما يشوه صورة الإسلام الدين الذي يحمل احترام الآخر والمواطنة والعفو عند المقدرة، فمصر ليست دولة صغيرة بل من أهم الدول في العالم واذا انتشر الارهاب بها تراجعت آلاف السنين.
الدكتورة نهلة زيدان، أستاذ الإعلام بآداب المنصورة، ترى الإعلاميين يلعبون في ملاعب غير ملاعبهم، ليس من حقهم التنظير، وهم السبب الرئيسي في الهدم، وعليهم أن يدركوا سريعاً ما يفعلون لأن القادم مظلم، توحيد الرسالة من أجل مصر والدفاع عن حقوقهم بشكل يليق بثقافتهم بعد الموافقة على الدستور سوف تغير ملامح الإعلام، خاصة وأن الكثير يطالبون بإصدار وثيقة بث فضائي لوضع أصول لمهنة الإعلام التي تجردت تماما من الشفافية، فالمستقبل يحمل مفاجآت للفضائيات ستسقط قنوات وأخرى سوف يحاول أصحابها الدمج مع قنوات أخرى كل هذا يتم خلال نصف عام 2013.
بعد دراسة تفتيت الفضائيات التي لعبت على وتر الجماعات الإسلامية كما سيفتح ملف رؤوس اموال الفضائيات والبحث عن مصادرها.
الدكتور صفوت العالم، أستاذ باعلام القاهرة، يرى أن العام الجديد يحمل صعوداً للقنوات الدينية، وظهور شيوخ جدد، وإطلاق فتاوى تؤثر على المشاهد بشكل كبير، مما تذبذب أفكاره وتجعله يحرم كل شىء، ومن المفروض على الجميع أن يعملوا بنصيحة شيخ الأزهر الذي طالب المصريين جميعاً بأن ينسوا كل الآثار السلبية التي واكبت عملية الاستفتاء والسعي الى المصالحة الشاملة.
ويؤكد العالم أن الحرية في مستقبل الإعلام مطلب أساسي في التناول والممارسات الإعلامية، وأنه لابد من إتاحة المعلومات داخل وخارج المجتمع في المنطقة العربية، والتخلص في نفس الوقت من سيطرة الحكومات، وظهور بعض الاشكاليات الإعلامية الى العولمة التي أعتبرها سبباً رئيساً حيث أدت الى إحداث تشابكات تمخضت عن كسر الإعلام الفضائي الخاص.
ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي، يرسم المشهد الإعلامي المستقبلي بعد خروج الدستور للنور، فيرى أن العدد الأكبر من بنوده سلبي ويحبط الجماعة الإعلامية، وبرغم مستقبل الإعلام لمصلحة السلطة بذراعيها التنفيذية والتشريعية، وهناك مخاطر كبيرة على حرية الكلمة والصورة، وهذا يرجع للنزعة الكارهة للفضائيات والصحافة لدى التيار الإسلامي، واستخدام الشوارع والميادين لترويع الإعلاميين، لأنه شكل مجالاً غير مواتٍ للتيار الإسلامي على مدى العقود الثلاثة الماضية، لما خلق لهم شعوراً بالمرارة، وعدم فهم بعض التيارات لطبيعة العمل الإعلامي والدور الذي يلعبه في مجتمع ديمقراطي، وأن من صميم عمل الإعلام هو إلقاء الضوء على قضايا المجتمع، ويشير عبد العزيز أن الأطراف المتنافسة والتي يطلق عليها التيار الديني، البعض منهم لا يخضع للتأهيل النفسي والثقافي حتى يتسنى لهم التعامل مع المجتمع والنخب.
ويرى أن هناك غموضاً في صياغة المواثيق الإعلامية، ورغم هذا لا يفلت إعلام الفضاء من النقد لأنه وقع في أخطاء كثيرة في طرح وجهات النظر أو في أداء المذيع، وهو الذي وضع نفسه في المشكلة التي نعيشها الآن.
وعلينا أن نتصدى لأي تشريعات تكون ضد تداول المعلومات أو قصف الأقلام بجانب تطبيق المعايير في تقديم الرسالة الإعلامية.
أرسل تعليقك