توقيت القاهرة المحلي 19:48:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الداعية عمرو خالد يطالب بتحرير السيرة من الأفكار المتطرفة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الداعية عمرو خالد يطالب بتحرير السيرة من الأفكار المتطرفة

الدكتور عمرو خالد
القاهرة / شيماء مكاوي

استنكر الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، عرض السيرة النبوية خلال المائة سنة الأخيرة على أنها سيرة تنظيمية عسكرية حربية سرية، وتم اختزالها في غزوات، بدر، أحد، الخندق، خيبر، فتح مكة، وفاة النبي، قائلاً إن هذا التصور الخاطئ في فهم السيرة خلق فجوة بينها وبين الناس، فلا يجد فيها الشباب نفسه، وخلت من معنى الرحمة للعالمين، وهي الهدف الأسمى من رسالته صلى الله عليه وسلم.

وأضاف في الحلقة الأولى من برنامجه الرمضاني "السيرة حياة"، أنه "خلال الفترة التي أقامها النبي بالمدينة، بلغ عدد غزواته سبعًا وعشرين غزوة، لم تستغرق جميعها أكثر من 540 يومًا، يعني أقل من سنتين انشغل خلالها المسلمون بالحروب، وأكثر من ثماني سنوات كان التركيز خلالها على الحياة، بناء إنسان، بناء حضارة، فضلاً عن الفترة التي أمضاها في مكة في نشر دعوة الإسلام".

وتابع خالد: "7% فقط من حياة النبي كانت حروبًا، لذا فالتعامل مع السيرة على أنها حروب فقط، هو تحريف لها، ومن ينظر إليها وفق هذا المنظور، فهو يبرر الحرب والصراع تحت اسم النبي"، مشددًا على ضرورة أن "نعلم أن السيرة ليست صراعًا، وإنما هي حياة نتعلم منها حتى اليوم الحب.. الرحمة.. الإبداع.. القيم.. الأخلاق.. النجاح.. السعادة.. الحياة الجميلة".

وقال إن "السيرة حياة، لأنك ستجد فيها كل احتياجاتك، ولن تجد نبيًا ولا مصلحًا حياته غنية بكل احتياجات الحياة إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك من أسمائه في كتب السنة "الجامع"، لأنه الجامع لاحتياجات الإنسانية، لذا ينبغي أن نقتدي به في وفائه ورحمته وعفوه وأخلاقه.
وذكر خالد أنه "في العام الماضي كنت في ألمانيا، قابلت أستاذًا ألمانيًا متخصصًا في مقارنة الأديان خلال أحد المؤتمرات، قال لي إنه يريد يعيش بقية حياته بطريقة النبي محمد في الحياة (السُّنة)، فقد وجدت أن أفضل طريقة للحياة هي محمد "لايف ستايل".

ومما قاله تأثرًا وإعجابًا بحياة النبي - كما ينقل خالد عنه - أنه "في الأكل: "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع.."، في الأتيكيت " تبسمك في وجه أخيك صدقة"، معاملة المرأة:" "أفضل الصدقة لقمة تضعها في فم زوجتك.."، في الإبداع.. كل الحلول لدى النبي مبدعة من خارج الصندوق". وقال إنه "نتيجة لذلك بدأ (الأكاديمي الألماني) يفكر مثله: في التسامح، لم يكن يتذكر شيئًا سيئًا لأحد، أو يذكّره بما كان يصنعه معه"، مشيرًا إلى أنه "فهم معنى "السيرة حياة" على أنها طريقة صحيحة نعيش بها في الحياة، بينما نحن اختزلناها في التدين الشكلي الذي يقوم على المظهر ويخلو من الجوهر في فهم حقيقة الإسلام".

واستدرك خالد: "هذا لا يعني أن نعيش حياة النبي في عصره، دون أن نراعي التطورات المذهلة التي شهدها الكون، فهناك اختلاف في الزمان، واختلاف في البيئة، لكن هناك من فهم الأمر على أن الحياة تجمدت عند عصر النبي، فنلبس مثلما كان يلبس، ونركب مثلما كان يركب، دون أي تغيير، حتى لا نكون أصحاب بدعة"، متسائلاً: "كيف فهم مثل هذا معنى أن النبي رحمة للعالمين، وهو يوقف الزمن عنده؟، فالمعنى أنه مستمر لكل زمان ومكان". بينما أشار إلى أن "هناك فريق آخر يرى أن حياة النبي التي مضى عليها أكثر من 1400 سنة لا تصلح لهذا الزمن، على الرغم من أنه نفسه يعيش بأفكار ارسطو وسقراط، وهما من قبل الميلاد، إذن ما الحل: أن نعيش حياة النبي (طريقة حياته.. أخلاقه وأفعاله) وليس عصر النبي (الزمن الذي كان يعيش فيه)".

واستطرد خالد قائلاً: إذا كان الزمن يتغير، وما كان في عهد النبي لم يعد موجودًا الآن، إلا أن حياته ستظل باقية: "خيركم خيركم لأهله"، و"أفضل الناس إيمانًا أحسنهم أخلاقًا"، "إن الله جميل يحب الجمال". وشدد على أن "هذه هي القيم التي يجب أن نتمسك بها، إن أردنا أن نعيش حياة النبي لا عصره، ومن الضروري العمل على تحرير السيرة من الأفكار المتطرفة، واستلهام الدروس والمعاني منها، وعلى رأسها نتعلم كيف عمل الرسول صلى الله عليه وسلم على بناء الإنسان".

ورصد خالد نقطة التحول في مسيرة الإسلام بعد أن ظل النبي في مكة 13 سنة قبل الهجرة إلى المدينة، في قدوم وفد من الأنصار قابلهم النبي، وأخذ يدعوهم إلى الإسلام، وقرأ عليهم قول الله تعالى "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ"، وهي الآية التي اشتملت على كل مكارم الأخلاق. وقال: "لم يتأخروا في الاستجابة آمنوا به لما وجدوه يدعو للسلام والأخلاق والرحمة بلا صراع أو عنف، لذا إذا أردت أن تحمي نفسك من الأفكار المتطرفة، اعرض أي دعوة تعرض عليك على مكارم الأخلاق، السلام، الرحمة". 

وأشار إلى أنه "في الهجرة، اتخذ النبي من أبي بكر الصديق رفيقًا له، وكان لأولاده دور في مساعدتهما، كانوا كلهم مسلمين، إلا زوجته "أم رومان"، فقد كانت وقتها كافرة، إلا أنها لم تمنعه من الهجرة، ولم تمنعه من أن يحمل معه 5 آلاف درهم كان قد ادخرها، كانت نموذجًا نادرًا لسيدة عظيمة رغم عدم إسلامها، ولم يطلقها أبوبكر". وتساءل خالد: "فكيف بزوج يقول إنه يريد أن يطلق زوجته لأنها ليست محجبة مثلاً، أو لأنها ليست متدينة، فهذه ليست طريقة النبي وأبوبكر، وإنما طريقتهما أن الهداية تأتي بالعيشة الرحيمة".

وفسر اتخاذ المسلمين من هجرة النبي توقيًتا لهم، وليس مولده، لأن "الدين الإسلامي لا يركز على الأشخاص، بقدر ما يركز على الأعمال والإنجاز، فاختيار الهجرة للتأريخ، معناه أنها بداية بناء المجتمع، وبداية حضارة الإسلام". وأوضح أن "الإسلام يريد مجتمعًا ينجز، وليس مجتمعًا يتكلم أكثر مما يعمل، والله تعالى يقول: "آمنوا وعملوا الصالحات"، أي انتجوا.. بنوا.. عمروا.. أصلحوا.. هذا هو ديننا.. دين إيجابي بنائي".

وأشار إلى أنه "من دروس الهجرة، أنه لما قررت "أم سلمة" أن تهاجر ومعها وابنها، رفض عثمان بن طلحة أن يتركها لوحدهما، واصطحبهما ولم يكن على دين الإسلام بعد حتى أوصلهما إلى المدينة، فكانت تقول: "ما رأيت رجلاً أكثر شهامة من عثمان بن طلحة"، فلما حكت للنبي قال لها: "خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام"، يعني الأخلاق قبل التدين، فالأخلاق الإنسانية تتخطى حدود الزمن وحدود الجغرافيا وحدود الدين، لأنها أخلاق عابرة للقارات والزمن والمكان والأديان".

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الداعية عمرو خالد يطالب بتحرير السيرة من الأفكار المتطرفة الداعية عمرو خالد يطالب بتحرير السيرة من الأفكار المتطرفة



GMT 01:07 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أول تحرك داخل البرلمان ضد فستان رانيا يوسف

GMT 08:38 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو أديب يصف تطوير "التوك توك" المصري بـ"الشيء المذهل"

GMT 01:39 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"نجوم على لايف" يستضيف منى الحديدي الثلاثاء

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon