القاهرة - مصر اليوم
فتحت أبواب برج القاهرة للجمهور كعادتها اليومية عند التاسعة صباحًا، وبيعت أول تذكرة لشاب لا يتجاوز عمره 19 عامًا، يبدو علي وجهه القلق والاضطراب، ويتحرك بخطي تبدو مرتبكة بشكل كبير.
تجاوز الشاب التفتيش الأمني بمدخل البرج، وتوجه نحو المصعد الذي سيرتفع به لقمة المزار السياحي، وبالفعل، مرت دقائق عدة قبل أن يصل للطابق الثاني والستين لبرج القاهرة شاهق الارتفاع، بدأ الشاب يدور في تلك الطرقة الدائرية أعلي البرج؛ ظن من حوله من العاملين أنه يشاهد معالم القاهرة المختلفة كغيره من الزوار، إلا أن "جرجس" طالب الثانوية العامة، كان يتحين اللحظة التي يختفي فيها عن أنظار الأمن، ليصعد فوق السور الحديد لقمة برج القاهرة ويلقي بنفسه، ليسقط غارقا في بركة من الدماء ويفارق الحياة.
"وقال شهود العيان :"سمعنا صرخة مكتومة.. ولقينا جثة الطالب فوق غرفة من بتوع المكن"، يقول "م" عامل نظافة ببرج القاهرة، تحرك نحو الشاب أحد رجال نقطة الشرطة القائمة بجانب البرج، وبعد فحصه، تأكد أنه فارق الحياة من أثر السقطة الشديدة، اتصل بقوات الشرطة بقسم قصر النيل، وأبلغ عن الواقعة.
وأضاف"م"، أن رجال الشرطة فور وصولهم تفحصوا الجثة، وعثروا مع الشاب علي بطاقة تحقيق الشخصية، وتبين أنه يدعي "جرجس. ي"، 19 سنة، طالب بالثانوية العامة، كما تم فحص الكاميرات بمحيط البرج، وتبين أن الطالب دخل البرج في التاسعة صباحا، وألقي بنفسه بعد 10 دقائق فقط من وصوله، وقام العاملون في البرج بتغسيل الجثة قبل تسليمها لذويه.
"لم يتحمل الشاب الضغط العصبي الذي يتعرض له علي يد والده بسبب الثانوية العامة" هكذا فسرت تحقيقات نيابة قصر النيل إقدام "جرجس" علي الانتحار، فطبقا لوالد الطالب، فنجله كان يمر بأزمة نفسية الفترة الماضية، بسبب تعرضه للتوبيخ الدائم من الأب ليذاكر دروسه، حتي أن "جرجس" هدد والده ووالدته كلا علي حدة، بأنه سينتحر هربا من الضغط عليه.
أضافت التحقيقات، أن الطالب كان يعاني من ممارسات والده، حتي أنه بكي أمام زملائه عدة مرات مؤخرا، وموضحا أنه لم يعد يستطيع التحمل.
ورغم تأكيد الأب في تحقيقات النيابة العامة، أنه اصطحب نجله للمصيف لعدة أيام لمساعدته علي تحسين حالته النفسية والمزاجية، إلا أن "جرجس" انتحر من أعلي برج القاهرة في اليوم التالي لعودته من المصيف.
أرسل تعليقك