الرباط –مصر اليوم
تزايد إقبال الطلاب على تعلم اللغات الآسيوية في المغرب، حيث يطمح الدارسون إلى البحث عن فرص جديدة للدراسة والعمل داخل وخارج المغرب. وأفادت مصادر تعليمية أن عدد الطلاب المغاربة الذين يلتحقون سنويا بالفصول الدراسية للغتين اليابانية والصينية في ارتفاع مستمر، وهو ما يقول به عدد من الطلبة الدارسين، كما أكده يانغ قانغ مدير «معهد كونفوشيوس» لتعليم اللغة الصينية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس في الرباط، حيث قال إن عدد المغاربة الذين يريدون معرفة الصين واللغة الصينية باتوا كثرا.وبشأن تقييمه للطلاب الذين درسهم في المغرب خلال سنتين أقام فيهما في الرباط، قال كينجي كاميو، وهو أستاذ سابق للغة اليابانية في جامعة محمد الخامس، لـ«الشرق الأوسط»: «إن مستوى الطلاب المغاربة جيد جدا، وهناك من الطلبة من فوجئت بمستواهم، وهذا يدل على حب المغاربة للغة اليابانية ولليابانيين». وأوضح كاميو أن المغاربة من أفضل المتحدثين باللغة اليابانية، مقارنة مع أجانب ذوي ثقافات أخرى، وهو يعتقد أن السبب يكمن في انفتاح المغاربة على ثقافات أجنبية أخرى ورغبتهم في تعلم اللغات. وأشاد كاميو بالحب الذي أبداه طلابه للغة وقدرتهم السريعة على التعلم، وأعرب عن سعادته بقدومه للمغرب وتدريس مجموعة من الطلبة الذين أصبحت تجمعه بهم علاقة صداقة متينة يعتز بها، كما يعتز بها الطلبة الذين درسهم.وكانت جامعة محمد الخامس شرعت في تدريس اللغة اليابانية منذ أزيد من عشر سنوات، ومنذ ذلك الحين تزايد عدد الطلاب الذين يخضعون لامتحان أولي، حيث يختبرون معرفتهم للحروف اليابانية والصينية قبل بدء الفصل الدراسي. ويعتبر معرفة الحروف من الشروط الأساسية التي تمكن الطالب من الالتحاق بفصل اللغة اليابانية والصينية.وعبر معظم الطلاب عن رغبتهم الشديدة في الذهاب إلى اليابان من أجل البحث عن الدراسة وتغيير أسلوب الحياة، وفي هذا الصدد قال يوسف زاكيك، وهو طالب يتابع دراسته في اللغة اليابانية منذ سنوات في جامعة محمد الخامس بالرباط، لـ«الشرق الأوسط» إنه يحلم بالهجرة إلى ذلك البلد الذي يعتبر أنه «عالم ليس له مثيل» كما قال. وتشاطر سناء الأجهري رأي زميلها، وهي طالبة في الجامعة نفسها، حيث أكدت أن السبب الأساسي لاختيارها دراسة هذه اللغة هو رغبتها للذهاب إلى اليابان من أجل العيش والاستقرار هناك، وهي تعتقد أن الحياة هناك لها طعم آخر.
وتشتغل سناء - إلى جانب دراسة اللغة اليابانية - في أحد المختبرات الطبية، وقالت إنها مستعدة للتخلي عن عملها والذهاب إلى اليابان من أجل الدراسة والعمل في أي مجال كان، حتى ولو كان ذلك بعيدا عن مجال دراستها. على صعيد آخر أشارت الأجهري إلى أن الطلبة أسسوا جمعية خاصة بكل ما يتعلق بالقارة الآسيوية، وتضم هذه الجمعية التي أطلق عليها اسم «بيشيلاند» الطلبة الذين يدرسون اللغات الآسيوية، وتعمل الجمعية على تنظيم ورشات وأنشطة تعرف بالثقافات الآسيوية وتسهل عملية التواصل بين محبي هذه القارة واللغة اليابانية واللغات الآسيوية الأخرى.وتسعى جامعة محمد الخامس، بشراكة مع جامعات أخرى مغربية ويابانية، إلى تشجيع وتحفيز مزيد من الطلبة من خلال الأنشطة التي تنظمها الجامعة بالتعاون مع السفارة اليابانية. وتتيح جامعة محمد الخامس فرصة للطلبة المتفوقين في اللغة؛ حيث تجري كل سنة مسابقة ويتم اختيار طالب أو اثنين ممن حصلوا على أعلى المعدلات لزيارة اليابان لفترة ما بين عشرة إلى 15 يوما، ويتخلل هذه الرحلة الاستكشافية برنامج خاص لاستغلال هذه المدة للتعريف بالثقافة اليابانية والاحتكاك باليابانيين والتعرف على طريقة عيشهم وعاداتهم.وتحظى اللغة الصينية إلى جانب اللغة اليابانية باهتمام عدد من الشباب المغاربة، وكان قد شارك في اختبار كفاءة اللغة الصينية الذي نظمه «معهد كونفوشيوس» لتعليم اللغة الصينية في الرباط في دورته الأولى أكثر من مائة شخص، منهم طلاب معهد كونفوشيوس، وهواة تعلم اللغة الصينية، وعدد من الدبلوماسيين لدى المغرب الذين يعلمون اللغة الصينية. وذكر رئيس معهد كونفوشيوس يانغ قانغ أن المزيد من المغاربة يرغبون في التعرف على الثقافة الصينية بتعلم اللغة.
ويعود تاريخ تأسيس معهد كونفوشيوس في جامعة محمد الخامس إلى ديسمبر (كانون الأول) عام 2009، ويحرص المعهد على تنظيم أنشطة متنوعة للاحتفال بعيد الربيع ومهرجان منتصف الخريف وغيرهما من الأعياد والمناسبات الصينية التقليدية لنشر مضمون الثقافة الصينية التقليدية وأبعادها التاريخية والقومية، بالإضافة إلى تعليم اللغة الصينية. ويقول وائل بن جلون رئيس «جامعة محمد الخامس أكدال» في الرباط، إن «تعاون الجامعتين، (جامعة محمد الخامس المغربية وجامعة الدراسات الدولية في بكين)، يرمي إلى تشجيع التعارف والتقارب بين الطلاب في المغرب والصين، ويسعى المغرب من خلال تنظيم الندوات إلى التعريف بنفسه، والتعرف أكثر على الصينيين».
تجدر الإشارة إلى أن معهد كونفوشيوس بجامعة محمد الخامس أسس فرعا جديدا في جامعة الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء لتلبية الطلب المتزايد لتعلم اللغة الصينية. ويذكر أن المغاربة يقبلون على تعلم اللغات الأجنبية عامة وتدرس اللغات الأجنبية في سن مبكرة ومنذ المراحل الابتدائية.
أرسل تعليقك