عمان ـ بترا
من رياض ابو زايدة - يقدم دليل أنشطة الأطفال منذ الولادة حتى سن أربع سنوات في نسخته الالكترونية والذي اعده المجلس الوطني لشؤون الاسرة فائدة كبيرة تسهم في تطور الطفل جسمانيا ومعرفيا ولغويا واجتماعيا وانفعاليا بأسلوب سهل للعاملين مع الأطفال أو ذويهم .
ويعد الدليل وفقا للقائمين عليه منهاجا متكاملا يحتوي على أنشطة ملائمة تشمل جوانب نمو الطفل وباستخدام رسوم توضح كل نشاط , وقياس أثره على الطفل للوقوف على أبعاد شخصيته وتعزيز قدراته.
تقول رئيسة جمعية سيدات الوادي في وادي موسى مها المشاعلة ان الجمعية نظمت ورشة تدريبية للتعريف بدليل الانشطة على مدى يومين شارك فيها 24 من العاملات في اثنتي عشرة حضانة في محافظتي الطفيلة ومعان لتعريفهن بكيفية استخدام الدليل واكتشاف مهارات وقدرات الطفل الذهنية من خلال النشاطات المختلفة.
وتضيف ان الدليل يعنى بتعليم الطفل من خلال اللعب والرسم وبناء اشكال فنية بطرق مختلفة بمساعدة ومتابعة العاملات في الحضانات بهدف تنمية مهارات الطفل الاجتماعية والسلوكية، كما يقدم طرقا مثالية للتعامل مع الاطفال.
وتقول المعلمة والمدربة على دليل الانشطة خلود الرموني ان الدليل يسهم في زيادة وعي العاملات في دور الحضانات بالخصائص النمائية للطفل مشيرة الى انها دربت 45 عاملة في دور حضانات تابعة لوزارة التنمية الاجتماعية .
وحول اهمية هذا الدليل للاسرة والطفل يقول المستشار التربوي الدكتور يزن عبده لوكالة الانباء الاردنية (بترا) انه بمثابة المرجع الأهم بالنسبة للأسر والمؤسسات التي يوجد فيها طفل من عمر يوم الى اربع سنوات ، فهو يشتمل على أنشطة علمية مبنية على أساس الحاجات النمائية مع توضيح علمي موجز لكل نشاط وارتباطه بتلك الحاجات .
ويشير الى ان هناك مراجع مختلفة ومنوعة بهذا الخصوص ، لكنها لم تتم بالطريقة التي بني فيها هذا الدليل سواء من ناحية فريق العمل المميز ، أو من حيث تنوع الأنشطة وتقسيمها إلى مراحل نمائية تغطي كل مرحلة منها سنة من حياة الطفل، ومن ناحية أخرى فإن من النادر ايجاد من يتحدث عن أنشطة تستهدف من هم في سن الطفولة وبالذات المرحلة العمرية من الميلاد - وحتى نهاية السنة الثانية ، اذ عمل الدليل على تغطيتها بطريقة عملية ومنتجة.
ويبين ان الدليل وبالاضافة الى زيادة الوعي لدى عالم الكبار وبالذات الوالدين والعاملين في رياض الأطفال بالحاجات النمائية لهذه المرحلة العمرية فانه يسهم في صناعة الإنسان المنتج ، بطريقة مختصرة وممتعة، تقوم على فكرة الانسجام مع الحاجات النمائية للطفل وتطويرها، من خلال الحاجات البيتية غير المكلفة .
ويسهم الدليل ايضا في معرفة نقاط القوة والضعف لدى الاطفال وأهم انشطة الطفل حسب حاجاته ، ويوفر على الاهالي الاستشارات التربوية وشراء الكتب والمراجع في التربية ، اذ ان هذه الأنشطة تملأ وقت الطفل بما هو مفيد وممتع وتجنب الأسرة الدخول في مشكلات تربوية في مراحل عمرية لاحقة ، كما تضمن نموا متكاملا للطفل خاصة في المجالات النمائية " الجسدية والانفعالية والذهنية والاجتماعية" .
ويطالب وسائل الاعلام بممارسة دورها في نشر مثل هكذا مشروعات قامت بها مؤسسات مثل : المجلس الوطني لشؤون الاسرة وجعلها من أولوياته لان صناعة الانسان هي المهمة الأولى لأي مؤسسة عاملة مبينا ان هناك دورا كبيرا يقع على عاتق المؤسسات الخاصة يتمثل برعاية مثل هكذا برامج نوعية لرفد مؤسساتهم بالمستقبل بإنسان قادر على الانجاز.
مديرة حضانة معهد الملكة زين الشرف التابعة للصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية جمانة العناني تشير الى استفادة العاملات في الحضانة من الدليل في متابعة الاطفال بشكل دائم من خلال مهاراتهم الاجتماعية والحركية والانشطة التي يرتكز عليها كما يحتوي على لائحة تفقّد توضح ما قام به الطفل وما سيقوم به، ودرجات اتقانه لهذه المهارات . رئيس محور الطفولة في المجلس الوطني لشؤون الأسرة الدكتورة سهى طبال تقول : لان عملية التعلم عند الأطفال تبدأ منذ لحظة الولادة جاءت الحاجة إلى تصميم مجموعة من الأنشطة التعلمية المناسبة التي تضمن تطور جوانب نمو الطفل بعد أن يلتحق بالحضانة مباشرة خاصة ان الأطفال يتعلمون من خلال اللعب والاستكشاف النشط لعناصر البيئة ، لذا اعتمد المجلس على النتاجات العامة والخاصة للطفل بإعداد هذا الدليل .
وتبين ان المجلس اعد خلال العام 2010 وكمرحلة ثانية لمشروع تطوير الخدمات المقدمة للأطفال دون سن الرابعة إطارا عاما للنتاجات العامة والخاصة للطفل الأردني والتي تضمنت سلوكياته التي يستطيع القيام بها بعد مروره في خبرة تعلمية ملائمة تنسجم تمامًا مع خصائص المرحلة العمرية بحيث تناسب الأطفال في مختلف المناطق الجغرافية والاجتماعية وتشمل جميع المجالات التطورية لديهم .
وتقول ان دليل الانشطة معزز برسوم إيضاحية لكل نشاط لضمان مدى تحقق النتاج وقياس أثره على الطفل وبهدف مساعدته على النمو المتكامل لجميع أبعاد شخصيته وتعزيز قدراته بحيث تؤهله للتكيف مع الخبرات المدرسية والحياتية في المستقبل من خلال توفير بيئة آمنة وداعمة لتطور مهاراته المعرفية والجسمية والإنفعالية والاجتماعية.
وتشير الى ان إعداد الدليل تم كبرنامج أسبوعي لمقدمة الرعاية (الاسرة او المؤسسات العاملة) بحيث يشمل كل أسبوع مجموعة متنوعة من الأنشطة التطبيقية وتم تقسيم الدليل إلى أربعة أجزاء حسب الفئات العمرية بحيث يتضمن كل جزء في نهايته دليل تقييم لتطور نمو الطفل.
وتقول ان التوجهات العالمية الان تنظر الى مرحلة الطفولة على انها السنوات الاساسية المهمة للاطفال , لذا تم تطبيق الدليل في عدة حضانات تتبع لمؤسسات منها : الجامعة الهاشمية ، كما تم توزيعه على الجامعات الحكومية والخاصة التي تدرس التخصصات ذات العلاقة وهناك توجه لتعميم الدليل على الحضانات في القطاع الخاص .
مدير مديرية الاسرة والطفولة في وزارة التنمية الاجتماعية محمود الجبور يقول ان الوزارة تتابع مع جميع إدارات الحضانات في المملكة عبر مديريات التنمية الاجتماعية في الميدان من اجل القيام بالممارسات الفضلى للعناية بالاطفال ومنها تطبيق الانشطة الواردة في هذا الدليل.
أرسل تعليقك