أسيوط-مدحت عرابى
أكد محافظ أسيوط، المهندس ياسر الدسوقي، على أهمية نجاح أول حالة زرع نخاع لطفل في صعيد مصر، ما يعد إنجازًا طبيًا هامًا في ذلك المجال، ممثلًا بارقة أمل للشفاء لمرضى الأورام في محافظات الصعيد، وشدد على أن ذلك الإنجاز الطبي هو ثمرة ما يملكه معهد جنوب مصر للأورام في جامعة أسيوط، من إمكانيات طبية متقدمة وكوادر بشرية على أعلى مستوى من التدريب والمهارة.
وجاء ذلك، خلال احتفال معهد جنوب مصر للأورام باليوم العالمي لمحاربة السرطان، والمتضمن الإعلان عن نجاح أول حالة زرع نخاع لطفل في الثانية عشر من عمره، يدعى " مصطفى رجب رشاد ".
وتم ذلك بحضور الدكتور أحمد عبده جعيص، رئيس جامعة أسيوط، والدكتور طارق الجمال، نائبه لشؤون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور مصطفى الشرقاوي، عميد المعهد، والدكتور دعاء محمد سيد، وكيل المعهد، والأستاذ محمود شاكر، أمين عام الجامعة والأستاذ محمود بخيت، الأمين العام المساعد، والدكتور محمد جمال، نقيب الأطباء في أسيوط، والدكتور محمد نوح، وكيل وزارة الصحة، والدكتور سامي الشريف، مدير عام هيئة التأمين الصحي في قطاع شمال الصعيد، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس وأساتذة الأورام في المعهد ومستشفى 57357، والمعهد القومي للأورام والفريق الطبي المسؤول عن الحالة.
وقد توجه رئيس الجامعة، لكل الأطباء من معهد جنوب مصر للأورام والداعمين له من أطباء مستشفى 57357 والمعهد القومي للأورام ومعهد ناصر، بالشكر والإشادة بجهدهم المخلص والمتميز، مشيدًا بمساهمة وزارة التعاون الدولي، المشاركة مناصفة مع جامعة أسيوط في إنشاء أول وحدة زرع نخاع في صعيد مصر على ذلك المستوى من التقدم والتطور، وأيضًا بالأيادي البيضاء من أهل الخير والقادرين ورجال الأزهر والكنيسة، الذي كانت لتبرعاتهم أكبر الأثر في تمكين المعهد من القيام بالدور المنوط به، لخدمة 30مليون نسمة في محافظات الصعيد، وما يستقبله من نحو 36ألف مريض سنويًا.
كما ناشدجعيص، وسائل الإعلام بالاهتمام وإلقاء الضوء على ما يتم في صعيد مصر من إنجازات علمية وطبية تستحق الدعم والرعاية، وشدد على دور رجال الأعمال والمجتمع المدني والجمعيات الأهلية في تخفيف العبء الاقتصادي الملقى على كاهل الدولة والمساهمة في التبرع، لتمويل إنشاء معهد الأورام الذي يجرى التجهيز به على مستوى عالمي في منطقة أسيوط الجديدة، على مساحة تتجاوز 15ألف متر، وذلك لتلبية الإقبال المتزايد من مرضى الأورام على المعهد.
ومن جهته، أوضح عميد المعهد، الدكتور مصطفى الشرقاوي، أن زرع النخاع هو برنامج طبي دوائي يرتكز العلاج به على التخلص من النخاع القديم، وتوفير نخاع جديد بديل للمريض، إما ذاتيًا كما في تلك الحالة، أو عن طريق متبرع من الأشقاء أو الأب أو الأم، على أن توجد صلة قرابة مسابقة تجمع بينهما.
وأضاف عميد المعهد، أن تلك هي الحالة الثانية من نوعها التي تتم بنجاح داخل المعهد، إذ نجحت الأولى في إنقاذ حياة الشاب عبد الهادي محمد الأمير، والبالغ 39 عامًا، وتلك هي الحالة الأولى لطفل تتم في صعيد مصر.
وبشأن خطوات العملية، أوضح الدكتور أحمد عبدالوهاب فراج، مدرس طب الأطفال في المعهد، أن الطفل من محافظة سوهاج، وكان يعانى من الإصابة بسرطان في الغدة فوق الكلوية في المرحلة الرابعة، وتم إخضاعه لعلاج كيماوي وجراحي، ما زاد من نجاح الزرع بنسبة 10%، وبعد تحويله للمعهد لإجراء الزراعة، والتي بدأت بحقنة تحت الجلد لتحفيز عمل الخلايا الجذعية ثم استئصال الخلايا الجذعية الذاتية وحفظها في ثلاجات تعقيم، والقضاء على أي خلايا سرطانية يحتمل وجودها في الجسم، ثم عمل اللازم للمريض من عمليات نقل للدم وللصفائح الدموية، إلى أن تماثل الطفل للشفاء مع إجراء متابعة دورية لحالته الصحية.
أرسل تعليقك