c الجامعات التونسية في بؤرة الصراع السلفي-العلماني - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجامعات التونسية في بؤرة الصراع السلفي-العلماني

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الجامعات التونسية في بؤرة الصراع السلفي-العلماني

تونس ـ وكالات

مطالب لسلفيين بمنع الاختلاط وبحرية ارتداء النقاب، واعتراضات من أكاديميين على مشاركة منتقبات في محاضراتهم التزاماً بلوائح الجامعات الداخلية، باتت مظهراً من مظاهر الصراع بين إسلاميين سلفيين وعلمانيين في بعض جامعات تونس.يوم الجمعة 30 آذار/ مارس 2013: القاعة الكبرى في كلية العلوم الطبيعية في جامعة المنار في تونس العاصمة ممتلئة بكاملها. وفي هذه القاعة اجتمع نحو مائتي أستاذ جامعي وباحث علمي جاؤوا من جميع أنحاء تونس ومن الخارج للمشاركة في المنتدى الاجتماعي العالمي.الموضوع الوحيد المطروح على جدول الأعمال هو حرية البحث العلمي والتدريس في تونس. يريد هؤلاء الأكاديميون إيقاظ البلاد: فهم الذين شارك بعضهم مشاركة فعَّالة في إسقاط النظام السابق في مطلع عام 2011، وباتوا يرون الآن أنَّ هناك خطرًا يهدِّد حرية الرأي، التي تم انتزاعها بمشقة قبل وقت ليس بطويل، وكذلك يهدد استقلالية الجامعات التونسية.أستاذ الأدب الفرنسي في جامعة منوبة التونسية، حبيب ملاخ، هو الأمين العام "للجمعية التونسية للدفاع عن القيم الجامعية" المقرَّبة من النقابات المهنية والتي تسعى إلى المحافظة على الحرية الأكاديمية في تونس. وقدَّمت هذه الهيئة تقريرها الأخير في شهر آذار/مارس 2013.ويوثِّق هذا التقرير أنَّ الهجمات التي يشنها السلفيون المتشددون على الجامعات التونسية هي حملات منظمة وليست مجرَّد حالات فردية. وفي جامعة منوبة، يقول حبيب ملاخ إن الجناة معروفين بالأسماء، ويضيف: "هذه حملة متعمَّدة تستهدف استقلالية الجامعات والحريات العامة".وهذه الحملة، بحسب قول ملاخ، تسير بموافقة ضمنية من حزب النهضة الحاكم، ويضيف: "هم ينظرون إلى السلفيين باعتبارهم حلفاءهم الطبيعيين في الحركة الإسلامية".شر حبيب ملاخ مؤخرًا في تونس كتابًا جديدًا. وهذا الكتاب الذي يحتوي على نحو 300 صفحة وصدر عن دار سراس العلمية التونسية المرموقة يحمل عنوان "يوميات منوبستان".وفي هذا الكتاب يصف حبيب ملاخ بشكل نموذجي وبأدق التفاصيل الإرهاب الفكري الذي يمارسه السلفيون والإسلامويون منذ عامين تقريبًا في جامعة منوبة في تونس ضدّ الأكاديميين والطلاَّب.وكذلك كانت الأستاذة في قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة منوبة، آمال قرامي واحدة من أوَّل الذين تم استهدافهم من قبل السلفيين في خريف عام 2011 .إذ شتمها السلفيون المتعصبون ووصفوها بأنَّها "كافرة"، وذلك لأنَّها لم تكن ترتدي الحجاب في المحاضرات ولأنَّها لم تسمح للطالبات المنقَّبات المحجبات حجابًا كاملاً بالدخول إلى محاضراتها.واتَّهمها السلفيون بتهم عديدة من بينها التبشير وكانوا يستخدمون أساليب بوليسية ليعرفوا ماذا تقول هذه الأستاذة الملحدة في حلقاتها الدراسية.وتقول آمال قرامي متذكرة: "لقد قدَّمت حلقة دراسية حول علم الأديان المقارِن. ولذلك زعم السلفيون أنَّني أريد تحويل الطلاَّب إلى الديانة المسيحية أو اليهودية". وتضيف: "وكانوا أيضًا يسألون طلاَّبي عما تتم مناقشته في هذه الحلقة الدراسية".وفي حرم الجامعة تظاهر رجال كانوا يرتدون أثوابًا سلفية تذكِّر بالوهابيين، وكان بعضهم في الواقع غير مسجّلين في الجامعة. وكانوا يتظاهرون من أجل "حقوق الإنسان" وحقوق الطالبات في ارتداء النقاب وبذلك من أجل "الهوية الثقافية".كما أنَّهم هاجموا فعاليَّات ونشاطات ثقافية، مثل مشاركة الطلاَّب في رقصة "هارلم شيك" العالمية. وكان من بين أهدافهم المعلنة فصل الطالبات عن الطلاب في أماكن معزولة داخل قاعات المحاضرات وفي مطاعم الجامعات. وكذلك مَنع السلفيون بالقوة في بعض الجامعات الطلاَّبَ الذكور من دخول قاعات المحاضرات والكافيتريات.وفي كلية الآداب والفنون والإنسانيات في جامعة منوبة حاصر السلفيون طيلة أسابيع مداخل مباني قاعات المحاضرات وغرف الأساتذة. وكذلك تم منع حبيب القزدغلي أستاذ التاريخ وعميد كلية الآداب من دخول مكتبه.وبعدما تردَّدت الشرطة في التدخّل لوقف هذه الاعتصامات غير القانونية، أضرب العديد من الأساتذة في جامعة منوبة. وكان لا بد في بعض الأحيان من إيقاف التدريس بشكل تمام في كلية الآداب لأسباب أمنية.وبعدما أصدرت الإدارة قرارات منع من دخول الحرم الجامعي، اقتحمت في السادس من شهر آذار/مارس 2012 طالبتان منقبتان مكتب العميد وقمن بتكسير الأثاث. ولكن لم يتم بعد ذلك عرض الطالبتين على المحكمة، بل لقد تم استدعاء العميد حبيب القزدغلي إلى المحكمة بتهمة صفع إحدى الطالبتين."أجواء تقرع ناقوس الخطر في تونس لدى أساتذة الجامعات والمعيدين الذين يرون أنَّ استقلالية وحرية البحث العلمي والتدريس باتت مهدَّدة من خلال ضغوطات الإسلاميين المتنامية."ومنذ اليوم الأول نفى حبيب القزدغلي هذه الاتِّهامات نفيًا قاطعًا. ولكن ذلك لم يساعده. ومنذ الخامس من تموز/يوليو 2012 يتم استدعاء عميد كلية الآداب الذي ما يزال في منصبة للمثول أمام المحكمة: وحتى الآن لم يصدر أي حكم في هذه القضية. ويشير القزدغلي إلى لوائح جامعة منوبة الداخلية الصادرة في خريف عام 2011، والتي تنص على ضرورة تمكن المدرِّسين والطلاَّب من رؤية بعضهم بعضًا، ويقول: يقول القزدغلي منتقدًا: "السلطات المختصة لا تساعدنا في تطبيق هذه اللوائح". ويضيف: "بل هم يتواطؤون بدلاً عن ذلك مع الأصوليين".وجامعة منوبة ليست حالة فردية: إذ يحاول الإسلامويون المتطرِّفون في الوقت الراهن فرض ما يعتبرونه "الإسلام الحقيقي" في عدة جامعات في تونس. وفي جامعة منستير تمكَّنوا من تحقيق نصر جزئي: حيث تم هناك حسب تقرير الجمعية التونسية للدفاع عن القيم الجامعية إنشاء منطقة خاصة للنساء داخل كافتيريا الجامعة.ولذلك يتوقَّع الأساتذة الجامعيون الليبراليون والعلمانيون أن هناك سياسة استنزاف تكمن خلف مثل هذه الأعمال. ويعتقدون كذلك أنَّ حزب النهضة الحاكم يسعى إلى الحدّ من حرية التعبير وحقوق الجامعات في الدستور المستقبلي. وبالإضافة إلى ذلك يعتقد حبيب القزدغلي أنَّ حكومة حزب النهضة تخطط منح المناصب القيادية في الجامعات التونسية في وقت منظور إلى موظَّفين مقبولين سياسيًا. وفي هذا الصدد يقول إنَّ "الحزب الإسلاموي الحاكم يعرف أنَّه غير مسيطر على الجامعات. إذ إنَّ الشرطة والصحفيين والجيش - وكلّ النخب لا تسير مع نهج الإسلاميين السياسي. ولهذا السبب لا بدّ من الاستمرار في ممارسة الضغوطات. وحزب النهضة يفعل ذلك بمهارة".أثارت القضية المرفوعة ضدّ المؤرخ حبيب القزدغلي والتي يبدو أنَّ لها دوافعًا سياسية موجة من حملات التضامن في جميع أنحاء العالم. وكذلك دعا العديد من الأكاديميين في الجامعات الألمانية الحكومة التونسية إلى ضمان حرية الجامعات وضمان ظروف تمكِّن من ممارسة التدريس والبحث العلمي من دون مضايقات.يشعر حبيب القزدغلي بالاحباط، وذلك لأنَّ استفزازات السلفيين المستمرة تسلب منه الوقت؛ هذا الوقت الذي يحتاجه من أجل القيام بواجباته الحقيقية بصفته أستاذًا جامعيًا وعميد كلية. ويقول القزدغلي: "ثلث الشباب العاطلين عن العمل في تونس والذين يبلغ عددهم الرسمي 900،000 شخص، لديهم شهادات جامعية". ويضيف متابعًا: "يجب علينا فعل كلِّ شيء من أجل تحسين التعليم وفرص العمل لهؤلاء الطلاَّب. ولكننا بدلاً عن ذلك نضيِّع طاقتنا الثمينة بمثل هذه الجدالات غير المجدية".وكان من المتوقع أن يتم عقد جلسة المحكمة التالية في قضية حبيب القزدغلي يوم الثامن عشر من نيسان/أبريل 2013. وكذلك كان يعتقد المراقبون والمحامون أنَّه ستتم تبرئة القزدغلي لعدم وجود أدلة دامغة. ولكن حتى الآن ما يزال الكفاح من أجل حرية الجامعات التونسية متواصلاً.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجامعات التونسية في بؤرة الصراع السلفيالعلماني الجامعات التونسية في بؤرة الصراع السلفيالعلماني



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon